كتب: كريم همام
شهد مهرجان قنا للفنون والحرف التراثية مشاركة مميزة لأحد أقدم لاعبي العصايا أو التحطيب في المحافظة، وهو يحافظ على تقاليد اللعبة الشعبية منذ عقود طويلة. الحاج عبد الفتاح، البالغ من العمر 70 عامًا، هو أقدم لاعب تحطيب بقنا، بدأ مسيرته عندما كان في الثانية والعشرين من عمره وتعلمها على أيدي كبار اللاعبين القدامى في قنا. يقول إن اللعبة كانت في الماضي تعتمد على أصول وقواعد صارمة لا يعرفها كثير من الشباب اليوم، وهو يرى أن الاحترام لكبار اللعبة كان حجر الأساس. وأضاف أن الاحتراف زمان كان يجعل الشباب الذين لا يعرفون يلعبون لا ينزلون، أما اليوم فهناك مشاركة واسعة من الشباب قد يشاركون دون إتقان فنون اللعبة وأصولها.
أصول وتقاليد أقدم لاعب تحطيب بقنا في المهرجان
تُعد العصاية رمزاً تراثياً يختزل تاريخاً طويلاً من التقاليد في صعيد مصر، وتُدار حلقاتها وفق إطار من الاحترام والانضباط. كان كبار اللعبة هم من يقودون المشهد ويحددون من يشارك ومن لا يشارك في الحلقة، وتؤكد هذه الصورة القديمة أهمية التهذيب والالتزام في كل خطوة. في هذا السياق، يبرز أن القوانين كانت تبدأ باحترام كبار اللعبة، وأن الحاكم في الحلقة يجب أن يكون رجلاً قوياً وعادلاً، يحمي عدالة المنافسة ويحفظ سلامة المتبارين.
مسيرة الحاج عبد الفتاح مع التحطيب
يروي الحاج عبد الفتاح أن رحلته مع العصاية امتدت عبر أكثر من ستة عقود، وأنه تعلمها على يد أحد كبار اللاعبين القدامى في قنا. بدأ مشواره وهو في الثانية والعشرين من عمره، وتعلّم الأساليب والتقنيات من خبرة السنين التي تراكمت لديه. يصف هذه المسيرة بأنها مزيج من القوة والاحترام، وأن تعاقب الأجيال في الحرفة جعل التحطيب زاخراً بالحكمة التي صقلت شخصيته على مر السنين. من هنا يبرز دوره كأحد رواد المكان في المهرجان، وهو يمثل جسرًا بين ماضٍ عتيق وحاضر يتزايد فيه الاهتمام الشعبي.
قيم الاحترام والانضباط في الحلقة
الجانب الأخلاقي للعبة التحطيب يظل حاضراً في ذكرى كل من تابع تاريخ اللعبة، حيث تظل قيم الاحترام والانضباط هي المحور الأساسي للحركات والقرارات داخل الحلقة. يوضح أن القوانين المتبعة تبدأ باحترام كبار اللعبة، وأن دور الكبير في إدارة الحلقة والتحكيم يبقى محورياً في الحفاظ على نظام اللعب. كما يُبرز أهمية أن يكون الحكم قوياً وعادلاً، ليضمن ألا تتحول المنافسة إلى صراع شخصي، بل تكون وسيلة لإظهار الشجاعة والفروسية دون أي إيذاء.
التحطيب في مهرجان الفنون بين الماضي والحاضر
يؤكد مهرجان قنا للفنون والحرف التراثية على تلازم الماضي والحاضر، حيث يجمع بين تراث العصاية وتطلعات الحاضر. يرى الحضور أن الوجود المستمر لأكبر وأقدم لاعبي التحطيب يمنح المهرجان عمقاً ثقافياً يحافظ على الهوية الصعيدية، في حين يفتح المجال أمام الشباب للتعلم والالتزام بفنون اللعبة وأصولها، بدلاً من الانخراط في ممارسات عشوائية. هكذا يبقى التحطيب حياً في الميدان، ليس كرياضة فقط، بل كقيمة اجتماعية تجمع بين القوة والاحترام وتؤكد أن الفروسية لا تعني العنف بل الرقي والتعاون في إطار تقاليدي أصيل.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































