كتبت: فاطمة يونس
شاركت الفنانة رانيا فريد شوقي جمهورها عبر حسابها على فيسبوك بصورة تجمعها بالفنانة ليلى علوي، إضافة إلى بلبة وإلهام شاهين أثناء وجودهن في الولايات المتحدة الأمريكية. وعبر منشورها أكدت أن اللقاء جمع أصدقاء العمر وتبادلن فيه الأحاديث والابتسامات تعبيرًا عن روح اللمة الحلوة التي تجمع أهل الفن حين تتلاقى الأرواح في مكان بعيد عن الوطن. وقالت في نص تعليقاتها: “الوقت الحلو بيطلب لمة ناس حلوين، والناس الحلوة بتشحن لما نكون فاصلين”، وهو تعبير صريح عن شعور الاشتياق وتبادل الطاقة الإيجابية بين فنانين تربطهم صلة زمنية طويلة وجماهير محبة. وتابعت رسالتها بأن هذه الصورة ليست مجرد لحظة عابرة، بل توثيق لحدث يجسد العلاقة الوطيدة بين نجوم مصر الذين يحافظون على أواصر الصداقة والانتماء الفني، حتى عندما تتباعد المسافات.
وفي سياق مختلف من الاهتمام الفني، أشارت رانيا فريد شوقي في منشور لاحق إلى إعجابها بمسرحية الملك لير التي يعرضها المسرح القومي، مؤكدة أن العرض يحمل في طياته لمسات فنية تجمع بين الإبداع والأصالة. وصفت العمل بأنه “جميل وصادق”، معبرة عن تقديرها للنجم الكبير الدكتور يحى الفخراني، الذي يقود هذا العمل الرائع. وأكدت أن وجود الفخراني على رأس هذا الإنتاج يثبت أن المسرح لا يزال حيًا بروحه القديمة وميله نحو التجدد، وأن الفن الحقيقي لا يغيب عن المشهد الفني، بل يظل فاعلاً ومؤثرًا في جمهور واسع من محبي المسرح. كما وجهت شوقي شكرها وتقديرها لإتاحة الفرصة لجيل جديد من الجمهور كي يتذوق هذا العمل التاريخي، في ظل أن كثيرين من هؤلاء الجمهور لم يشهدوا العروض السابقة لهذه المسرحية العريقة.
اللمة الحلوة تجمع نجوم الفن المصري في أمريكا
تؤكد هذه اللقطات التي نشرتها رانيا فريد شوقي على مدى قوة العلاقات المهنية والشخصية بين نجوم الفن في مصر عندما يجتمعون خارج نطاق مواقع الإنتاج. فالصور جمعّت أسماء بارزة مثل ليلى علوي وإلهام شاهين، إضافة إلى بلبة، وهو تجمع يوحي بأن الرابطة الإنسانية بين الفنانين تتخطى الحدود الجغرافية وتنعكس في سعادة اللقاء وتبادل القصص المهنية والتجارب الشخصية. من جهة أخرى، يعكس وجود هؤلاء الفنانين في الولايات المتحدة رغبتهم في استثمار مثل هذه اللقاءات في تعزيز حضور الفن المصري خارج حدوده التقليدية، وتوضيح أن التعاون بين النجوم يمكن أن يكون لحظة إلهام تجمع بين الشغف والحرص على الحفاظ على الهوية الفنية. كما أن حديث رانيا عن اللمة الحلوة يشير إلى أن مثل هذه الاجتماعات تكتسب أهمية في تعزيز العلاقات بين جيلين من الفنانين، وتمنح جمهورهم فرصة متابعة حوارات فنية غنية وممتعة تعزز من مكانة الفن المصري كقوة ثقافية أثرية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
إشراق الملك لير في المسرح القومي وتقدير الفن المصري
أما الحديث عن الملك لير، فهو يعكس اهتمامًا متزايدًا بالحالة الفنية في المسار التاريخي للمسرح المصري. رانيا فريد شوقي عبرت عن إعجابها بعرض الملك لير في المسرح القومي، ووصفت التجربة بأنها أشبه بمزيج من الإبداع والحنين إلى تراث المسرح العربي. وبدا واضحًا أن العمل الذي يقدمه النجم يحيى الفخراني يمثل علامة في مسار المسرح المصري، حيث يشكل وجوده وتوجيهه لطاقم العمل فرصةً لتقديم عرض راقٍ يحافظ في الوقت نفسه على روح المسرح العريق. وقالت إن المسرحية تحمل رسالة فنية عميقة وتلتقط أنفاس الجمهور من خلال أداء تمثيلي متميز وتوازن بين البراعة الدرامية وعمق المعنى. كما أبرزت أهمية أن يكون هناك دعم من قِبل القائمين على المسرح القومي لإتاحة هذه النوعية من الإنتاجات أمام جيل الشباب، حتى لا يفقد هذا الجيل فرصة متابعة أعمال تاريخية تركت بصمة في تاريخ المسرح المصري.
إشادة خاصة بطاقم العمل وروح الإبداع الإخراجي
ولم تتردد رانيا فريد شوقي في الإشادة بطاقم العمل الذي يقف خلف عرض الملك لير، وهو ما يعكس مدى تقديرها للمواهب الشابة والمخضرمة على حد سواء. على رأس هؤلاء كان طارق الدسوقي، الذي لامس حضور أدائه قلوب الجمهور ببساطة تعبيره وروحه الجميلة التي أضافت إلى العرض طابعًا خاصًا. وفي جانب آخر من التقدير، أشارت إلى المخرج شادي سرور، معربة عن تقديرها لرؤيته الإبداعية التي جعلت من هذا العرض عملًا مختلفًا عن العروض السابقة، وهو ما يعكس قدرة المخرج على منح العمل دفقة جديدة من الحماس والابتكار. كما أضافت أن التعمق في عناصر العرض أثري المشهد الفني، حيث أُسهمت الموسيقى في إثارة الأحاسيس، وتفردت الإضاءة والديكور والملابس بتوقيع فني واضح، فضلاً عن الرقص الذي أضفى حركة حية ومميزة على كل مشهد.
المكوّنات الفنية التي تفعم العرض بالروح الحقيقية للمسرح
أوضحت الفنانة أن الإبداعات التي ارتبطت بعرض الملك لير لم تقف عند الأداء التمثيلي فحسب، بل امتدت لتشمل عناصر إنتاجية أساسية تقوي من أثر العمل على الجمهور. الموسيقى كانت في المكان الصحيح لتغذّي الإحساس وتفتح أبواب العاطفة، فيما جاءت الإضاءة لتعزز الإيحاءات وتحديد المزاج العام للمشاهد. أما الديكور فكان بمثابة خلفية تعبر عن الزمن والمتغيرات التي يمر بها العمل، إضافةً إلى الملابس التي توزّع الإشارات البصرية وتساهم في تعريف الشخصيات وتطورها عبر فصول المسرحية. كما أن الرقص لم يكن مجرد حركة راقصة، بل كان جسراً إضافياً يربط بين العناصر الدرامية ويمنح المشاهد وتيرة متواصلة وتعبيرًا جماليًا يثري التجربة المسرحية.
جيل جديد من الجمهور وتفعيل حضور المسرح القومي
تحدثت رانيا فريد شوقي عن أن البعض من الجمهور الشاب لم يشهد العروض السابقة لهذه المسرحية التاريخية، وهو ما يحفز المسرح القومي على مواصلة تقديم مثل هذه الإنتاجات التي تتاح لها فرصة التواجد في الذائقة العامة للجيل الجديد. وتأكيدها على هذا الجانب ينبئ بحالة من التفاعل الإيجابي بين المؤسسة المسرحية والجمهور، حيث أن العمل ليس مجرد عرض فني، بل هو تجربة ثقافية تفتح باب الحوار حول قيم وجماليات المسرح الكلاسيكي وتعيد توجيه اهتمام الجمهور الكريم إلى عوالم الإبداع الغني. هذه الروابط كما توضحها الفنانة تبرز أهمية وجود مثل هذه المسرحيات في صلب النشاط الفني القومي، مؤكدةً أن وجود رواد الفن المصري في الخارج لا يقتصر على الترويج للنجم فحسب، بل يسهم أيضًا في تعزيز الوعي بجاذبية المسرح القومي وإشعاعه خارج الحدود.
التواصل الرقمي كمنصة لتعميق العلاقة بين الفنانين والجمهور
لا تقتصر قيمة هذه المشاركات على الصورة والكلمات فحسب، بل تمثل أيضًا حالة من التفاعل الرقمي التي تقودها شخصيات فنية لها جمهور واسع. فإلى جانب حرصها على إبراز جمال اللقاء، تعكس المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي قدرة الفنانة رانيا فريد شوقي على بناء جسور تواصل بين الماضي والمستقبل، وبينه وبين جمهورها الذي يترقب كل جديد في مسارها الفني. هذه الصور والتعبيرات عن اللمة الحلوة تعزز من الصورة العامة للفنانة كإحدى الشخصيات التي تسعى دائماً إلى ربط تفوقها الفني بانفتاحها على زملائها الفنانين وتقديرها لتجاربهم. وفي الوقت نفسه، تعبر عن وعيها بأن المسرح القومي يمنح جمهورًا متنوعًا فرصة مشاهدة عرض رفيع المستوى يجمع موهبة مصرية أصيلة مع سعيها المستمر لإحياء التراث المسرحي في قالب عصري يحافظ على جذور الفن.
إنتاج يتخطى التوقعات ويؤكد عراقة المسرح المصري
توضح هذه الوقائع أن إنتاجات المسرح القومي ليست مجرد عروض تقليدية بل هي مشاريع فنية تحمل في طياتها رغبة في التجديد والابتكار. إشادة رانيا فريد شوقي بقوة الأداء وبناء الإخراج دليل على أن هناك صوتاً صادماً من داخل المجتمع الفني يعترف بأن المسرح المصري قادر على التوسع في آفاقه، وتقديم عمل يحاكي المتغيرات الاجتماعية والثقافية الراهنة. ومع وجود أسماء بارزة في الصف الأول من فريق العمل، يتضح أن هذا الإنتاج يحافظ على صلة وثيقة بالجمهور ويعيد تشكيل العلاقة بين المسرح والفن بشكل يليق بمكانة تاريخية تليق بمصر. كما أن مشاركة الأجيال الجديدة من الفنانين في هذا النوع من العروض يعزز الثقة في أن المستقبل يحمل فرصاً حقيقية لاستمرارية الإبداع والحفاظ على مستوى فني عالٍ في المسرح المصري.
التجربة كحصيلة حضور وتواصل فني
ختاماً، يعكس هذا التوثيق اللحظات الثمينة التي تجمع بين الوجوه المعروفة والجماهير، وهو ما يجعل اللمة الحلوة محوراً قوياً في المشهد الثقافي. إن وجود رانيا فريد شوقي بجوار ليلى علوي وإلهام شاهين وبِلبِة في الولايات المتحدة يعكس قوة شبكة العلاقات في النخبة الفنية المصرية، وفي الوقت نفسه يؤكد أن المسرح القومي قادر على استقطاب الاهتمام الدولي من خلال أعمال تقرّب بين الماضي والحاضر وتفتح آفاق جديدة للجمهور المتنوع. هذا التفاعل ليس مجرد إشادات سطحية، بل هو شهادة على أن الفن المصري يملك إرثاً عريقاً وروحاً حية تقوده نحو المستقبل بثبات، مع الحفاظ على قيمه الفنية وأصالته التي تعرفها جماهير الوطن وخارجه.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































