كتب: صهيب شمس
نفى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية وجود أي قاعدة أمريكية في دمشق، مؤكداً أن التقارير المتداولة لا صحة لها وتتعارض مع الواقع. جاءت هذه التصريحات رداً على تقارير إعلامية أشارت إلى سعي الولايات المتحدة لتدشين حضور عسكري في سوريا من خلال قاعدة جديدة تتخذ من العاصمة دمشق مقراً لها. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية سانا عن المصدر أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وأن البيان الرسمي يعكس موقف دمشق من التطورات الإقليمية. كما أشار إلى أن تغير الموقف الأميركي باتجاه التعامل المباشر مع الحكومة السورية المركزية يعكس رغبة في دعم جهود توحيد البلاد ورفض الدعوات التي تروج للتقسيم. في سياق متصل، لفت المصدر إلى أن سوريا في عهدها الجديد ماضية بثبات نحو ترسيخ الاستقرار وتعزيز التعاون القائم على السيادة الوطنية والاحترام المتبادل. وكان مقال لوكالة رويترز قد نشر يوم الخميس بعنوان «الجيش الأمريكي يعتزم تثبيت وجوده في قاعدة جوية في دمشق»، مستنداً إلى ستة مصادر، وهو ما يرفضه الجانب السوري رسمياً باعتباره غير صحيح وغير دقيق.
رد سوريا على تقارير وجود قاعدة أمريكية في دمشق
أكد المسؤول أن دمشق لا تقيم أي تفاهمات جديدة تتيح إنشاء قاعدة عسكرية أميركية داخل أراضيها، وأن ما يُشاع من قبل بعض وسائل الإعلام لا يمكن اعتباره بنوداً واقعية في السياسة السورية الراهنة. أوضح أن دمشق تراقب المستجدات وتؤكد على رفض أي خطط قد تستهدف الإخلال بالسيادة الوطنية أو تكرار نماذج تدخل خارج إطار الدولة السورية. كما أشار إلى أن دمشق تولي الأولوية للحوار والعودة إلى إطار الدولة المركزية كمرجعية وحيدة للحل السياسي والأمني، بعيداً عن أي خطوات قد تعزز الانقسامات داخل المجتمع السوري أو تعيد إنتاج وقائع عسكرية خارج سلطة الحكومة.
تصريحات سانا وتوضيح الموقف الرسمي
وتم التأكيد من جانب وكالة الأنباء السورية أن التصريحات الرسمية تقف عند نطاق التزام السيادة الوطنية واحترام المؤسسات السورية. وفي بيانها، شددت سانا على أن أي خطوة ذات طابع عسكري خارج هذا الإطار ستُعَبرت مخالفة للثوابت الوطنية التي تضعها الدولة. كما أشارت الوكالة إلى أن المرحلة الراهنة تشهد تحولا في المواقف الدولية تجاه التفاعل مع الحكومة المركزية بشكل مباشر، وهو ما يتماشى مع رؤية سوريا الرامية إلى توحيد البلاد وتجاوز سنوات من التشتت. ونقلت الوكالة عن المصادر الرسمية أن سوريا تفضل الحوار والتعاون مع شركائها الدوليين وفق أسس سيادية ولوائح قانونية، وأن أي تفاهمات خارج هذا الإطار ستكون محل تقييم ومراجعة بموجب السيادة الوطنية وميثاق الدولة.
تحول في الموقف الأميركي باتجاه الحوار المباشر
يُشار في التصريحات السورية إلى أن التطورات الإقليمية أفضت إلى تحول في نهج الولايات المتحدة نحو التعامل المباشر مع الحكومة السورية المركزية. وهذا التحول، وفق القراءة الرسمية، يعكس رغبة واشنطن في دعم مسارات توحيد سوريا وتوحيد مؤسساتها، مع رفض قاطع لأي دعوات تقود إلى التقسيم أو تقويض وحدة البلاد. وتؤكد كلمة المصدر أن أي ترتيبات تعاون مع كيانات غير حكومية أو مؤسسات مؤقتة كانت داخل إطار الترتيبات الطارئة، ستُعاد صياغتها وتنسيقها بما يحافظ على التماسك الوطني ويرسخ سيادة سوريا كدولة ذات وجود مستقل.
نقل الشراكات إلى دمشق في إطار التنسيق المشترك
وأوضح المصدر أن الأعمال والتفاهمات التي اتُخذت في فترة سابقة مع جهات مؤقتة كانت اضطرارية، يتم الآن إعادة تنظيمها ونقلها إلى دمشق ضمن إطار التنسيق السياسي والعسكري والاقتصادي المشترك. وهذا الإجراء، كما أكدت تصريحات سانا، يهدف إلى تعزيز التماسك الداخلي وتوحيد الجهود في مواجهة التحديات، بعيداً عن أي شكل من أشكال الانقسام أو الاعتماد على كيانات خارجية يمكن أن تقوض الاستقلال الوطني. وفي هذا السياق، يشير البيان السوري الرسمي إلى التزام دمشق بتطوير علاقاتها مع الشركاء الدوليين بما يخدم مصالح الشعب السوري ويعزز قدرته على البناء والإعمار.
أبعاد الاستقرار الوطني والتعاون الدولي
تؤكد دمشق في تصريحاتها أن تعزيز الاستقرار الوطني هو هدف مركزي، وأن التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة يقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والسيادة. وتؤكد الرسالة الموجهة إلى المجتمع الدولي أن سوريا تسعى لبناء علاقة استراتيجية قائمة على مصالح متبادلة وتنسيق سياسي واقتصادي يعزز من قدرة الدولة على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية. وفي هذا السياق، تغدو السيادة الوطنية محوراً رئيسياً في كل حوار دولي أو إقليمي، وهو ما يعكسه بيان الوزارة والتقرير الذي نقلته سانا. وتؤكد دمشق أنها لا تقبل أية آراء قد تمس بمبدأ الوحدة الوطنية أو تكرس وجوداً خارج إطار الدولة.
السياسة السورية تجاه التقارير الإعلامية والالتزام بالسيادة
يظهر من خلال التصريحات الرسمية أن سوريا تقف بحزم أمام أية تقارير قد تسعى لإحداث بلبلة أو قراءة مغايرة للوضع الحقيقي في البلاد. وتؤكد أن ما يُنشر من ادعاءات حول وجود قوات أو قواعد جديدة خارج إطار الدولة السورية يفتقد إلى الأساس ويعتمد على مصادر غير موثوقة، وهو أمر تقرره دمشق بما يتسق مع مبدأ سيادتها الوطنية. وفي الوقت نفسه، تُبرز التصريحات رغبة الدولة في التعاون مع المجتمع الدولي ضمن إطار قانوني وشفاف يحفظ مصالح الشعب السوري ويعزز من قدرته على ضبط الأمن والاستقرار.
دلالات التحول والرسالة الوطنية إلى المجتمع الدولي
تُلمَح في النصوص الرسمية رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بأن سوريا مستعدة للحوار والتعاون، لكنها لن تسمح بالمساس بكيانها ووحدتها. وهذا النطاق من الرسالة يشير إلى التزام دمشق بتنسيق سياسي واقتصادي مع شركائها، مع حفظ كامل لسيادتها واستقلالها. وتؤكد دمشق أن أي مسار تفاوضي أو تفاهمات جديدة ستخضع لإطار الدولة ومؤسساتها، وأن الحكومة السورية ستواصل العمل على توسيع قنوات التواصل بما يخدم مصلحة السكان ويرسخ الاستقرار على المدى الطويل.
خلاصة الوضع الراهن وفق البيان الرسمي
من خلال قراءة دقيقة للموقف الرسمي، يبدو أن سوريا ترفض تماماً فكرة وجود قاعدة أمريكية جديدة في دمشق وتؤكد أن التقارير الإعلامية في هذا السياق لا تعكس الواقع. وتؤكد أيضاً أن هناك تحولاً في النهج الأميركي يتمثل في الرغبة في التعامل مع الحكومة المركزية ورفض أي مقاربات تسعى لتجزئة البلاد. كما تشير التصريحات إلى أننا أمام مرحلة جديدة من التنسيق والتعاون الذي يأخذ شكل شراكات تُعاد تنظيمها وتوحيدها في إطار دمشق، مع استمرارية التزام الدولة بسيادتها الوطنية واحترام علاقاتها مع شركائها الدوليين وفق إطار القانون والاحترام المتبادل. وتختتم الرسالة بأن سوريا ثابتة في سعيها إلى الاستقرار وتوثيق روابط التعاون على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية، بما يخدم مصالح شعبها ويعزز موقعها الإقليمي والدولي.
مقاربة قصيرة للمشهد العام والمستقبل المحتمل
على ضوء ما ورد من تصريحات رسمية، يبدو أن الأحداث تفتح فصلاً جديداً في علاقة سوريا بالجهات الدولية، مع الحفاظ على سياج السيادة الوطنية وعدم السماح لأي جهة بنقل سيناريوهات خارج إطار الدولة. ستظل دمشق تراقب التطورات، وتوازن بين فتح قنوات حوار مع شركاء دوليين وتثبيت أسس الاستقرار داخل المجتمع. كما أنها ستواصل العمل على تعزيز مؤسسات الدولة وتوحيدها، وتقييم أي تفاهمات انطلاقاً من مصلحتها الوطنية وتكريس سيادتها وكرامتها كدولة ذات حضور مستقل في المنطقة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































