كتبت: فاطمة يونس
أكد أحمد عامر الخبير الأثري أن فكرة بناء المتحف المصري الكبير ظهرت في التسعينات من القرن الماضي، وأن التصميم مستوحى من البيئة المحيطة به وتحديداً من الأهرامات التي تشكل رمزاً حضارياً بارزاً في صلب الهوية المصرية. وفي مداخلة هاتفية على قناة المحور، أشار إلى أن المتحف المصري الكبير يحوي رحلة الدرج العظيم، التي يصفها بأنها رحلة الخلود إذ يدرك الزائر عبر صعوده درجاته مراحل تطور الحضارة المصرية القديمة. كما أضاف أن هذا المشروع ليس مجرد صرح معماري فحسب، بل هو صرح ثقافي حضاري سياحي يعزز الوعي التاريخي ويضع أمام الزوار لوحة متكاملة تدمج بين المعروضات والبيئة الثقافية للمكان. وأضاف أيضاً أن مقتنيات الملك توت عنخ آمون تعد من أميز القطع الأثرية في المتحف المصري الكبير، حيث تعرض العجلات الحربية وكرسي العرش وخنجر توت عنخ آمون ضمن مجموعته، ما يعزز قيمة العرض ويؤكد عمق الارتباط بين الملك والعبور إلى العصر الحديث من خلال هذا الصرح. كما لفت إلى وجود 19 معملاً للترميم داخل المتحف المصري الكبير، مبيناً أن هذه المعامل ترمم القطع الأثرية المعروضة بعناية حفاظاً على سلامتها واستدامة قيمتها الأثرية.
فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير
تتضح في هذا الجزء خلفية فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير كجزء من تاريخ المشروعات الثقافية الكبرى التي واكبت التحولات في مصر. فالفكرة ظهرت في التسعينات كاستثمار في حفظ التراث وتقديمه بشكل يعكس التطور المعماري والتقني، مع مراعاة أن التصميم مستلهم من البيئة المحيطة به، وتحديداً من الأهرامات التي تشكل رمزاً حضارياً مهماً في المشهد المصري. هذا الارتباط التاريخي يحافظ على التواصل بين الماضي والحاضر، ويضع المتحف المصري الكبير في قلب الحراك الثقافي الوطني. كما يؤكد الحديث أن المتحف ليس مجرد مبنى يحوي قطعاً أثرية، بل هو صرح يربط بين السياحة والتعليم والتاريخ، ويتيح للزائر فرصة فهم أبعاد الحضارة القديمة من خلال عرض متماسك يلتزم بمبادئ العلم والمعرفة. وبناءً على ذلك، يصبح هذا الصرح الحضاري منبراً يطل على قيم الهوية والذاكرة الجمعية لشعب يحافظ على تراثه ويعيد تقديمه بما يتناسب مع متطلبات عصره. وفي هذا السياق، يبرز الاهتمام بالمقتنيات التي يحفظها المتحف كجزء من التراث المصري، بما يعزز قدرة المؤسسة على نقل المعرفة إلى جمهور واسع بطرائق حديثة وتفاعلية.
رحلة الدرج العظيم ورمز الخلود في المتحف
تُقدَّم في المتحف المصري الكبير فكرة الرحلة عبر الدرج العظيم كرمز للخلود والرؤية إلى مستقبل الحضارة المصرية القديمة. فالزائر عند صعوده هذا الدرج يسبَك بخيطٍ من الزمن يربط بين مراحلة الحياة ومراحل تطور المجتمع المصري القديمة، وهو ما يوحي بأن الدرج ليس مجرد وسيلة للوصول إلى صالة العرض، بل مسار تعليمي يحاكي مفاهيم الحياة والموت والتواصل مع الأسلاف. وتُستند هذه الرحلة إلى فكرة أن كل درجة تشهد حدثاً تاريخياً أو رمزاً ثقافياً يعكس جانباً من الحضارة المصرية، ما يجعل المسار نفسه تجربة تعليمية وتوعوية، تتيح للزائر أن يختبر بشكل حي وواقعي فكرة الخلود لدى المصري القديم. كما أن هذه الرؤية تضيف إلى المتحف قيمة إضافية كوجهة سياحية تعليمية ترسّخ المعنى العميق لكيفية حفظ التاريخ ونقله إلى أجيال المستقبل. وفي إطار هذه الرحلة، يظل الدرج العظيم علامة بارزة تذكِّر الجمهور بأن الحضارة المصرية القديمة ليست مجرد مراكب أثرية فحسب، بل هي أيضاً نموذجٌ للابتكار والإبداع الذي يمتد عبر قرون.
المتحف المصري الكبير: صرح ثقافي حضاري سياحي
يُدرج المتحف المصري الكبير كصرح ثقافي حضاري سياحي في إطار رؤية وطنية تستهدف الجمع بين العلم والمعرفة وبين السياحة والتنمية الثقافية. فالمختصون يعرّفون هذا المكان بأنه إضافة نوعية تعزز الهوية وتفتح أبوابها أمام جمهور واسع من السكان والزوار الأجانب، وتوفر منصة لاستعراض كنوز تاريخية ضمن إطار حديث يحاكي تطلعات المجتمع. بهذا المعنى يصبح المتحف المصري الكبير مكاناً يلتقي فيه التاريخ مع الحداثة، حيث يتم عرض القطع الأثرية ضمن تنظيم يعزز معايير العرض العلمي ويتيح تفاعل الجمهور مع المحتوى التاريخي بصورة سليمة وممتعة. كما يشير الحديث إلى أن الهدف من هذه الصرح هو تعزيز الوعي بالتراث المصري وتقديمه كجزء من الحضارة الإنسانية، بما يثري المعرفة ويقود إلى فهم أوسع للمكان والزمان. وعند الحديث عن الطراز المعماري والتجربة الزائرية، يؤكد الخبراء أن التصميم قائم على دمج العناصر التراثية مع أساليب العرض المعاصر لتسهيل الوصول إلى المعلومات وتحفيز الفضول التاريخي لدى الزوار من مختلف الفئات العمرية.
مقتنيات توت عنخ آمون في المتحف المصري الكبير
تشغل مقتنيات الملك توت عنخ آمون مكانة مركزية في المتحف المصري الكبير، حيث تُعد من أبرز القطع الأثرية المعروضة. من بين هذه القطع العجلات الحربية وكرسي العرش وخنجر توت عنخ آمون، وهي عناصر تربط بين عالم الفرعون ومشاهد العرض التي تبرز أهميته في تاريخ المملكة القديمة. وجود هذه المقتنيات ضمن المتحف يعزز قدرة العرض على سرد قصة الملك وتوثيق دوره في التاريخ المصري، كما يتيح للزائر قراءة سياق زمني يجعل من معروضاته جزءاً من حكاية طويلة عن القوة والفن والدين في آن واحد. هذه القطع ليست مجرد آثارة مادية بل هي مفاتيح لفهم طريقة الحياة والطقوس وتفاصيل الحكم في زمن الفراعنة، وتلعب دوراً في تعزيز قيمة المتحف كمرجع تعليمي مهم يقترب من أذهان الجمهور بشكل مباشر وبسيط. وفي إطار العناية بالقطع، يُشار إلى أن المتحف يعرض هذه المقتنيات ضمن عرض منظم يجعلها محوراً لا يضاهى في الارتباط بين المعرفة والتاريخ الذي يعيشه الزائر يومياً حين يتجول بين القاعات.
جهود الترميم في المتحف المصري الكبير
يُعَدُّ الجانب الفني والعملي جزءاً لا يتجزأ من كيان المتحف المصري الكبير، حيث يوجد 19 معملاً للترميم داخل المتحف. هذه المعامل تخصصت في ترميم القطع الأثرية المعروضة، وهو ما يعكس التزام المؤسسة بالحفاظ على أصالة القطع وضمان بقائها سليمة قدر الإمكان عبر الزمن. وتُدار عمليات الترميم وفق معايير علمية دقيقة تضع في الاعتبار تاريخ القطع وقيمتها الفنية والآثارية، كما تُراعى فيه سلامة الجمهور وراحة الزائر أثناء التعلّم والتفاعل مع المعروضات. هذا الاهتمام التكاملي بالترميم يؤكد أن المتحف ليس مكاناً لعرض القطع فحسب، بل هو جهة حاضنة لعلم الحفاظ الذي يحافظ على قيمته التاريخية ويجعل من عمليات الإصلاح والتوثيق جزءاً من التجربة التعليمية. وبذلك يتحول الترميم إلى رسالة مستمرة تؤمن استدامة التراث وتضمن أن تبقى مقتنيات المتحف المصري الكبير حيّة ومتاحة للعلم والمعرفة عبر أجيال قادمة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































