كتب: أحمد عبد السلام
افتتحت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي رئيسة المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب فعاليات المعرض العربي للأسر المنتجة لذوي الإعاقة، وهو الحدث المصاحب للاحتفال العربي رفيع المستوى حول الأشخاص ذوي الإعاقة وريادة الأعمال والابتكار في العاصمة القطرية الدوحة. شارك هذا الحدث المهم بتفقد أروقة المعرض، حيث استعرضت الوزيرة والوفد المرافق لها مسارات المعرض التي تتضمن منتجات متنوعة يصنعها أشخاص من فئة ذوي الإعاقة. شملت المعروضات إكسسوارات ومشغولات يدوية وخوصاً وفصاً من الفضة وملابس تراثية وخزفاً وغيرها من القطع الفنية والحرفية التي تعكس قدرات العارضين وتنوع اهتماماتهم الفنية. ويسهم المعرض في تقديم صورة حية عن الإبداع والابتكار الذي يتصل بواقع الأسر المنتجة لذوي الإعاقة، وهو ما يعزز فرص العرض والتسويق لهذه الأعمال ويتيح فرصاً تواصلية مع جمهور أوسع في المنطقة. ويشارك في المعرض ما يقرب من 25 عارضاً يمثلون عدة دول عربية وأخرى من خارجها، حيث جاءت الدول المشاركة مصر والأردن والبحرين وعمان والسودان وفلسطين وقطر والكويت والسعودية وموريتانيا والمغرب وتونس والجزائر والعراق. وفي إطار المشاركة المصرية، يشارك عارضان: أحدهما مخصص للمعرض العربي للأسر المنتجة، والآخر ضمن مبادرة العيش باستقلالية، حيث يعزز تطبيق يتيح للمشاهد إمكانية معرفة تفاصيل ما يعرض على الشاشات من خلال وصف صوتي للمشهد. كما شهد الحدث افتتاح الدورة الثالثة من مبادرة العيش باستقلالية للأشخاص ذوي الإعاقة بالعاصمة القطرية الدوحة، ما يعكس التفاتاً خاصاً تجاه دمج أصحاب الحاجات الخاصة في مسارات العمل والإبداع داخل المجتمع. تأتي هذه الفعاليات ضمن أطر التعاون بين الدول العربية ودوائر الاقتصاد الوطني لدعم وتمكين فئة ذوي الإعاقة عبر منظومة تشاركية تجمع بين التراث والحِرف التقليدية وروح الابتكار الرقمي والتقنيات المساعدة.
افتتاح الحدث ورعاية الجهات المعنية
افتتاح هذا الحدث الهام تم بقيادة وزيرة التضامن الاجتماعي، وتأتي رعايته في سياق تجمع البلدان العربية حول تعزيز حقوق واحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تكاتف جهود الوزارات المعنية بالشؤون الاجتماعية والتضامن المدني والاقتصاد الاجتماعي. وكان حضور الدكتورة مايا مرسي وتفقدها لأروقة المعرض ولقائها بالعارضين والجهات المشاركة مؤشرًا على عمق الاهتمام الرسمي بتعزيز قدرات هذه الفئة وتوفير منصات عرض تلبي طموحاتهم وتواكب التطورات في مجالات ريادة الأعمال والابتكار. كما أن مشاركة 25 عارضاً من دول عربية مختلفة تعكس تنوّع الخبرات وثراء المنتجات المعروضة، وتؤكد وجود مساحات عملية تتيح للمشتركين عرض منتجاتهم وتبادل الخبرات مع جمهور عالمي. وتؤكد المتابعات أن الافتتاح نفسه كان حدثاً يفتح آفاق جديدة أمام الأسر المنتجة من ذوي الإعاقة، ويُعد خطوة إضافية في إطار الاهتمام بتمكين هذه الفئة اقتصادياً واجتماعياً.
أروقة المعرض ومنتجات الأسر المنتجة
أروقة المعرض تفيض بأنواع متعددة من المنتجات المصنوعة بمهارة وبإتقان تقني، وتبرز فيها الأعمال التي يمكن أن تكون لها أدوار تجارية مستدامة في الأسواق المحلية والإقليمية. عرضت الأجنحة منتجات تشمل الإكسسوارات المصنوعة بعناية، والمشغولات اليدوية المتنوعة التي تعكس حِرفاً تقليدية حضرت عبر الأجيال، إضافة إلى قطع من الفضة اللامعة التي تبرز التشكيلات الفنية للمشاركين. كما ضمت العروض خوصاً يدوياً يعكس أصالة المواد الطبيعية، وملابس تراثية تُعبر عن الهوية الثقافية، وخزفاً يبرز قدرات المصممين من ذوي الإعاقة على تحويل الخامة إلى قطع ذات قيمة جمالية واقتصادية. وتتبلور أهمية هذه المعروضات في كونها أعمالاً حية تعبر عن مهارات فردية وإيمان بإمكانيات الأشخاص ذوي الإعاقة في الإسهام في سوق الأعمال، وتفتح فرصاً للبيع المباشر والتواصل مع الزوار والمستثمرين المحتملين. كما أن وجود منتجات متنوعة يتيح للزائرين مقارنة الخيارات وتقييم المنتجات من حيث النوعية والأسعار والأسلوب الفني، وهو ما يخلق أجواء تفاعل إيجابية تدفع العارضين إلى تطوير منتجاتهم وتوسيع خطوطهم الإنتاجية بما ينسجم مع متطلبات الأسواق. وتؤكد هذه العروض أن المعرض ليس مجرد مكان عرض فحسب، بل منصة تتيح تبادل الخبرات وتوثيق العلاقات بين العارضين والجمهور المستهدف، فضلاً عن توفير فرص تعلم من خلال مشاهدة منتجات مشابهة وتجارب الحرفيين من مختلف الدول المشاركة.
المشاركون الدوليون والدول المشاركة
يضم المعرض 25 عارضاً من دول عربية مختلفة، وهو تنوع يعكس الأوجه المتعددة لذوي الإعاقة وطرق إبراز مواهبهم عبر مشاريع تجارية صغيرة إلى متوسطة. وتتوزع الدول المشاركة بين مصر والأردن والبحرين وعمان والسودان وفلسطين وقطر والكويت والسعودية وموريتانيا والمغرب وتونس والجزائر والعراق. وتأتي مصر ضمن الدول المشاركة بمشاركة عارضين اثنين، أحدهما ضمن إطار المعرض العربي للأسر المنتجة والآخر ضمن مبادرة العيش باستقلالية. وتُبرز هذه المشاركة التنوع الجغرافي والثقافي وتؤكد أن العروض التي يقدمها العارضون تتراوح بين صناعات تقليدية وحرفية حديثة تُسهم في تعزيز ريادة الأعمال وتوفير فرص اقتصادية جديدة لدى أشخاص لديهم قدرات مميزة. كما يؤكد هذا التنوع وجود أوجه تعاون متعددة مع الجهات المعنية في الدول المشاركة، بما يعزز فرص تبادل الخبرات وتطوير آليات الدعم والتسويق لمنتجات الأسر المنتجة من ذوي الإعاقة. وتُسهم هذه المشاركة أيضاً في إتاحة نماذج ناجحة للدمج الاقتصادي والاجتماعي، ما يعزز من مكانة المعرض كمنصة حيوية تتيح تبادل الخبرات والتجارب وتوفير فرص للشباب والنساء والرجال من ذوي الإعاقة. وتُبرز مشاركة مصر من خلال عارضين اثنين حزمة من العناصر المتنوعة التي تُظهر الانخراط الفعّال في الحدث وتؤكد الروح التعاونية بين الدول المشاركة في هذه الجهود العربية المشتركة.
المبادرة المصاحبة: العيش باستقلالية والدورة الثالثة
إلى جانب المعرض، شهدت العاصمة القطرية افتتاح الدورة الثالثة من مبادرة العيش باستقلالية، وهي مبادرة تستهدف دعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تفعيل مسارات جديدة تسمح لهم بالاعتماد على أنفسهم في الحياة اليومية والعمل. وتُعتبر الدورة الثالثة إضافة نوعية إلى الجهود الرامية إلى تعزيز استقلالية هؤلاء الأفراد من خلال توفير منصات وآليات تُمكّنهم من المشاركة في سوق العمل وتقديم منتجاتهم وخدماتهم بطرق تتناسب مع قدراتهم. يعكس افتتاح الدورة الثالثة للمبادرة اهتماماً واضحاً بدمج ذوي الإعاقة في مجالات العمل والابتكار، وهو ما يتناسب مع محاور المعرض وحزمة العروض التي تم عرضها خلال الفعالية القطرية. وتُبرز هذه المبادرات المشتركة في Doha التزام الدول العربية بتمكين فئة ذوي الإعاقة عبر منظومات اقتصادية واجتماعية تتيح فرصاً أوسع للنمو والتطوير. كما أن وجود مبادرة العيش باستقلالية ضمن إطار الحدث يساهم في توسيع نطاق الوصول إلى الموارد والمعلومات والآليات التي تدعم قدراتهم المهنية والشخصية.
حضور شخصيات رفيعة ومسؤولين من الخليج وجامعة الدول العربية
شهد الحدث حضوراً مميزاً من رموز دبلوماسية واقتصادية وإغاثية من الخليج وأعضاء من جامعة الدول العربية، حيث حضر السيد محمد بن طوار الكواري النائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة قطر، وهو أحد وجوه القطاع الخاص التي تولي الأزياء الاقتصادية والتنمية الاجتماعية اهتماماً خاصاً. كما حضر الأستاذ محمد بن صالح العلوي وزير التنمية الاجتماعية بمملكة البحرين ورئيس الدورة الـ44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، إلى جانب الدكتور خالد حنفي الأمين العام لاتحاد الغرف العربية، والسفير حسام زكي الأمين العام المساعد رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية. كما شارك في الحضور الأستاذة وفاء بني مصطفي وزيرة التنمية الاجتماعية بالمملكة الأردنية الهاشمية، والأستاذ محمد حسن العبيدلي المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية بدول الخليج، والوزير المفوض طارق النابلسي مدير إدارة التنمية والسياسات الاجتماعية بجامعة الدول العربية. هؤلاء المسؤولون يمثلون شبكة واسعة من الدول والمؤسسات الإقليمية التي تلتقي في الدوحة لدعم المعرض العربي للأسر المنتجة لذوي الإعاقة وتبادل الخبرات في مجالات التضامن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. إن حضور هؤلاء الشخصيات يعزز من مكانة المعرض كمنصة إقليمية رفيعة المستوى للحوارات والتفاعل بين الدول العربية والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية، ويشير إلى التزام واسع بمواصلة العمل على تحسين ظروف الأسر المنتجة وتوفير قنوات وصول أوسع للمنتجات والحرف التي تُظهرها فئة ذوي الإعاقة. كما يعكس وجود هؤلاء القادة والمسؤولين مدى التنسيق والتعاون بين الدول الخليجية والجامعة العربية وغيرها من الهيئات الإقليمية المعنية، وهو ما يسهم في بلورة مسارات عمل مشتركة تدعم التنمية الشاملة للأسر المنتمية لهذه الفئة وتفتح آفاق جديدة للتطور والابتكار.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































