كتبت: إسراء الشامي
فازت طالبات مدرسة عمر كامل الوكيل الثانوية بنات في بندر دمنهور بالمركز الأول في مسابقة المجسمات التي نظمتها مديرية التربية والتعليم بالبحيرة، عبر نموذج مجسم للمسجد الأقصى المبارك اختير كأفضل قطعة تعليمية لعام 2025 على مستوى المحافظة. وبتعبير عملي يواكب مفهوم التعلم التطبيقي، نفذت الطالبات المجسم بأنفسهن وباستخدام خامات بيئية بسيطة مثل الأخشاب والألياف والأسلاك ومواد الطلاء. يأتي هذا العمل في إطار حرص المدرسة على ربط التعليم النظري بالتطبيق العملي وتوظيف المواد الدراسية الخاصة بالتكنولوجيا والصناعة في عمل فني يحمل قيم تعليمية وتاريخية.
وقالت مديرة المدرسة أن هذا المشروع يمثل خطوة في تنمية الوعي التاريخي والديني لدى الطالبات، إضافة إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة حول شكل وتصميم المسجد الأقصى. وتتابع مسؤولو المدرسة بأن الهدف من المجسم يهدف إلى تعزيز فهم الطلاب لشكل المسجد الأقصى ومحيطه بشكل دقيق، بعيداً عن الخلط بينه وبين معالم أخرى قد تشتت الصورة الصحيحة لديه.
وتضيف المديرة أن الطالبات شاركن في إعداد جميع تفاصيل المجسم بشكل كامل، بدءاً بتصميم قبة الصخرة المعروفة، وصولاً إلى سور البلدة القديمة، وحائط البراق، والمصليات المختلفة داخل المسجد الأقصى. كما أشارت إلى أن المشاركة في الوحدة الفنية جاءت كجزء من حرص المدرسة على توظيف المواد الدراسية المرتبطة بالتكنولوجيا والصناعة في سياق تعليمي فريد، يثري الجانب التاريخي والديني ويعزز قيم الوطنية.
تفاصيل المسابقة والنتيجة
المسابقة التي أقيمت بتنسيق من مديرية التربية والتعليم في البحيرة جاءت في إطار سلسلة من الأنشطة التعليمية التي تسعى المدرسة من خلالها إلى إتاحة فرص تطبيق المعارف النظرية بأساليب ابتكارية. وقد ارتكزت القاعدة الأساسية للمسابقة على اختيار مجسم يعكس الصورة الحقيقية للمكان المقدس، مع التزام بالدقة والشمولية في تمثيل المعالم. وبتسليط الضوء على هذا الإنجاز، تأتي هذه النتيجة كإضافة مهمة لسلسلة إنجازات المدرسة في إحياء الوعي الوطني والتاريخي لدى الطالبات.
طريقة التنفيذ ومكوّناته
المجسم الذي حصد المركز الأول تم بناؤه من خامات بيئية بسيطة، وهو ما يعكس قدرة الطالبات على تحويل مواد ابتدائية إلى قطعة تعليمية ذات قيمة فكرية وتاريخية عالية. وقد شاركت الطالبات في تصميم جميع تفاصيل المجسم، مع مراعاة الدقة في إبراز المعالم الأساسية، مثل قبة الصخرة وسور البلدة القديمة وحائط البراق، إضافة إلى توزيع المصليات داخل المسجد الأقصى بشكل يعكس الواقع الديني للمكان.
ويبرز في حديث المساعي الفنية أن هذا العمل يحاكي موضوعاً تاريخياً وثقافياً عميقاً، ويؤكد قدرة المدرسة على مواكبة التوجهات التعليمية التي تشجع على الإبداع والتعاون بين الطلاب والطالبات. كما يعكس الاعتماد على خامات بيئية بسيطة خياراً تربوياً يربط بين مفهوم الاستدامة والتعليم، ما يسهم في تعزيز وعي الطالبات البيئي والتنموي في آن واحد.
أهداف تربوية وثقافية للمشروع
تركز المدرسة على أن المشروع يهدف إلى تنمية الوعي التاريخي والديني لدى الطالبات، وتعديل المفاهيم المغلوطة حول شكل المسجد الأقصى وتصميمه. كما تحمل المسألة التعليمية في طياتها رسالة وطنية تبرز أهمية ربط المعرفة بالقيم الدينية والتاريخية. وتؤكد الإدارة المدرسية أن الدمج بين التعلم النظري والتطبيق الفعلي يعزز من قدرة الطالبات على تحويل المعرفة إلى أعمال ملموسة تمتاز بجودة فنية وتوظيف علمي.
ومن خلال هذه التجربة، يُشار إلى أن المشروع يحفظ روح الابتكار والإبداع لدى طلبة المدارس الحكومية، وهو نموذج يبرز كيف يمكن للأنشطة الفنية أن تخدم التربية الوطنية والدينية بشكل متكامل. ويؤكد القائمون على المشروع أن هذا النوع من الأعمال يوسع مدارك الطلاب حول التراث، ويشجعهم على التفكير النقدي في الفروق بين المعالم وتاريخها في سياق حضاري أوسع.
تفاصيل المعالم الممثلة في المجسم
احتوى المجسم على عناصر رئيسية تعكس المعالم المعروفة للمسجد الأقصى ومحيطه: قبة الصخرة، وسور البلدة القديمة، وحائط البراق، إضافة إلى المصليات المتعددة داخل المسجد. وقد اختيرت هذه العناصر بعناية لإيصال الصورة الصحيحة للمكان، وتبيان الفروق الواضحة بين أجزاء المسجد ومحيطه من وجهة نظر تاريخية ودينية. جاءت هذه التفاصيل نتيجة حرص المدرسة على تقديم نموذج تعليمي يحاكي الواقع بدقة ويساعد الطلاب في فهم السياقات المعمارية والتاريخية للمكان الشريف.
إشراف فني وتوجيه
أشرف الفنان التشكيلي فوزي دياب على جانب فني من تنفيذ المجسم، مؤكداً أن الهدف من العمل هو توضيح الصورة الصحيحة للمسجد الأقصى لطلاب المدارس. وأوضح أن كثيرين يخلطون بين المسجد الأقصى والمسجد القبلي، لذلك كان من الضروري تجسيد المعالم الحقيقية بدقة وتوضيح الفروق بين أجزاء المسجد ومحيطه. هذا التوجيه الفني كان جزءاً محورياً من العملية، وهو ما أضفى على المجسم قيمة تعليمية إضافية تتجاوز البعد الهندسي لتصل إلى فهم ديني وتاريخي أشمل.
دور المدرسة وتاريخها في تعزيز الوعي الوطني
تؤكد إدارة المدرسة أن هذا العمل يمثل استمراراً لجهودها السابقة في إحياء الوعي الوطني والتاريخي لدى الطالبات. فقد سبق أن نفذت المدرسة مجسماً بانورامياً لحرب أكتوبر يبرز أهم المعارك والانتصارات، وهو ما يعكس روح الابتكار والتجديد في منهج التربية والتعليم في المدرسة. وتعتبر الإدارة أن هذه الأعمال الفنية الجامعة بين التراث والتربية تشكل نموذجاً متميزاً لتوظيف الأنشطة الفنية في خدمة التربية الوطنية والدينية، وتبرز قدرة المدرسة على تعزيز الانتماء الوطني من خلال التعلم التطبيقي.
علاقة المشروع بنشاط المدرسة المستقبلي
يؤكد القائمون على المشروع أن المدرسة ستواصل استثمار هذه التجربة كمرجعية لدمج المواد الدراسية بالأنشطة الفنية، بهدف تعزيز الوعي التاريخي والديني لدى الطالبات وتطوير مهاراتهن في التصميم والتنفيذ والتقييم. وتوضح الإدارة أن مثل هذه الأنشطة تسهم في بناء قدرات الطالبات على التفكير النقدي والعمل الجماعي وتحقيق قيم التراث والتاريخ بأساليب تعليمية حديثة. وبالمحصلة، يعكس هذا المشروع صورة المدرسة كمنصة تعلم متكاملة تسعى إلى رفع الكفاءة الفنية والتربوية للطالبات على حد سواء.
تتجلى الصورة الكلية من هذا الإنجاز في أن المجسم يمثل ليست مجرد قطعة فنية فحسب، بل درساً تعليمياً عملياً يترجم المناهج الدراسية إلى عمل واقعي يمكن ملاحظته والتفاعل معه. ويؤكد ذلك أن المدرسة تواصل تقديم نماذج تربوية رفيعة تسهم في تشكيل وعي طالباتها وتثري تجربتهن التعليمية من خلال أعمال فنية تحمل قيمة ثقافية وتاريخية تجمع بين التعليم والحفظ والتفكير النقدي.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































