كتبت: فاطمة يونس
تشير تقارير دولية جديدة إلى تصاعد حاد في الأزمة الإنسانية في السودان. وتكشف أدلة جمعتها جامعة ييل الأمريكية أن قوات الدعم السريع ارتكبت عمليات قتل جماعي في مدينة الفاشر بشمال دارفور. تبع ذلك حفر مقابر جماعية وجمع جثث لإخفاء آثار الجرائم، وذلك بعد سيطرة القوات على المدينة إثر معارك دامية مع الجيش السوداني. كما أظهر تحليل صور الأقمار الصناعية وجود مواقع داخل المدينة يُعتقد أنها مقابر حديثة. وفي إطار التصعيد الإنساني، أكدت الأمم المتحدة وجود مجاعة في الفاشر وكادوقلي، وتوقعت احتمال انتشارها إلى نحو عشرين موقعاً إضافياً.
دلائل جديدة حول المقابر الجماعية وآثارها
تشير المعطيات إلى أن الفاشر شهدت تدهوراً سريعاً في الأمن بعد السيطرة العسكرية، حيث ترد تقارير عن أعمال قتل جماعي استهدفت مدنيين وناجين من المواجهات. توازي ذلك إجراءات لإخفاء الآثار عبر حفر مقابر جماعية وجمع الجثث في مواقع دفن متفرقة داخل المدينة. يعزز تحليل صور الأقمار الصناعية المستند إلى بيانات منتصف أكتوبر ونهايته فرضية وجود أماكن دفن حديثة قد تكون مقابر جماعية جديدة ضمن النطاق الحضري. هذه المعطيات تفتح باباً للتساؤل حول حجم الانتهاكات وخلفياتها، وتطرح إشكالية التوثيق والتوثيق العكسي للجرائم في سياق النزاع المستمر.
المجاعة وتداعياتها الإنسانية في دارفور
في سياق الأزمة الإنسانية، أكدت الأمم المتحدة وجود مجاعة في الفاشر وكادوقلي، مع توقعات بانتشار نطاق المجاعة إلى عشرين موقعاً إضافياً. تحذر الجهات الدولية من وجود انخفاض حاد في الموارد الغذائية وتزايد سوء التغذية الحاد بين السكان، وهو ما يضاعف مخاطر الوفيات المرتبطة بنقص الغذاء. ورغم وجود تقارير عن وفيات مرتبطة بالجوع، إلا أن هناك مطالبة مستمرة بالحصول على أدلة أكثر قوة تخص الإحصاءات الدقيقة للوفيات المرتبطة بالأزمة الغذائية. هذا المشهد يبرز أهمية الجسر بين الاستجابة الإنسانية وسبل حماية المدنيين في ظل النزاع المستمر.
أبعاد الأزمة الإنسانية وتأثيراتها السياسية والاجتماعية
أمين الحزب الاتحادي الديمقراطي، معتز الفحل، يرى أن مليشيات الدعم السريع والجنجويد أطلقتا فتيل الحرب، حيث أُلقيت مسؤولية الأهوال الأخيرة في الفاشر عليهما. ويشير إلى أن مدينة الفاشر صمدت لمدة عامين وثمانية أشهر، لتظهر من خلالها طبيعة المليشيات وكيفية تعاملها مع السكان المدنيين. ويضيف أن المشهد الإنساني القاسي يعكس أبعاداً أوسع للنزاع، ويبرز الحاجة إلى تحليل سياسي واجتماعي أعمق لفهم آليات الصراعات المسلحة وتأثيرها على الحياة اليومية للسكان. كما يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها المنظّمات الإنسانية في الوصول إلى المناطق المتضررة وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين وسط تفاقم التوترات والصراعات العميقة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































