كتبت: سلمي السقا
في العاصمة الجديدة، جرى لقاء رفيع المستوى بين الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومحمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، لاستعراض عدد من ملفات العمل التي تخص قطاع التعليم. وفي سياق هذا اللقاء، تم التأكيد على وجود خطة توسع منظومة المدارس المصرية اليابانية كخيار تعليمي حديث يواكب التطور التعليمي في مصر، ويجمع بين جودة الإدارة المدرسية ونهج تعلمي يضع الطالب في صميم العملية التعليمية. وتُعد هذه الخطة انعكاساً واضحاً لإرادة الدولة في تعزيز الاستثمار في التعليم كركيزة رئيسية لبناء جيل قادر على الإسهام في مستقبل الوطن من خلال تطوير مهاراته الشخصية والحياتية. كما أشار الوزير إلى أن عدد المدارس المصرية اليابانية بلغ 69 مدرسة، وذلك بعد افتتاح 18 مدرسة جديدة خلال الفترة الأخيرة، وهو رقم يعكس نجاح التجربة وثقة الدولة في النموذج التعليمي الذي تتبناه هذه المنظومة. وتطرّق العرض إلى النجاحات التي حققتها التجربة في تعزيز بيئة تعليمية تفاعلية تحفّز الطلاب على المشاركة وتطوير مهاراتهم من خلال أساليب تعليمية مبتكرة تواكب متغيرات العصر. إلى جانب ذلك، استعرض الوزير نتائج زيارته الأخيرة إلى اليابان، والتي تكللت بتوقيع مذكرة تفاهم لاعتماد شهادة للطلاب الذين يجتازون اختبار “توفاس”، وتصدر هذه الشهادة بالتعاون بين جامعة هيروشيما ومؤسسة “سبريكس” ووزارة التربية والتعليم. وتكمن أهمية هذه الخطوة في أنها تمثل تقدماً كبيراً نحو الاعتراف الدولي بالمهارات التعليمية للطلاب المصريين، وهو ما ينعكس إيجاباً على مكانة التعليم المصري على الساحة الدولية وتأكيد قدرته على مواكبة المعايير العالمية في التقييم والاعتماد. وفي إطار التوجيهات الحكومية الرامية إلى تطوير منظومة التعليم، أشار الوزير أيضاً إلى أن هناك اهتماماً مستمراً بربط مخرجات النظام التعليمي بسوق العمل وبمعايير الاعتماد الدولية، بما يعزز فرص الطلاب في مواصلة التعليم العالي أو الدخول إلى سوق العمل بمؤهلات مدعومة بمصداقية دولية.
خطة توسع منظومة المدارس المصرية اليابانية
تتضمن الخطة التي تمت مناقشتها في اللقاء توسيع نطاق مدارس مصرية يابانية جديدة تواكب الطلب المتزايد على نموذج تعليمي يولي الاهتمام بتنمية الشخصية ومهارات الطلاب بدلاً من الاقتصار على الحفظ والردود التقليدية. وأوضح الوزير أن الإطار العام لهذه الخطة يعتمد على بناء بيئة مدرسية قادرة على تفعيل الطاقة الإبداعية لدى الطلاب وتطوير قدراتهم على التفكير النقدي والتواصل الفعّال، إضافة إلى تعزيز الانضباط والالتزام المدرسي كركائز أساسية لسير العملية التعليمية. كما أُشير إلى أن التوسع ليس مجرد إضافة مدارس، بل هو إجراء يشتمل على تطوير المناهج وأساليب التدريس وتحسين قدرات المعلمين ورفع جودة الإدارة المدرسية بما يضمن استدامة النموذج وتحقيق النتائج المرجوة. كما ستُراعى في هذه الخطة التدرُّجية عوامل مثل الموارد البشرية، والبنية التحتية، والتكامل مع عناصر النظام التعليمي الأخرى، بهدف الوصول إلى منظومة تعليمية أكثر فاعلية وتطويراً تعود بالنفع على الطلاب وأسرهم وعلى المجتمع ككل. وتؤكد هذه الرؤية الالتزام بالجودة والتحديث المستمرين كقيم راسخة في مسار التوسع، مع الحرص على تقييم الأداء بشكل دوري واستخدام النتائج لتحسين الخدمات التعليمية المقدمة داخل المدارس المصرية اليابانية. ويمثّل هذا التوسع تجربة مهمة في البناء المؤسسي للتعليم المصري، حيث يتلاقى فيها الابتكار التربوي مع الاستقرار الإداري وتكامل الشراكات الدولية والمحلية، ما يفتح آفاق أرحب لمزيد من الاستثمار في الموارد البشرية وتطوير قدراتها في مختلف المحافظات والمدن.
التجربة اليابانية في التعليم ونتائجها المتوقَّعة
خلال اللقاء تم الإطّلاع على التجربة التعليمية التي تقودها المدرسة المصرية اليابانية وكيفية استفادة الطلاب من المقاربة اليابانية في التعليم، وذلك في سياق تعزيز المهارات الحياتية وتنمية الشخصية بما يواكب احتياجات القرن الحادي والعشرين. وتُبرز النتائج الأولية لتلك التجربة مدى تأثير الطريقة اليابانية في إدارة الصفوف والهياكل التعليمية والتقييم المستمر على تحسن الأداء الأكاديمي للطلاب، وهو ما يدفع الدولة إلى الاعتماد على هذه المنظومة كنموذج أساسي في تطوير منظومة التعليم وجودة المخرجات. وتحت مظلة هذه الرؤية، تبرز أهمية ربط التعليم بمسارات تعلمية محددة ترفع من مستوى كفاءة الطلاب وتُجهّزهم لمجالات مبتكرة في ريادة الأعمال والتكنولوجيا والعلوم. كما تبرز أهمية الشراكات الدولية في تقويم وتطوير المعايير التعليمية وتبادل الخبرات بين الدول، وهو ما يعزز مكانة النموذج المصري في سياق التعليم العالمي. وتُعد هذه التجربة جزءاً من استراتيجية وطنية أوسع للارتقاء بنوعية الخدمات التعليمية وتحديث أساليب التدريس وتطوير القدرات المهنية للكوادر التعليمية، بما ينسجم مع طموحات الدولة في تحقيق تعليم عالي الجودة يلبّي احتياجات المجتمع ويواكب التطورات العالمية.
المرحلة الثانية من البرنامج القومي لتنمية مهارات اللغة العربية
أعلن وزير التربية والتعليم والتعليم الفني عن انطلاق المرحلة الثانية من البرنامج القومي لتنمية مهارات اللغة العربية، وهو برنامج يهدف إلى رفع مستوى اللغة العربية لدى الطلاب في المراحل الابتدائية. ويستهدف البرنامج ما يقارب نحو نصف مليون طالب وطالبة من الصف الثالث إلى الصف السادس الابتدائي، ضمن ألف مدرسة موزعة على عشر محافظات تشمل المنيا، البحيرة، كفر الشيخ، الوادي الجديد، قنا، مطروح، الأقصر، بني سويف، بورسعيد والدقهلية. وتتركز أهداف البرنامج في تطوير المهارات اللغوية الأساسية مثل التعبير والفهم القرائي، إضافة إلى المساهمة في ترسيخ الهوية اللغوية والثقافية المصرية وبناء جيل واعٍ ومتمكن من لغته العربية، اعتبَاراً أنها أساس المعرفة والابتكار والتواصل الفعّال. وفي هذا السياق يتوقع القائمون على البرنامج أن يسهم تعزيز اللغة العربية في رفع مستوى القراءة والكتابة لدى الطلاب وتوفير قاعدة صلبة يمكن البناء عليها في المراحل التعليمية التالية، بما يعزز الثقة في قدراتهم اللغوية ويفتح أمامهم آفاق جديدة للدراسة والبحث والتعبير عن الأفكار الإبداعية بوضوح ودقة. وتؤكد هذه المبادرة التزام الوزارة باستثمار الموارد والجهود في تعزيز تعلم اللغة العربية كعنصر حيوي في بناء الهوية الوطنية وتطوير القدرات الرِوائية واللغوية التي تعد أساساً للنجاح الأكاديمي والتواصل الفاعل في المجتمع.
الجولات الميدانية وتقييم الأداء الدراسي
كما استعرض الوزير نتائج جولاته الميدانية التي تضمنت تفقد عدد من المدارس ومتابعة سير العملية التعليمية في محافظات متعددة. وتهدف هذه الجولات إلى التأكد من انتظام حضور الطلاب وتطبيق الإجراءات التعليمية والإدارية داخل الفصول الدراسية، إضافة إلى الاطلاع المباشر على الواقع الفعلي للمدارس وتحديد احتياجاتها الفعلية. وتُسهم تلك الجولات في تعزيز بيئة تعليمية محفزة تقوم على التفاعل واستخدام أساليب اللعب والأنشطة التعليمية كركائز لتنمية مهارات الطلاب. كما تساهم في ترسيخ قيم الانضباط والالتزام في البيئة المدرسية، وتتيح للوزارات والجهات المعنية رصد العوائق والتحديات وتوجيه الموارد والإجراءات اللازمة للتغلب عليها. وتؤكد هذه الإجراءات التوجّه الحكومي إلى تطبيق معايير جودة تعليمية موحدة في المدارس المتعددة، وضمان أن تكون بيئة المدرسة مسرحاً فعّالاً يحقق أهدافها التعليمية من خلال مراقبة مستمرة وتقييم دوري للنتائج والتقدم المحرز. وتأتي هذه الجولات كأداة رئيسية لضمان استدامة التطوير وتحقيق الأثر الإيجابي على مستوى التحصيل والتفاعل الطلابي، بما يخدم تحقيق استراتيجيات التنمية البشرية والتربوية الشاملة في البلاد.
التعاون الدولي وشهادات التقدير للطلاب
تركزت الجوانب الدولية في هذه الجهود على تعزيز الاعتراف الدولي بمخرجات التعليم المصري من خلال الشراكات والتفاهمات التي تم توقيعها خلال زيارة اليابان. وتُبرز مذكرة التفاهم التي جرى التوقيع عليها مع جامعة هيروشيما ومؤسسة “سبريكس” ومع وزارة التربية والتعليم أهمية اعتماد شهادة للطلاب الذين يجتازون اختبار “توفاس”، كخطوة نحو فتح آفاق دولية جديدة للطلاب المصريين. وفي سياق ذلك، يُنظر إلى هذه الشهادات كأداة رسمية تعزز من قيمة الطلاب في المحافل الأكاديمية العالمية وتوفر لهم فرص إضافية في الدراسات العليا والبحث العلمي. وتُعد هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية وطنية ترمي إلى تعزيز التكامل بين النظام التعليمي المصري ونظيره الدولي، وتُتيح للطلاب المصريين أن يبرزوا مهاراتهم ومعارفهم على مستوى عالمي. كما تعكس هذه الشراكات التزام الدولة بتطوير النواتج التعليمية وتوفير آليات تقييم موثوقة تعزز من ثقة المؤسسات التعليمية والقطاعات الاقتصادية في قدرات جيل الشباب وخاماتهم المعرفية. وبذلك تكتسب مخرجات التعليم المصري استحقاقاً دولياً يمكّن الطالب من المنافسة في بيئات تعليمية متعددة وتفتح أمامه خيارات واسعة للتمكين العلمي والمهني.
وعود مستدامة بتطوير منظومة التعليم الشاملة
يُلاحظ من خلال هذه التطورات أن هناك توجهاً عاماً نحو تطوير منظومة التعليم بشكل يؤدي إلى رفع جودة المخرجات وتوفير بيئة مناسبة تتيح للطلاب تعلم مهارات جديدة والاعتماد على مبدأ التعلّم النشط. وتظهر النتائج المتوقعة لهذه السياسات في تعزيز التفاعل الطلابي والقدرات الإبداعية والقرائية ومهارات التعبير، إضافة إلى إدماج نموذج تعليمي حديث يواكب التطورات العلمية والتقنية. وتؤكد المعطيات المتوفرة أن الخطة الرامية إلى توسيع المدارس المصرية اليابانية ستظل محكومة بالجودة والالتزام بأنظمة الإشراف والمتابعة والتقييم، مع استمرار التنسيق بين أجهزة الدولة والمؤسسات الدولية والشركاء المحليين لضمان نجاح المنظومة وتوسيع أثرها الإيجابي في المجتمع. وتظل القضية التعليمية في مصر إحدى الركائز الأساسية للدفع نحو التنمية الشاملة، حيث يرى المسؤولون أن الاستثمار في التعليم هو الاستثمار الأمثل لبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار والمواهب الشابة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.









































































































