كتب: صهيب شمس
شهدت محافظة الأقصر تطوراً ملحوظاً في موقفها من سلامة الثروة الحيوانية، حيث تواصل مديرية الطب البيطري تنفيذ سلسلة من الحملات الوقائية التي تعزز من حماية المواشي وتحصينها ضد الأمراض الوبائية. الثروة الحيوانية بالأقصر فى أمان نتيجة جهود متواصلة ومتكاملة تستهدف رفع مستوى الوقاية وتطبيق الإجراءات الصحية على مستوى القرى والمدن. إلى جانب ذلك، تُعقد ندوات توعوية دورية تُوجّه إلى أصحاب الماشية وتُبيّن الآليات الصحيحة للتحصين والوقاية. كما تُدار دوريات ولجان متخصصة لفحص وتحصين الماشية في الأسواق الأسبوعية بإسنا والحبيل، وذلك في إطار السعي لفرض إجراءات وقائية صارمة وخالية من الأمراض التي قد تؤثر سلباً في صحة الحيوان والإنسان معاً. وفي هذا السياق، أكد الدكتور طارق لطفي، مدير مديرية الطب البيطري بمحافظة الأقصر، أن المحافظة لم تسجل أية حالات إصابة بالحُمَّى القلاعية حتى الآن، وأن حملات التحصين جارية وفق خطة زمنية محددة، مع الإشارة إلى أن الحملة جرى تنفيذها في شهري يوليو ونوفمبر من العام الجاري، وأن المراحلة الأخيرة ستتم في شهر أبريل القادم لتوسيع الحماية وتحقيق سلامة الثروة الحيوانية وتحصين النواحي والمواطنين من مخاطر المرض. كما أُعلن عن تنظيم حملات تحصين واسعة تستهدف 109,407 رأساً من الحيوانات المختلفة، وذلك ضمن الحملة القومية الثالثة للتحصين ضد مرض الحمى القلاعية ومدمج وسات 1، وحالة من الحماية عبر حزمة إجراءات صحية شاملة.
جهود مستمرة للحفاظ على الثروة الحيوانية بالأقصر فى أمان
تؤكد التصريحات الرسمية أن الحملة الوقائية شهدت تعاوناً بين مختلف فرق الطب البيطري في المحافظة، حيث تم تفعيل إجراءات التحصين وتتبُّع الحالات بشكل مباشر ومتواصل. وتنفذ الفرق الطبية حملات ميدانية مركّزة تُمكن من الوصول إلى المزارع والقطاعات الحيوانية في المناطق النائية، وهو ما يعكس التزاماً عالياً بالمحليات التي تقطعها فرق الطب البيطري يومياً وتراقب صحة القطيع بشكل منتظم. وتؤكد المصادر أن هذا التفاعل الحذر مع الوضع الصحي للثروة الحيوانية يعزز فرص المحافظة على مستوى عالٍ من الحماية ويقلل من مخاطر انتشار الأمراض بين الحيوانات. كما تتضمن الخطة تعزيز الوعي الصحي والتثقيف البيطري لدى المزارعين وأصحاب الماشية، بما يسهم في تعزيز مفهوم الوقاية من الأمراض قبل وقوعها وتفادي أي مخاطر صحية واقتصادية محتملة. تأتي هذه الجهود في سياق رؤية أوسع تهدف إلى حماية صحة الحيوان وربطها بالصحة العامة والبيئة المحيطة، وهو ما يعزز أواصر الثقة بين سكان المحافظة وبين الجهات الصحية المختصة.
تفاصيل الحملة والتوزيع العددي للمحصنات
تنفذ الحملة القومية الثالثة للتحصين ضد مرض الحمى القلاعية (مدمج وسات 1) وحمى الوادي المتصدع في جميع مراكز ومدن محافظة الأقصر، مع تشكيل لجان التحصين في مختلف القرى والمراكز لتوفير خدمات التحصين من بيت إلى بيت ومن مزرعة إلى أخرى. تستهدف الحملة تحصين إجمالي 109,407 رأس من الحيوانات المختلفة ضد هذه الأمراض، بما في ذلك 59,721 رأساً من الأبقار والجاموس والجمال، إضافة إلى 49,686 رأساً من الماعز والأغنام. وتُعزّز هذه الأعداد وجود إطار عملي يهدف إلى حماية الثروة الحيوانية من مخاطر الأمراض الوبائية وضمان استمرارية الإنتاج الحيواني بما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي للمحافظة. ويُشار إلى أن هذه الأعداد تمثل روافد مهمة للحماية الشاملة وتؤكد التزام الجهات الصحية بالعمل وفق منطق الكفاءة والشفافية في توزيع اللقاحات وتوفير الرعاية اللازمة للقطعان.
التنظيم والتنفيذ الميداني للحملة
تجري عمليات التحصين ضمن إطار منظّم يتم فيه توزيع اللجان على مختلف القرى والمراكز، بما يضمن وصول الخدمات إلى المناطق القابلة للإصابة، ويعزز من فعالية الإجراءات الوقائية. تُنفَّذ حملات التحصين من بيت إلى بيت ومن مزرعة إلى أخرى، وهو أسلوب ميداني يهدف إلى تحقيق تغطية واسعة وكفاءة عالية في الوصول إلى كل رأس من الحيوانات المستهدفة. كما يتم الانتشار في الأسواق الأسبوعية بمدينة إسنا وفي مركز الحبيل، حيث تُجرى فحوصات ميدانية وتحصينات صادرة عن فرق الطب البيطري، ما يسهم في اكتشاف أي حالة محتملة مبكراً واتخاذ التدابير اللازمة للحؤول دون انتشار المرض. وتؤكد الجهات الصحية أن هذه الإجراءات تساهم في تعزيز سلامة القطيع وتقليل مخاطر الأمراض الرئيسية التي تشكل تهديداً للثروة الحيوانية وللمنظومة الاقتصادية المرتبطة بها.
ندوات توعوية ودعم المربين
أطلق أطباء مديرية الطب البيطري بمحافظة الأقصر سلسلة من الندوات التي تستهدف دعم المواطنين وتوفير المعرفة الصحيحة حول حماية المواشي وتحسين الصحة العامة. وتركّز الندوات على أهمية التحصين الدوري والالتزام بالإرشادات البيطرية كآلية وقائية رئيسة، إضافة إلى دور الإرشاد البيطري في الحفاظ على الثروة الحيوانية وتطويرها. وفي إحدى الندوات التي عقدت في الوحدة الزراعية بقرية الرزيقات بحري، شاركت الدكتورة سيدة محمد أحمد، رئيسة قسم الإرشاد بإدارة أرمنت البيطرية، حيث أكدت على أهمية التحصينات الوقائية الدورية للحيوانات القابلة للإصابة ضد الأمراض الوبائية. وتبارز هذه الجهود الإرشادية فكرة أن الصحة الواحدة بين الإنسان والحيوان والبيئة هي حجر الرحى في حماية الثروة الحيوانية وضمان بقائها في مستوى عالٍ من السلامة والقدرة الإنتاجية.
آفاق الحماية والتنمية المستمرة للثروة الحيوانية
منذ انطلاق الحملات الوقائية ظهرت ملامح واضحة في تعزيز ثقة المربين وتوفير بيئة صحية وآمنة للقطيع، وهو ما يعزز من قدرة المحافظة على التنمية المستدامة وتطوير قطاع الإنتاج الحيواني كرافد رئيسي للاقتصاد المحلي. وتؤكد الإدارة البيطرية حرصها على متابعة الوضع الصحي للمواشي بصورة مستمرة، وتقييم نتائج التحصين في إطار زمني محدد لضمان استمرار الحماية وتقليل مخاطر المرض. كما أن وجود آليات المراقبة والتقييم الدائم يتيح تقييم أثر الحملات وتحديد الاحتياجات المستقبلية للعمل الميداني، وهو ما يسهم في تجهيز خطة متكاملة للوقاية والصحة الحيوانية بما يتماشى مع المعايير الدولية في مكافحة الأمراض الحيوانية.
ARTICLE;
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































