كتب: كريم همام
اعتمد المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) انتخاب الدكتور خالد العناني مديراً عاماً لليونسكو خلال الانتخابات التي عُقدت يوم الخميس ٦ نوفمبر ٢٠٢٥ بمدينة سمرقند في أوزبكستان. ويأتي هذا الانتخاب كإنجاز تاريخي حيث يصبح خالد العناني مديراً عاماً لليونسكو كأول مصري وعربي، وثاني إفريقي يتولى هذا المنصب الرفيع، في خطوة تعكس المكانة الدولية للسياسة الخارجية المصرية تحت قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي مرحلة دقيقة يشهدها الإقليم والعالم.
خالد العناني مديراً عاماً لليونسكو: نتائج التصويت وثقة المجتمع الدولي
تم اعتماد الانتخاب بتأييد ١٧٢ دولة من أصل ١٧٥ دولة عضو في المؤتمر العام، وهو رقم يعكس اجماعا غير مسبوق حول قدرات المرشح ورؤيته لعمل المنظمة ومستقبلها. هذا الدعم الدولي الواسع يترجم ثقة المجتمع الدولي في كفاءته ورؤيته الشاملة لعمل اليونسكو ومستقبلها، وهو عامل يعزز موقع المنظمة كمنصة عالمية تجمع الدول من أجل التربية والعلم والثقافة. كما أن هذه النتيجة تبرز مكانة مصر كفاعل دولي يخطّ طريقاً واضحاً في إطار السياسة الخارجية تحت رئاسة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتؤكد أن القاهرة قادرة على ترجمة حضورها في المحافل الدولية إلى أدوار قيادية في مؤسسات الأمم المتحدة. يرى المراقبون أن اختيار خالد العناني مديراً عاماً لليونسكو يمثل رسالة إلى المجتمع الدولي بأن مصر تواصل دعم مؤسسات الأمم المتحدة وتدفع نحو تعزيز التعاون الدولي في مجالات التربية والعلوم والثقافة. وهو ما يعزز بالتالي ثقة الدول الأعضاء في قدرة اليونسكو على تنفيذ خططها وبرامجها في سياق يتسم بتحديات عالمية متعددة. وفي قراءة أعمق، يعكس التصويت القوي أيضاً اقتناع الدول الأعضاء بأن خالد العناني يمتلك الكفاءة والرؤية اللازمة لتوجيه المنظمة خلال مرحلة تشهد تطورات وعمليات إعادة ترتيب على مستوى السلم الدولي وتحديات ثقافية وتربوية متعددة. ويعكس الاعتماد الكبير إحياءً لروح العمل المتعدد الأطراف واعترافاً بقدرة المرشح على بناء جسور من التعاون بين آسيا وأوروبا أفريقيا وأميركا اللاتينية في سياق أوسع يراعي مصالح الشعوب وتطلعاتها نحو تعليم أفضل وعلوم أوسع ونظام ثقافي شامل.
الرسالة الدولية من انتخاب خالد العناني مديراً عاماً لليونسكو
هذا الاختيار يمنح اليونسكو رسالة واضحة عن قدرة القادة الدوليين على إدارة مؤسسات عالمية في بيئة شديدة التعقيد، وأن هناك توافقاً بين الدول الأعضاء حول قيادة قادرة على تعزيز قيم المنظمة ومبادئها. كما أن الاعتماد الدولي الواسع يشير إلى ترابط المصالح بين تعزيز التعليم والعلوم والثقافة وبين تعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم، وهو أمر ينعكس في الثقة التي أبدتها الدول الأعضاء من مختلف القارات. وتؤكد الاستجابة الدولية لهذه الترشيحات أن اليونسكو تظل منصة حيوية تسعى إلى ربط مسارات الدول في مجالات التربية والبحث العلمي وحماية التراث الثقافي ومتطلبات التنمية المستدامة. في هذا السياق، يلاحظ كثيرون أن الدول ستحرص على متابعة نهج المنظمة في دعم المبادرات التعليمية وتطوير البحث ونشر الثقافة كعوامل رئيسية في بناء مجتمعات أكثر عدلاً وازدهاراً، وهو ما يتماشى مع تغييرات المشهد الدولي وتعاظم اهتمام الدول بالاستثمار في الإنسان كأداة رئيسية للتقدم.
المسار الطويل للحملة والترشيح المصري
بعد أكثر من 30 شهراً من العمل الدؤوب والجهد المكثف والمتواصل، اختتمت الحملة المصرية نحو المنصب الأعلى في اليونسكو بفوز يستحق التقدير. وقد جاء هذا النجاح نتيجة تضافر جهود فريق الترشيح المصري وتنسيق الدبلوماسية المصرية مع الدول الأعضاء، وهو ما يعكس قدرات مصر على تنظيم حملات دولية ومواجهة تحديات عالمية من موقع القوة والالتزام. وفي إطار هذه التطورات، قدم د. بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أحر التهاني لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وللشعب المصري والشعوب العربية والإفريقية، معرباً عن فخر مصر بهذا الإنجاز الذي يعد إضافة جديدة إلى سجلها الحافل بالنجاحات على الساحة الدولية. وتؤكد هذه الرسالة الرسمية من جانب الحكومة المصرية أن اختيار خالد العناني يعكس استمرارية ثقة المجتمع الدولي في المسار الدبلوماسي المصري، ويمثل خطوة ترفع منسوب التعاون خلال الفترة المقبلة مع اليونسكو وغيرها من مؤسسات الأمم المتحدة، بما يعزز التفاعل بين سياسات الدول واحتياجات الشعوب في مجالات التربية والتعليم والعلوم والثقافة.
آفاق وتوقعات على الصعيدين الإقليمي والدولي
مع تولّي خالد العناني المنصب، يتوقع أن تشهد اليونسكو عمليات توجيه جديدة للمجالات الحيوية التي تشكل محور اهتمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. من المتوقع أن ترتكز السياسات في مجالات التربية على تعزيز فرص الوصول إلى التعليم الجيد والضمانة بأن التعليم يشكل رافعة للتنمية الشاملة. كما من المحتمل أن تُطرح مبادرات تعزز التعاون العلمي وتفتح أفقاً للبحث والابتكار، بما يخدم الشعوب ويعزز من قدرة الدول على التصدي للتحديات الراهنة مثل الفروق التعليمية وتفاوت الموارد. على الصعيد الإقليمي، من المحتمل أن يسهم هذا التعيين في تعزيز العلاقات بين الدول العربية والإفريقية بما ينسجم مع التطلعات المشتركة في مجالات الثقافة والتنمية المستدامة، مع الحفاظ على التوازن بين مصالح الدول الكبرى والصغرى في إطار منظومة الأمم المتحدة. وفي سياق دولي أوسع، تبقى التحديات متنوعة، لكن الثقة التي أبدتها الدول الأعضاء في خليفة قيادي جديد تشكل ركيزة عملية لإمكانية تنفيذ برامج اليونسكو وتطوير آلياتها بما يخدم الأهداف العالمية للتعليم والبحث والتقنية والمعرفة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































