كتبت: فاطمة يونس
أعلن سفير مصر في فرنسا، علاء يوسف، أن المؤتمر العام لليونسكو اعتمد تَثبيت انتخاب الدكتور خالد العناني مديرًا عامًا للمنظمة، وذلك بعد تصويت تاريخي بلغ عدد الدول المؤيدة 172 دولة، مقابل اعتراض دولتين وامتناع دولة واحدة. وفي سياق متصل، كان المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو قد اختار في وقت سابق الدكتور خالد العناني كمرشح جمهورية مصر العربية لمنصب المدير العام، وذلك بغالبية ساحقة. هذا التطور جاء ليؤكد بما لا يدع مجالاً للشك مكانة مصر على الساحة الدولية، ويجسد الثقة العالمية في الكفاءات المصرية وقدرتها على الإسهام في دعم الثقافة وصون التراث البشري. كما يمثل هذا الإنجاز حدثاً تاريخياً يضاف إلى رصيد السياسة الخارجية المصرية في تلك المرحلة، في ظل قيادة تساندها الرؤية الوطنية للسيد رئيس الجمهورية.
نتيجة التصويت وتداعياتها على منظومة اليونسكو
شهدت عملية التصويت على منصب المدير العام لليونسكو حدثاً فارقاً في مسار المنظمة الدولية، حيث حظي الدكتور خالد العناني بتأييد 172 دولة، وهو رقم غير مسبوق يعكس الثقة الدولية في قدراته ومكانته المهنية، بينما اعترضت دولتان وامتنعت دولة واحدة عن التصويت. تعبيراً عن هذه النتائج، تتضح خطوط واضحة يمكن قراءتها في إطار التوازنات السياسية العالمية التي تتعامل مع اليونسكو كإطار تنفيذي للسياسات المرتبطة بالتربية والثقافة والعلوم. وتؤشر هذه الأعداد إلى سعة الدعم الدولي والنطاق الذي يحظى به المرشح المصري في دوائر صنع القرار العالمية، كما تعكس نوعاً من الإجماع المعنوي على أهمية الاستمرار في تمكين المؤسسات الدولية من الثقة بالخبرات التي تقودها الدول ذات الثقل السياسي والثقافي. ولن يقتصر أثر هذا التصويت على مداخلة فردية في منصب رفيع فحسب، بل يشير إلى مسارات جديدة في التفاعل بين مصر واليونسكو، ومعها المجتمع الدولي في إدارة التحديات الثقافية والإنسانية المشتركة عبر آليات منظّمة وشفافة.
خالد العناني مديرًا عامًا لليونسكو: إنجاز تاريخي يتخطى الحدود
يُعد فوز خالد العناني في هذا المنصب علامة بارزة في تاريخ اليونسكو، إذ يمثل أول مصري وعربي يتولى قيادة المنظمة، وهو في الوقت نفسه ثاني إفريقي يحظى بهذا المستوى من الثقة الدولية. هذا الإنجاز يترك أثراً رمزياً عميقاً بالنسبة للدبلوماسية المصرية، ويمثل دافعاً قوياً لدول المنطقة أن ترى في صوتها ومؤسساتها قدرة على العبور إلى مواقع القيادة الدولية. كما أن هذا التعيين يعكس، من زاوية أخرى، تعزيزاً للرصيد والاحترام المتبادل بين الدول العربية والإفريقية والمجتمع الدولي من حيث الالتزام بالقيم المشتركة في مجالات الثقافة والتراث والتعليم والعلوم. إن تاريخ هذه الخطوة يعزز وضع مصر في المشهد العالمي ويؤكد استمرارها في تقديم الكفاءات التي تسعى إلى إرساء مبادئ التعاون الدولي والاحترام المتبادل بين الشعوب والثقافات.
دلالات دولية وتعبير عن مكانة مصر في المحافل العالمية
إن الاعتماد على مرشح من جمهورية مصر العربية لمنصب المدير العام لليونسكو يمثل رسالة إلى المجتمع الدولي بأن القاهرة تفسح المجال أمام الكفاءات الوطنية لتلعب أدواراً قيادية في محافل الثقافة والمعرفة والتربية العالمية. وتأتي هذه الرسالة في وقت يواجه فيه العالم تحديات كبيرة تتعلق بالحفاظ على التراث وترقية التعليم وتطوير العلوم، ما يجعل وجود قيادة لديها قدرة على التفاوض والتفاهم والتعاون الدولي أمراً ذا قيمة مطلقة. كما أن الثقة التي أظهرها المجتمع الدولي تجاه العناني تعزز من مكانة مصر كدولة ذات دور مركزي في صياغة استراتيجيات تعاون دولي تستند إلى مبادئ العدالة وتبادل الخبرات والاحترام الكامل للهوية الثقافية لكل دولة. وبذلك، تكتسب العلاقات المصرية الخارجية بعداً إضافياً يساعد في بناء جسور تواصل فاعلة مع اليونسكو ومع المؤسسات الدولية الأخرى في إطار سياسات تستهدف التنمية المستدامة والتثقيف العام.
دعم وطني ورؤية قيادية جامعة
تُعزِّز هذه التطورات حضور المصـر في المنظومة الدولية وتؤكد وجود دعم وطني راسخ للقيادة الرشيدة التي تقود العمل الدبلوماسي والثقافي في البلاد. فإلى جانب الموافقة الدولية، يأتي الدعم الوطني كعنصر أساسي في نجاح مسار الدكتور خالد العناني كمدير عام لليونسكـو، حيث يشير وجود هذا الدعم إلى تماسك القيادة المصرية مع رؤية وطنية تُعاضدها المؤسسات الدولية في تعزيز الثقافة وصون التراث الإنساني. وفي هذا السياق، يؤكد البيان الصادر عن المسؤولين المصريين، مع دعم السيد رئيس الجمهورية، على أن الانتقال نحو قيادة جديدة في اليونسكو يتماشى مع التزام مصر المستمر بإسهام فاعل في دعم المؤسسات الدولية وتطوير آلياتها في مجالات التربية والعلوم والثقافة. وهذا الدعم يعزز قدرة القاهرة على تعزيز العمل المشترك مع اليونسكو في مشاريع وبرامج تعكس قيم الانفتاح والتعاون والتنوع الثقافي.
آفاق جديدة للسياسة الخارجية المصرية في إطار اليونسكو
يعكس انتخاب خالد العناني مديرًا عامًا لليونسكو تحولات مهمة في صورة السياسة الخارجية المصرية، حيث تتجه القاهرة إلى توسيع حضورها الاستشاري والقيادي في سياقات دولية تتناول قضايا الثقافة والتراث والتربية والعلوم. وبما أن المنظمة تجمع بين عدة قطاعات حيوية تعنى بتنمية المجتمعات وتطوير قدراتها، فإن وجود قائد مصري في هذا المنصب يعزز مجالات الحوار والتعاون بين الدول والمجالس الإقليمية والدولية، ويعيد تشكيل أطر التعامل مع التحديات الثقافية والتعليمية على نحو أكثر شمولاً وتوازناً. وفي ضوء هذه التطورات، ستشهد اليونسكو ربما تعزيزاً للمشروعات التي ترتبط بالحماية والصون التراثي، وتحديث آليات التعليم والتثقيف العالمي بما يتوافق مع التطورات التقنية والاجتماعية المعاصرة. ولن يقتصر الأثر على ستبقى مصر خارج حدود التأثير، بل ستتجلى مساهماتها عبر منظومة من الأطراف الدولية التي تعمل في مجالات الثقافة والعلوم والتربية، ما يعزز قدراتها الدبلوماسية ويدفع بتطلعاتها نحو مراكز اتخاذ القرار في المحافل العالمية.
انخراط مصر في آليات اليونسكو وتعزيز الثقافة والتراث
يأتي هذا التطور في سياق تعزيز دور اليونسكو كمؤسسة رائدة في حماية التنوع الثقافي وتطوير العلوم وتوسيع فرص التعليم في العالم. ومع وجود مدير عام مصري وعربي وأفريقي، يتجسد تشابك المصالح والتعاون بين مصر واليونسكـو في تقديم مبادرات رامية إلى دعم الثقافة وصون التراث الإنساني، وتطوير النظم التربوية والتثقيفية بشكل يواكب التحولات الرقمية والتحديات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة. إن زيادة الالتزام الدولي تجاه قضايا الثقافة والعلوم والتعليم في ضوء هذه القيادة الجديدة يعزز من آليات العمل المشترك بين الدول ويمد جسور الثقة والعمل المشترك بما يمثل حماية الاستدامة والخلق والإبداع. وفي هذا الإطار، تعزز مصر موقعها كفاعل أساسي في أجندة اليونسكو وتفتح الباب أمام مزيد من التعاون في مجالات البحث والتوثيق ونقل المعرفة وتبادل الخبرات بين الدول الشريكة. هذه التطورات تشجع أيضاً على توسيع قاعدة الشراكات الدولية في قطاعات الثقافة والتراث والتعليم والتنمية البشرية على نحو مستدام ومتين، يضمن للأجيال القادمة مواريث حضارية وثقافية متنوعة وقابلة للحياة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































