كتبت: سلمي السقا
تعقد لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، الأحد المقبل، ندوة تحت عنوان التكامل البيئي لصالح صحة واحدة.. عالم واحد، وذلك في إطار مبدأ يرى أن العالم وبيئته يشتركان في بناء منظومة واحدة متكاملة لا تقبل الانفصال. في هذه الندوة، سيتجسد التفاعل بين الإنسان والحيوان والنبات كعناصر أساسية تضطلع بأدوار بيئية متكاملة تساهم في إحداث توازن بيئي يعود بالنفع على الجميع. ومن ثم يصبح التكامل بين هذه العناصر ضرورة قصوى في زمن نرى فيه أن المحافظة على صحة البيئة هي جزء لا يتجزأ من الصحة العامة، ما يحفز على نقاش معمق حول كيفية تعزيز الروابط بين مكونات النظام البيئي وتحويلها إلى آليات فعالة تحمي الإنسان وتدعم الحياة البرية والزارعية وتمنع التلوث الذي قد يطال التربة والهواء.
يتناوب في هذه الندوة نخبة من الخبراء والمتخصصين الذين يمثلون ميادين متعددة ذات صلة بالصحة والبيئة. من بين الحضور، يبرز الدكتور مجدي حسن، نقيب البيطريين، كأحد وجوه النقاش العلمي، إضافة إلى هالة حماد، أخصائية نفسية كلينيكية، التي ستتناول أبعاد الصحة النفسية المرتبطة بالبيئة والتفاعل الإنساني مع المكونات الحيوية في النظام البيئي. كما يشارك محمود ناجي رياض القطعاني، محامٍ ومستشار قانوني يحمل ماجستير في القانون العام، ليطرح من زاوية القانون جوانب التكامل البيئي وتداعياته على السياسات العامة والتشريعات المرتبطة بالصحة والبيئة. إلى جانب هؤلاء، يشارك براء المطيعي كمدير للبرامج العلمية بالبرنامج العام، وعبد المسيح سمعان، أستاذ التربية البيئية بجامعة عين شمس، لإضفاء أبعاد تعليمية وتربوية على مسار الندوة. من جانب آخر، سيكون الحضور مميزاً بوجود الباهي جاد، رئيس قسم علوم كامل الدماغ في جامعة باشن الأمريكية، ما يضيف زخماً علمياً دولياً للمواضيع المطروحة، وتشارك في التنظيم أيضا الزميل الصحفي أشرف حمودة، لتأطير الحضور الإعلامي وتغطية الحدث. تقام الندوة يوم الأحد 9 نوفمبر 2025م، في الساعة السادسة مساءً، وتحديداً في الدور الثالث بمقر نقابة الصحفيين، حيث ستتاح للخبراء والمتابعين فرص تبادل الرؤى من أجل بناء إطار عملي يربط بين صحة الإنسان وصحة البيئة.
إطار الفعالية وأهدافها
تركز هذه الفعالية على فكرة “صحة واحدة.. عالم واحد” كإطار عام يضم بين طيّاته توصيفاً واضحاً للدور الذي تلعبه البيئة في الصحة العامة، وكذلك للدور الذي تلعبه الصحة العامة في الحفاظ على البيئة. الهدف الأساسي من الندوة هو الإضاءة على أهمية التكامل بين الإنسان والحيوان والنبات كعناصر أساسية في منظومة بيئية متكاملة، وكيفية تحقيق التوازن البيئي من خلال التداخل البنّاء بين جميع هذه المكونات. سيتم مناقشة كيف يمكن للبيئة الصحية أن تساهم في الحد من المخاطر الصحية الناتجة عن التلوث، وكيف أن الحفاظ على البيئة النظيفة يمكن أن ينعكس بشكل مباشر على صحة الأفراد وسلامتهم. كما ستسلط الندوة الضوء على ضرورة تقليل المخاطر الناجمة عن عمليات التخلص غير المسؤولة من الحيوانات أو من أجزاء من النظام البيئي، بما ينعكس إيجاباً على التربة والهواء والصحة العامة.
أهمية التكامل البيئي في الصحة العامة
في صلب النقاش، ستُطرح أسئلة حول كيفية ترجمة مفهوم “الصحة الواحدة” إلى سياسات عملية وإجراءات وقائية. البيئة الصحية ليست عنواناً عاطفياً فحسب، بل هي إطار عمل يربط بين التوازن البيئي والوقاية من الأمراض، ويؤدي إلى تحسين جودة الحياة بشكل عام. من خلال عرض أمثلة تطبيقية وتقديم مقارنات بين الأطر العلمية المختلفة، تبرز الحاجة إلى تكامل المعرفة والخبرات المتعددة في سبيل وضع استراتيجيات موضوعية تعزز مناعة المجتمع وتقلل من مخاطر التلوث والتأثيرات الضارة على الصحة العامة. كما ستتطرق الجلسة إلى كيفية تنظيم الجهود بين الجهات الأكاديمية، والهيئات المهنية، والمؤسسات القانونية، والجهات الإعلامية للوصول إلى نتائج ملموسة تعزز من مفهوم الصحة كحالة مشتركة بين الإنسان والكائنات والأنظمة البيئية المحيطة به.
الأبعاد الأساسية: الإنسان والحيوان والنبات
يؤكد المنظمون في هذه الندوة أن الإنسان ليس كائناً مستقلاً عن البيئة، بل هو جزء من شبكة حية تتداخل فيها العوامل الحيوية وغير الحيوية. الإنسان يتأثر بالعوامل البيئية من ناحية صحية ونفسية، والحيوان يشترك في المراقبة البيئية من خلال دوره في التوازن الطبيعي وتقديم خدمات بيئية حيوية، في حين يساهم النبات في تنظيم المناخ وتصفية الهواء وتوفير الموارد الحيوية. هذه الثلاثية تشكل منظومة متكاملة؛ أي أن أي خلل في أحد الأطراف يؤثر سلباً في الكيان الكلي. بالتالي يصبح الادعاء بأن الأدوار تتكامل وتكتمل فقط عندما تتعاضد الموارد البشرية، الحيوانية، والنباتية منسجماً معاً. ستناقش الندوة طرق تعزيز هذا التكامل وكيفية تحويله إلى سياسات عملية تضمن استدامة النظام البيئي وصحة الأفراد.
التداخل والتحديات وخطر الإقصاء
من أبرز المحاور المطروحة في الندوة التأكيد على أن التخلص من بعض الكائنات أو الإقصاء المتعمد لها قد يؤدي إلى اختلال في التوازن البيئي وزيادة التلوث. حين يتسرب التلوث إلى التربة، أو ينتشر عبر الهواء، فإن الإنسان يتضرر بشكل مباشر أو غير مباشر من هذه الاختلالات. كما سيُطرح في النقاش أهمية الحفاظ على التضمين المتبادل لجميع عناصر النظام البيئي وتجنب القطيعة بين مكونات الطبيعة. كما ستُعرض أمثلة وتصورات حول كيف يمكن لمفهوم الصحة الواحدة أن يشكل إطاراً استشارياً وصحافياً يسهم في توجيه السياسات نحو حماية البيئة والإنسان معاً، بما يخدم استدامة الموارد ويحافظ على التوازن الحيوي الذي يضمن جودة الحياة للجيل الحالي وللأجيال القادمة.
المشاركون والخبرات المشاركة
تتضمن الندوة فريقاً من المختصين يغطون مجالات متعددة مرتبطة بقلب الموضوع. الدكتور مجدي حسن، نقيب البيطريين، يمثل الجانب الطبي الحيواني وارتباطه بالصحة العامة. إلى جانبه، تقدم هالة حماد رؤية نفسية كلينيكية تربط الصحة النفسية بالصحة البيئية والتفاعل اليومي مع المحيط الحيوي. أما محمود ناجي رياض القطعاني فهو محامٍ ومستشار قانوني يحمل ماجستير في القانون العام، ليُضيف بعداً قانونياً وتنظيمياً إلى نقاش التكامل البيئي وتطبيقاته في السياسة العامة. بينما يقدم براء المطيعي، مدير البرامج العلمية بالبرنامج العام، خبرة في تنظيم ودعم البرامج العلمية، كما يشارك عبد المسيح سمعان، أستاذ التربية البيئية بجامعة عين شمس، من خلال الجوانب التعليمية والتربوية التي تلتزم بتربية جيل واعٍ بيئياً. من جانب عالمي في التخصص ليساهم الباهي جاد، رئيس قسم علوم كامل الدماغ في جامعة باشن الأمريكية، في نقاش معمق حول العوامل العصبية والدماغية المرتبطة بالتفاعل بين الإنسان والبيئة. وتُبرز الندوة أيضاً حضوراً إعلامياً مميزاً من خلال الزميل أشرف حمودة، الذي يشارك في تنظيم الحدث وتنظيم التغطية الإعلامية. هذه التشكيلة المتنوعة من الخبراء تفتح أبواباً واسعة لإثراء الحوار وتقديم مقترحات ملموسة للتكامل بين الصحة والبيئة.
تفاصيل التنظيم وتوقيت الحدث
تُعقد الندوة يوم الأحد 9 نوفمبر 2025م، في تمام الساعة السادسة مساءً، ضمن مقر نقابة الصحفيين، وتحديداً في الدور الثالث. من خلال هذا التوقيت والمكان، يسعى المنظمون إلى توفير فضاء مناسب لعقد جلسات نقاش مفتوحة وتبادل الآراء بين الخبراء والمهتمين والمتابعين من الصحفيين والجمهور العام. الإعداد والتنظيم يتمان بمشاركة الزميل أشرف حمودة كجزء من فريق التنظيم، ما يعزز من قدرة الحدث على الوصول إلى جمهور أوسع عبر وسائل الإعلام المختلفة. كما يسعى المنظمون إلى توفير بيئة تشجع على الحوار البنّاء وتبادل الأفكار حول كيفية تطبيق مبادئ الصحة الواحدة في السياسات والبرامج الإعلامية والبرامج العلمية والتعليمية المعنية بالتكامل البيئي والصحة العامة.
أثر الندوة وتوقعات التطوير المستقبلي
تُعد هذه الندوة خطوة هامة في تعزيز ثقافة الصحة العامة والوعي البيئي ضمن العمل الصحفي والمؤسسات الأكاديمية والمهنية. من المتوقع أن تسهم المناقشات في وضع تصور عالي المستوى حول كيفية بناء جسور تواصل بين المؤسسات العلمية والتشريعية والإعلامية بما يدعم تطبيق مفهوم الصحة الواحدة في السياسات المحلية والإقليمية، ويعزز من قدرة المجتمع على التصدي لتحديات التلوث البيئي وتأثيراته على الصحة العامة. كما ستلعب مداخل الخبراء وأوراق العمل المعروضة دوراً في توجيه النقاش نحو حلول عملية تتمثل في تعزيز التدريب الإعلامي المرتبط بالقضايا البيئية والصحية وتطوير آليات التوثيق والتقييم والمتابعة للممارسات الجيدة التي تصب في مصلحة الإنسان والحيوان والنبات والبيئة ككل. بالنهاية، يفتح الحدث نافذة جديدة أمام الصحفيين والباحثين والطلاب والمتابعين لسماع تجارب متعددة وتبادل الرؤى حول آليات التطبيق الفاعلة لمبادئ الصحة الواحدة في العالم المعاصر.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































