كتبت: بسنت الفرماوي
أكد الدكتور سعد شلبي، المدير التنفيذي للنادي الأهلي، تفاصيل أول اجتماع مجلس الأهلي الجديد برئاسة الخطيب، الذي امتد نحو 5 ساعات، حيث جرى خلاله نقاش واسع حول عدد من الملفات الحيوية وإصدار قرارات رسمية تعكس اتجاه المجلس نحو مرحلة جديدة من التطوير الشامل داخل النادي. وشدد شلبي في تصريحات حصرية على أن الجلسة الأولى من نوعها تركزت بشكل أساسي على هيكلة الإدارات داخل النادي، إضافة إلى مراجعة العقود التي ستنتهي خلال الفترة المقبلة تمهيداً لتقييم مديري الإدارات واتخاذ القرارات الملائمة بما يخدم مصالح النادي ومستقبل منظومته الإدارية. كما أشار إلى أن هذا الاجتماع تلى دراسات معمقة وتقييمات مستندة إلى سياسة الأهلي الجديدة وأهدافه الاستراتيجية، وهو ما يعكس رغبة المجلس في وضع أسس تحكم آليات العمل وتحديد مسارات واضحة للمرحلة القادمة.
أول اجتماع مجلس الأهلي الجديد: الهيكلة والتوجيه
وأوضح البيان الذي ألقاه سعد شلبي أن النقاشات تمحورت حول وضع خريطة تنظيمية دقيقة للهيكل الإداري وتحديد اختصاصات كل إدارة ضمن آليات عمل جديدة تهدف إلى تعزيز فاعلية الأداء والشفافية في كل خطوة تنفيذية. كما أُشير إلى أن هذه الخطة تتضمن مراجعة دقيقة للعقود المبرمة والتي ستنتهي في فترات قادمة، مع وضع معايير للترقية أو الاستبدال بما يضمن انسجاماً مع السياسة العامة للنادي وأهدافه المستقبلية. ويعكس هذا المسار الحرص على ملاءمة الموارد البشرية مع الاحتياجات التشغيلية، بما يضمن استقامة العمل وتوازن القوى في منظومة النادي. وتؤكد هذه النقاط أن أول اجتماع مجلس الأهلي الجديد كان نقطة انطلاق لتحديد مسار العمل المؤسسي بما يخدم الاستدامة والارتقاء بمستوى الأداء الإداري بشكل ملموس.
تقييم العقود وإعادة ضبط الإدارات
وأضاف شلبي أن الجلسة أولت اهتماماً خاصاً بإعادة نظر شاملة في العقود المبرمة مع موظفين ومديرين حاليين، مع وضع آليات واضحة لتقييم الأداء وتحديد مدى استمرار كل ملف إداري وفق معايير موضوعية. وتناولت النقاشات أيضاً آليات تقييم فاعلية القيادات الإدارية ومدراء المناطق والوحدات داخل النادي، وذلك في إطار خطوة تنظيمية تهدف إلى رفع كفاءة الخدمات المقدمة وتوحيد معايير العمل في جميع إدارات النادي. كما أشارت تفاصيل الجلسة إلى أن هذا التدرج في التقييمات يأتي في إطار سياسة الأهلي الجديدة التي تركز على الشفافية والإنصاف والالتزام بالخطط الاستراتيجية التي وضعها المجلس بقيادة الخطيب.
إشراك خبراء من خارج المجلس لتعزيز الأداء
ولم يغفل شلبي الأبعاد المهنية والعملية للمرحلة المقبلة، حيث أشار إلى أن مجلس الإدارة استغنى عن إشراك عدد من الشخصيات من خارج المجلس في إدارة بعض الملفات الكبرى. وبين أن وجود كفاءات خارجية يهدف إلى تعزيز حجم العمل وتحقيق التوازن بين خبرة أبناء النادي ومهارات الخبراء المعنيين، خاصة وأن المرحلة القادمة تتطلب إشرافاً تخصصياً وتنوعاً في المدارك الإدارية لضمان سرعة الإنجاز وجودة النتائج. وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي المجلس إلى توسيع دائرة الخبرة وتكثيف العمل بما يخدم مصلحة النادي ويعزز قدرته على مواجهة التحديات المتجددة في بيئة رياضية معقدة، دون المساس بالهوية أو القيم التي يمثلها النادي.
الصندوق الأهلي للاستثمار الرياضي: رؤية مطروحة
وأكّد شلبي أن الاستثمار يحتل أولوية قصوى للمجلس الجديد، حيث تتعالى أصوات التخطيط لاستحداث صندوق الأهلي للاستثمار الرياضي، وهو مشروع قيد الدراسة حالياً تمهيداً لعرضه على المجلس خلال الفترة المقبلة. وشرح أن فكرة الصندوق تقوم على تمويله من أموال النادي إضافة إلى مساهمة عدد من الأعضاء والمستثمرين، بما يوجه إلى مشروعات استثمارية تدر عائدًا للمساهمين. وأكد أن النادي سيكون أحد المساهمين الرئيسيين وسيحصل على حصة من الأرباح، في حين سيتيح الصندوق أيضاً الفرصة للمستثمرين من خارج النادي للمشاركة في تعزيز الموارد وتنويع مصادر التمويل بشكل مستدام. وتؤكّد التصريحات أن مشروع الصندوق يتمتع بإطار واضح يضمن الشفافية والحوكمة الرشيدة، وأن التمويل سيتم وفق آليات تُرسخ الاستدامة وتقلل من الاعتماد على مصدر واحد للموارد. كما أشير إلى أن هذه الرؤية تمثل خطوة حاسمة في إطار أول اجتماع مجلس الأهلي الجديد كمرتكز لخطط الاستثمار المستقبلية، وهو ما يعزز قدرة النادي على مواجهة التحديات الاقتصادية وتطوير مرافقه وخدماته.
آليات التمويل والربحية من الاستثمارات
وأضاف شلبي أن آلية تمويل الصندوق تعتمد على تضافر أموال النادي مع مساهمات أعضاء ومستثمرين، وأنه سيتم توجيه رؤوس الأموال إلى مشروعات اقتصادية ذات عوائد مجدية تعزز من قدرات النادي على المدى المتوسط والبعيد. كما لفت إلى أن النادي سيكون أحد المساهمين الرئيسيين وسيحصل على نسبة من الأرباح وفقاً للحصة التي يملكها في الصندوق، مع الإبقاء على مساحات مفتوحة للمستثمرين من خارج النادي، لضمان تنويع القاعدة التمويلية وتوسيع الموارد بشكل مستدام. وتؤكد هذه النقاط أن الصندوق الأهلي للاستثمار الرياضي ليس مجرد فكرة بل مشروع مطروح بجدية مع خطوط زمنية محددة للطرح على المجلس، وذلك ضمن إطار إجراءات الشفافية والالتزام بالسياسات التي تضمن نجاحه بعيداً عن المخاطر التشغيلية.
التغييرات التنظيمية والإدارية كمسار لاستدامة الموارد
وأكد شلبي أن المرحلة المقبلة لن تقتصر على الاستثمار وحده، بل ستشهد تغييرات تنظيمية وإدارية تهدف إلى رفع كفاءة التشغيل وتحسين الموارد المالية للنادي. وتتابع التطورات الإدارية عملية تنظيمية واسعة تشمل إعادة تقييم الهياكل وتطوير الأدوار وتكثيف عمليات الرقابة الداخلية لضمان تطبيق السياسات المعتمدة وتلافي أي اختلالات محتملة. وتابع أن هذه التغييرات ستنعكس مباشرة على الأداء العام للنادي، بما يعزز من مكانته الاقتصادية والإدارية ويتيح فرصاً أوسع للتطوير الرياضي والخدمات الاجتماعية المرتبطة بالنادي. كما أشار إلى أن التطبيق الحازم لهذه السياسات سيشكل رافداً أساسياً في دعم إرث الأهلي وتاريخه العريقين من دون المساس بمبادئه وقيمه الأساسية.
إصلاحات وتحولات تستهدف استدامة الموارد والسمعة
وتشير تصريحات سعد شلبي إلى أن المجلس الجديد يعمل بصورة حثيثة على ربط القرارات التنفيذية بالأهداف الاستراتيجية المتعلقة بتحسين الوضع المالي وتطوير الخدمات المقدمة للجماهير واللاعبين والإداريين. كما أن الاستثمار ليس هدفاً في حد ذاته بل وسيلة لإيجاد مصادر دخل متعددة ومتنوعة تضمن الاستدامة الاقتصادية للنادي على المدى الطويل. وتظهر الرؤية أن الأهلي يسعى لإيجاد توازن بين الحفاظ على قيمه التاريخية وبين الاحتياجات الاقتصادية الحديثة، مع التأكيد على أن أي خطوة تتخذ ستكون ضمن إطار حوكمة واضح ومساءلة فعالة لضمان تحقيق النتائج المرجوة.
وفي سياق التحديث المستمر، يعمل المجلس على وضع آليات للمتابعة والتقييم ريثما تتضح نتائج الخطوات الموعودة، مع الحفاظ على التواصل المستمر مع جمهور النادي ومسانديه. كما تترسخ في هذه المرحلة فكرة أن الاستثمار ليس نهاية الطريق، بل إطار عمل يتطلب متابعة دقيقة وتعديلاً مستمراً وفق معطيات السوق والواقع الإداري للنادي. وتبقى الخطة المعلنة رافداً رئيسياً في مسار الأهلي نحو تعزيز قوته الاقتصادية والإدارية، مع التأكيد على الحفاظ على إرث النادي وتاريخه العريقين كمرجعية أساسية في كل خطوة مستقبلية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.












































































































