كتب: أحمد عبد السلام
أكد الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن حضن الأم يشكل الحضانة الطبيعية الأولى للطفل، وأن الاتصال الجسدي بين الأم ورضيعها يترك أثرًا مباشرًا في رفع مناعته وتحسين صحته النفسية والجسدية. في إطار حديثه ضمن برنامج “كلام الناس” الذي يذاع على قناة MBC مصر وتقدمه الإعلامية ياسمين عز، أشار إلى أن حضن الأم ليس مجرد دفء جسدي بل هو عملية حيوية تعزز المناعة وتمنح الرضيع إحساسًا بالأمان ينعكس إيجابًا على نموه اليومي. وفي هذا السياق، يبرز بدران فكرة أن التعويل على الحضانات الطبية ليس العامل الوحيد في رعاية الطفل، بل أن الحضن الدافئ من الأم يلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل مناعة الطفل وتوازن صحته الشامل. من هنا تتضح رؤية علمية مبسطة بأن الحضور الجسدي الحميم للأم مع طفلها يترجم إلى تحفيز استجابات جسدية ونفسية تدعم صحة الرضيع وتوتره النفسي وتوازنه العصبي. وهكذا تتحول علاقة الأم بالرضيع إلى حجر أساس لبناء مناعة قوية ونمو صحي متكامل، وهو ما يراه بدران ركيزة أساسية في أي رعاية مبكرة للطفل.
حضن الأم وتأثيره على المناعة والصحة
يتناول حديث الدكتور بدران محوريّة أن حضن الأم ليس مجرد دفء عابر، بل حاضنة تؤدي دورًا استثنائيًا في تعزيز مناعة الرضيع. يوضح أن التفاعل الجسدي المباشر بين الأم وطفلها يساهم في رفع القدرة الحيوية لديه، ويرتبط ذلك بتحسين الصحة النفسية والبدنية معًا. وفي توصيفه للحالة العملية، يذكر أن الحضن الصحيح يخلق توازنًا ينعكس على قدرة الرضيع على الرضاعة والراحة اليومية، مما يسهم في استقرار مزاجه ونموه السليم. كما يشير إلى أن الأطفال الذين يحظون بحضن أم مستمر ويعتمدون على الدفء الطبيعي قد يستفيدون من بيئة آمنة تشعرهم بالثقة وتدفعهم إلى الارتباط الوثيق مع أمهاتهم. وهذا المفهوم يعبّر عن علاقة تكاملية تجمع بين الراحة الجسدية والسكينة العاطفية وتؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز مناعة الطفل وتوفير أساس صحي للنمو. في إطار الصورة الشاملة، يربط بدران بين الحضانة الطبيعية والتواصل البصري والصوتي وبين الحنان الذي يشكّل عاملًا محفزًا للوظائف الحيوية الأساسية لدى الرضيع.
الدفء الطبيعي كعامل أساسي في رعاية الرضيع
يرى بدران أن وجود دفء الأم يمثل عاملًا أساسيًا في رعاية الرضيع وتكوينه الأولي، وأن هذا الدفء يتجاوز مجرد الإحساس بالحرارة ليصبح دعمًا للوظائف الحيوية والاحتياجات الأساسية للطفل. وبهذا المعنى، يرى أن الدفء الطبيعي الناتج عن الحضن يكوّن مناخًا داخليًا آمنًا للرضيع، ما يجعل الرضاعة أكثر سلاسة وبناءة، ويساعده على النوم والراحة بشكل متزن. كما يشير إلى أن الدول الفقيرة التي تفتقر إلى حضانات طبية تعتمد في كثير من الأحيان على “الدفء الطبيعي” للأم كخيار رعاية أساسي بعد الولادة. يشرح أن عملية لف الطفل ببطانية بسيطة ثم وضعه على صدور الأم تتيح له خلال أسبوع أن يصبح دافئًا ويرضع بشكل متكرر، وهو ما يعزز الشعور بالطمأنينة والأمان ويدفعه إلى النوم واليقظة في أوقات متوازنة. في هذا السياق، يلفت إلى أن الحضن الدافئ ليس مجرد نعومة بل هو شارة استجابة هرمونية وبيولوجية تساهم في تعزيز المناعة لدى الرضيع. وتؤكد كلماته أن الاهتمام بالحضن الطبيعي يساعد في بناء استجابات جسدية تدعم نموه في السنوات الأولى، وهو ما يضفي على هذه الظاهرة بعدًا علميًا يربط بين العاطفة والصحة.
نصائح عملية للأمهات للحفاظ على حضن الأم
أطال الدكتور بدران في توجيهاته للأمهات خلال الحوار الإعلامي، حيث شدد على أهمية وضع الأجهزة الإلكترونية جانبًا أثناء الرضاعة والاحتضان، داعيًا الأمهات إلى إتاحة المجال للبصر والاتصال البصري مع أطفالهن. قال بوضوح: “سيبوا الموبايلات وغازوا أولادكم بصريًا”، مع التأكيد على أن كل حضن يرفع مناعة الطفل وأن هذا الحضور العاطفي ليس مجرد دفء بل ينعكس كهرمون حيوي يساهم في تعزيز صحة الرضيع. وتوصل إلى فكرة أن الحضن الفعّال ليس فقط حركة جسدية، بل هو عمل يحتاج إليه الطفل ليتعلم الاعتماد على وجود الأم وشعوره بالأمان. كما أشار إلى أن الرضاعة الطبيعية والاحتضان المباشر يشكلان حجر الأساس في بناء مناعة قوية ونمو متكامل للأطفال. وفي هذا السياق، يدعو الأمهات إلى تفضيل التفاعل الحسي المباشر مع الأطفال على طول اليوم، وتوفير بيئة دافئة وآمنة تساعد الرضيع على النمو بشكل صحي. وتبرز هذه التوجيهات في إطار الحديث حول أهمية الحضانة الطبيعية كخيار رائد في رعاية الطفل خلال الأشهر الأولى من حياته، مع الإبقاء على التواصل المستمر كعنصر أساسي في رعاية صحية ونفسية متكاملة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































