كتب: كريم همام
الهشاشة العظمية مرض صامت يضعف العظام عندما يفقد الجسم العظم بسرعة تفوق قدرته على تعويضه. نتيجة ذلك، تصبح العظام أضعف وأكثر هشاشة، مما يجعلها عرضة للكسر بسهولة حتى في حالات قد تكون بسيطة كالصعود السلالم أو الانحناء. في المراحل المبكرة من هذا المرض لا تتحقق أعراض واضحة، لكن مع تراجع قوة العظام يتغير شكل العمود الفقري وتظهر علامات قد تدفع المرضى إلى طلب العلاج. الهشاشة العظمية ليست حكراً على فئة عمرية بعينها، بل قد تصيب أي شخص في أي عمر، لكنها تزداد شيوعاً عندما يتقدم الإنسان في السن وتحديداً بعد بلوغ سن الخمسين. فيما يلي المزيد من التفاصيل حول كيف تتحول هشاشة العظام إلى تحدٍ صحي، وما الذي يزيد من احتمالية الإصابة وكيف يمكن الوقاية والعلاج.
تعريف هشاشة العظام
الهشاشة العظمية تعرف بأنها حالة تفقد فيها العظام كتلتها بسرعة تفوق إمكانة الجسم في تعويضها، وهو ما يؤدي إلى فقدان بنية العظام وضعفها وانخفاض قدرتها على تحمل القلق والضغط اليومي. هذه العملية تترجم إلى عظام أضعف بشكل عام، ما يجعل الكسور أكثر احتمالاً في الشدات والأنشطة اليومية. ارتباطاً بمفهوم هشاشة العظام، تتعزز المفاهيم التي تشير إلى أن الخلل ليس فقط في كمية العظم، بل في نوعية العظم وتركيبته، وهذا ما يفسر سهولة حدوث الكسور حتى دون وجود حادث سقوط.
أعراض هشاشة العظام
قد تبدأ هشاشة العظام من دون أية علامات ظاهرة، غير أن مع تفاقم الضعف العظمي تظهر علامات واقعية. الألم في منطقة الظهر قد يكون أول مؤشرات الكسور أو الانهيار في فقرات العمود الفقري. كما قد يظهر تقوس في الظهر أو انخفاض في الطول بمقدار بوصة أو أكثر نتيجة فقدان كتلة عظمية. من المهم أن تعرف أن الكسور يمكن أن تكون أول علامة تدل على وجود المرض، وأن الكسور لا تقتصر على عظام محددة، وإن كانت أكثر شيوعاً في الورك والمعصم والعمود الفقري. كما أن الكسر قد يحدث حتى في غياب سقوط، كأن يحدث أثناء صعود السلالم أو حمل شيء ثقيل أو حتى أثناء الانحناء. هذه العوامل تبرز أن هشاشة العظام ليست مجرد مشكلة تجميلية بل تهديد حقيقي للوظائف اليومية ولنوعية الحياة.
عوامل الخطر ومشاهد الخطر المرتبطة
التركيز هنا على العوامل التي تزيد احتمال الإصابة وتفاقم المخاطر. يلعب انخفاض مستوى هرمون الاستروجين دوراً بارزاً في بناء العظام وحمايتها، حيث يعتبر انخفاض هذا الهرمون خلال وبعد انقطاع الطمث عاملاً رئيسياً في فقدان العظم وزيادة الخطر. كما يتضح أن سوء التغذية في مرحلة الطفولة وضعف تكوين العظام بسبب نقص الكالسيوم وفيتامين د، إضافة إلى قلة النشاط البدني وبعض الأمراض المزمنة، يساهم في ارتفاع احتمال الإصابة لاحقاً. رغم أن هشاشة العظام يمكن أن تصيب أي عمر، إلا أنها أكثر شيوعاً بعد بلوغ الخمسين. النساء أظهرن مخاطر أعلى بنسبة تقارب الأربعة أضعاف مقارنة بالرجال. زيادة الخطر تكون أيضاً في أصحاب البنية النحيلة أو من لديهم تاريخ عائلي للمرض، خصوصاً إذا كان أحد الأقارب قد تعرض لكسور. مع التقدم في العمر، تقلّ مستويات الهرمونات الجنسية مثل الاستروجين والتستوستيرون، وهذا يزيد من احتمال الإصابة. كما أن وجود علاجات سرطان محددة، اضطرابات الغدة الدرقية، أمراض الكبد والكلى، وأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي يرفع من احتمالية وجود هشاشة العظام. كما أن استخدام الكورتيزون لفترات طويلة مرتبط بتأثير سلبي على العظام، وتُزيد أيضاً عوامل نمط الحياة مثل قلة النشاط البدني، والتدخين، والاستمرار في شرب الكحول بصورة مفرطة من خطر هشاشة العظام. هذه العوامل جميعها تشكل خطوطاً ساخنة للوقاية وتحديداً في الفئات الأكثر عرضة للمخاطر.
العلاج وطرق الوقاية من هشاشة العظام
في مواجهة هشاشة العظام، يركز العلاج على تقليل فقدان العظم أو تعزيز بنائه. تشمل خيارات العلاج الدوائي فئة البيسفوسفونات، إضافة إلى منظمات مستقبلات الاستروجين المعروفة بـ SERMs، وتقدم هذه الأدوية عادة على شكل أقراص أو حقن. كما تُوصى استراتيجيات عملية لزيادة الكالسيوم وفيتامين د في النظام الغذائي، وذلك مع أهمية ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. هذه الإجراءات المشتركة تهدف إلى تقوية العظام وتقليل مخاطر الكسور، وتزويد المرضى بخيارات تساعدهم على الحفاظ على جودة حياتهم. في سياق الوقاية، يلعب التوازن بين التغذية الجيدة والنشاط البدني دوراً رئيسياً في تشكيل عظام أقوى خلال مراحل الحياة المختلفة، خصوصاً في فترات النمو والتطور المبكر.
نصائح عملية للوقاية والعلاج اليومي
– تعزيز النظام الغذائي بالكالسيوم وفيتامين د بما يتناسب مع العمر والظروف الصحية. هذا يساعد في بناء عظام أقوى ويقلل من مخاطر فقدان العظم على المدى الطويل.
– موازنة النشاط البدني من خلال برامج تمارين منتظمة تقوي العظام وتدعم الاستقرار العام للجسم.
– التوعية بمخاطر العوامل السلوكية مثل التدخين والإفراط في شرب الكحول، والحد من هذه العوامل يساهم في حماية العظام.
– استشارة الطبيب حين يظهر ألم ظهر مستمر أو تغير في الطول أو شكل القامة، لأن هذه العلامات قد تكون مرتبطة بكسور أو انهيارات فقرية.
– متابعة العلاج الدوائي وفق توجيهات الطبيب، والتقيد بالجرعات والجدول الزمني المحدد، خصوصاً عند استخدام البيسفوسفونات أو SERMs أو أدوية أخرى ذات تأثير مباشر على العظام.
– إدراك أن هشاشة العظام قد تكون مرضاً صامتاً في مراحله الأولى، لذلك تحتاج فئة من المجتمع إلى فحص دوري وتقييم مستمر لمستوى كتلة العظام ووقف مخاطر الكسور مبكراً.
META: تعرف على الهشاشة العظمية، أسبابها، مخاطرها، وطرق الوقاية والعلاج.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































