كتبت: سلمي السقا
تنعقد فعاليات المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية في نسخته الثالثة هذا العام في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث تشهد جلسة خاصة استعراض ما تحقق خلال العام الأول من تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030، إضافة إلى الإعلان الرسمي عن إطلاق الاستراتيجية الرقمية للصحة كإحدى الركائز الفرعية والرافعة الأساسية من بنية الخطة الشاملة. وتأتي هذه المحطة في إطار السعي إلى تعزيز التمكين الصحي وتطوير منظومة الخدمات الصحية، بما يتسق مع شعار الفعالية: تمكين الأفراد.. تعزيز التقدم.. إتاحة الفرص. وتؤكد وزارة الصحة والسكان في هذا السياق أن الجلسة المرتقبة ستلقي الضوء على المسار التنفيذي للأولويات والبيانات والمؤشرات التي تم الوصول إليها خلال العام الأول، إضافة إلى تقديم إطار واضح للخطوات القادمة في إطار التحول الرقمي للصحة. وتؤكد الوزارة أن الصيغة الجديدة تجمع بين الأداء الميداني والنهج الاستراتيجي، لتعميق مفهوم العدالة الصحية وتوسيع نطاق وصول المواطنين إلى الخدمات الصحية الرقمية المينيممية الجودة.
الإطار العام للمؤتمر وأهدافه
تصطف هذه الفعالية ضمن المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية كمنصة رفيعة المستوى تستعرض الإنجازات وتؤسس لخطة عمل واضحة للسنوات القادمة. وفي هذه الدورة الثالثة، يتحقق الجمع بين عرض النتائج والتعريف بإطلاق إطار رقمي يهدف إلى بناء نظام صحي متكامل يعتمد على الابتكار التكنولوجي والتحول الذكي. يري القائمون أن وجود الاستراتيجية الرقمية للصحة في صلب النقاش يعكس رغبة الدولة في جذب الاستثمارات الرقمية الصحية وتطوير قدرات الكوادر الصحية على استفادة مثلى من البيانات والأنظمة الرقمية. وتؤكد الرعاية الرسمية من قبل قيادة الدولة حرصها على تعزيز المكانة الدولية للمؤتمر وتوظيفه كمنصة لإبراز مسار التحول الرقمي في قطاع الصحة. كما يبرز شعار المؤتمر الملتزم بالعدالة والتمكين كدعوة مفتوحة أمام مختلف شركاء المجتمع من خبراء وإعلاميين ومؤسسات بحثية للمشاركة والتفاعل البناء. وتُظهر الفاعلية أن التحول الرقمي للصحة ليس خياراً بل مساراً تنموياً يهدف إلى تحسين جودة الخدمات وتقليل الفجوات والاختلالات في الوصول إلى الرعاية الصحية. ومن هذه الزاوية، تبرز أهمية الاستراتيجية الرقمية للصحة كأداة تنظيمية تقود المرحلة المقبلة، وتفتح الباب أمام تطبيقات عملية في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية ونظم المعلومات الصحية، بما يوسع آفاق الخدمة ويعزز الشفافية في الأداء.
استعراض نتائج العام الأول من الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030
ستتضمن الجلسة عرضًا تفصيليًا لنتائج الأداء والبيانات والمؤشرات الرئيسية خلال العام الأول من تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030. وسيشمل العرض تقييمًا لخطط العمل المعتمدة، ومسارات التطوير في المجالات الأساسية مثل الوقاية والتدخلات العلاجية وجودة الخدمات، إضافة إلى مدى التقدم المحرز في آليات الرقابة والشفافية. كما ستتيح الفعالية فرصة لسرد التحديات التي واجهت التنفيذ والحلول التي اعتمدت لتذليلها. وتؤكد هذه الاستعراضات أن الهدف من الخطة ليس مجرد توثيق إنجازات بل توجيه المسار نحو تعزيز الكفاءة الاقتصادية والرفع من مستوى الرعاية المقدمة للمواطنين. وفي سياق متصل، ستسلط الجلسة الضوء على كيفية توظيف البيانات والذكاء الإصطناعي والتقنيات الرقمية في تحسين متابعة الأمراض والتحكم في مؤشرات الأداء الصحي الوطني. وتُعزز هذه الجوانب من فهم الجمهور العام والمهني لمسار التحول الرقمي كعنصر حيوي في تحسين العدالة الصحية وتقديم الخدمات الصحية بصورة أكثر سرعة وفعالية. ويُنتظر أن تبرز نتائج العام الأول مدى التآزر بين السياسات الوطنية والتقنيات الحديثة، وكيفية تحويل الرؤية إلى واقع عملي ينعكس في جودة الخدمات والتجربة الصحية للمواطنين.
الإطلاق الرسمي للاستراتيجية الوطنية للصحة الرقمية
كما أشار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان إلى أن الجلسة ستتضمن الإعلان الرسمي عن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة الرقمية كركيزة فرعية من الخطة الرئيسية. يأتي هذا الإطلاق في سياق تعزيز الاعتماد على التكنولوجيا والتحول الذكي في تقديم الخدمات الصحية، وهو ما يعكس التزام مصر ببناء منظومة صحية رقمية متكاملة تتكامل فيها الأنظمة والتطبيقات والخدمات، وتتيح الوصول السريع والآمن إلى المعلومات الصحية. وتؤكد الاستراتيجية الرقمية للصحة دورها في تمكين العاملين في قطاع الصحة من استخدام البيانات بشكل أكثر فاعلية، وتوفير أدوات تحسين جودة الرعاية وتقليل الفوارق بين مناطق تقديم الخدمة. كما يهدف الإطلاق إلى تمكين المرضى من الحصول على خدمات صحية رقمية أكثر سلاسة وملاءمة، بما يعزز من رضا المستخدمين ويعزز الثقة العامة في النظام الصحي. وبحسب الرؤية المعلنة، ستتواصل الجهود لتطوير بنية تحتية رقمية حديثة تدعم تبادل البيانات باطر من القوانين واللوائح المعتمدة وتقييم مستمر لمخرجات النظام الرقمي، بما يسهم في ترشيد الإنفاق الصحي وتوسيع نطاق الاستفادة من الخدمات الرقمية على مستوى الجمهورية.
رؤية مصر للتحول الرقمي في الصحة
تؤكد الرؤية المعلنة لبناء نظام صحي رقمي متكامل يعتمد على التكنولوجيا والتحول الذكي في تقديم الخدمات الصحية أن هذه المقاربة ليست مجرد تطوير تقني، بل نهج استراتيجي ينسجم مع قيم العدالة الصحية والتمكين الإنساني. وتستند الاستراتيجية الرقمية للصحة إلى مبادئ الشفافية والتكامل بين مختلف منظومات الرعاية الصحية، وبناء قدرات بشرية قادرة على إدارة وتوظيف البيانات بشكل يحسن من نتائج الصحة العامة. وفي إطار تلك الرؤية، يتوقع أن يسهم التحول الرقمي في تقليل أوقات الانتظار، وتحسين رصد الأمراض وتتبّع الحالات، وتيسير الوصول إلى الخدمات الصحية في المناطق النائية أو ذات الخدمات المحدودة. كما أن الاعتماد على التكنولوجيا سيساعد في تعزيز السلامة وجودة الرعاية وتسهيل تبادل المعلومات بين مقدمي الخدمات والجهات الرقابية المعنية. وتتطلب هذه الرؤية استثمارات مستمرة في البنية التحتية الرقمية والتعليم والتدريب، إلى جانب وضع أطر تنظيمية تسمح بتشغيل الأنظمة الرقمية بصورة آمنة وفعالة، مع مراعاة خصوصية البيانات وحماية المستخدمين.
دعوات المشاركة والتغطية الإعلامية
دعت وزارة الصحة والسكان المشاركين والخبراء والإعلاميين إلى حضور جلسة الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030 وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة الرقمية، ضمن فعاليات المؤتمر. وتأتي الدعوة في إطار تشجيع الحوار المفتوح وتبادل الخبرات بين مختلف الأطراف المعنية، بما ينعكس إيجابًا على نجاح تنفيذ الرؤية المستقبلية للصحة الرقمية. وتؤكد الدعوة أهمية مشاركة الكوادر الطبية والأكاديميين والمراكز البحثية ووسائل الإعلام في مناقشات الجلسة، من أجل تعزيز الشمولية في رؤية التطوير وتعميم الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال التحول الرقمي الصحي. كما تتيح هذه الفرصة توضيح الأبعاد التطبيقية للاستراتيجيتين، وتفسير مسارات العمل، وتحديد الأدوار والمسؤوليات بين الجهات المعنية. وفي نهاية المطاف، تُعد هذه الفعالية مناسبة لإبراز مخرجات العام الأول وتحديد مسار التقدم المستقبلي بما يخدم صحة المواطنين ويعزز من كفاءة منظومة الخدمات الصحية الرقمية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.
