كتب: صهيب شمس
في يوم 7 نوفمبر 2025م، الموافق 16 جمادى الأولى 1447هـ، ألقى الأئمة خطبة الجمعة في المساجد حول موضوع إدمان الأطفال على السوشيال ميديا. وأوضحت وزارة الأوقاف أن الهدف من الخطبة هو التحذير من مخاطر الإدمان وبيان السبل العملية لمواجهته، خاصة بين الأطفال الذين يمثلون فئة حساسة في المجتمع الرقمي. فالسوشيال ميديا قد تكون نعمة عندما تُستخدم باعتدال وتحت ضوابط، لكنها قد تتحول إلى نقمة بسوء الاستخدام والإفراط في الاعتماد عليها. قال تعالى: «وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم» ليؤكد أن النعم تستلزم شكرها وتوجيهها نحو الخير. وقد أشار الخطيب إلى أن الإدمان على هذه المنصات يمكن أن يسلب الفرد توازنه ويقود إلى ضياع الأوقات الثمينة، كما يجر إلى الغيبة والنميمة والتعليقات السلبية، وصولاً إلى المجاهرة بالمعاصي وتتبع العورات.
إدمان الأطفال على السوشيال ميديا: آثار وتداعيات
يحذر الخطيب من أن الإدمان قد يهدم الروابط الاجتماعية ويخلق علاقات سطحية قائمة على الإعجابات فقط. كما تولد المنصات بيئة تسمح بنشر الغيبة والنميمة والتعليقات السلبية، ما يسهم في عزل الأفراد وتراجع الثقة بين أفراد الأسرة. وتظهر مخاطر إضافية في قلة التركيز وتدهوُر الأداء الدراسي وتبديد الوقت في محتوى لا يعود بالنفع. كما يشير إلى مخاطر ظهور فتاوى من غير المختصين في أمور الدين، مما يعمق سوء الاستخدام ويزيد من الخوض في المآلات بلا علم. وفي هذا السياق، وردت آية كريمة تتكرّر للتنبيه: «ولا تقف ما ليس لك به علم»، فالتثبت قبل الكلام مطلوب حتى لا نظل في دوامة الخطر.
التوازن والاعتدال كمنهج واقٍ
تؤكد الخطب أن نعمة التعاطي مع وسائل التواصل لا تصبح نقمة إلا بسوء الاستخدام. فليس الحل في الرفض المطلق، وإنما في التوازن والاعتدال في الاستعمال. يُحث على تخصيص أوقات محدودة لاستخدام المنصات، والامتناع عن متابعة كل خبر أو صورة بلا فحص أو تدقيق. كما يجب أن نكون فاعلين لا مجرد متلقين، نلتقط المفيد وننشر الخير الرقمي، مع الحذر من الشرور والفتن والمغريات الإلكترونية. وتؤكد الرسالة أن التقنية أداة يمكن أن تقرب المسافات، وتفتح أبواب العلم والتجارة، لكنها تحتاج إلى ضوابط ووعي حتى لا تتحول إلى عبء على الفرد والأسرة.
دور الأسرة والقدوة في الحماية
تؤكد الخطب أن حماية الأطفال من التنمر والتحرش الإلكتروني واجب أسري ومجتمعي. فجلوس الأطفال طويلاً أمام الشاشات قد ينعكس سلباً على صحتهم النفسية وتحصيلهم الدراسي. كما يُلزم الوالدان بضبط استخدامهم للمواقع وتوفير قدوة حسنة في التعامل مع التقنية. من المهم فتح باب الحوار مع الأبناء وتوضيح الفرق بين العالم الافتراضي والواقع، وتعليمهم التمييز بين الصالح والطالح وبين ما يفني الوقت وما يبنيه. وفي هذا السياق يرد الدور العظيم للأبوين في تربية الهوية وقيم الأبناء، فالتربية الصحيحة هي الأساس. ويُختتم القول بأن الحديث النبوي الشريف يقول: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، فمسؤوليتنا كبيرة في حماية عقول أطفالنا وقلوبهم من الانزلاق الرقمي الضار.
إرشادات عملية لتعزيز الاستخدام الآمن
تشير الخطب إلى خطوات عملية قابلة للتنفيذ داخل الأسرة والمجتمعات المدرسية. تقنين أوقات الجلوس أمام الشاشات وتفعيل برامج المراقبة الأسرية وتوفير بيئة حاضنة للحوار مع الأبناء من شأنه تقليل الاعتماد السلبي على المحتوى الرقمي. كما يُشدد على أن تكون الأسرة قدوة في ضبط النفس وتوجيه الأبناء لاستخدام المحتوى المفيد وتجنب محتويات غير أخلاقية. كما يلزم تعليم الأطفال الفرق بين الواقع الافتراضي والواقع، وتعزيز القيم التي تبني الشخصية وتحمي الهوية. فالإدراك الواعي والبرامج الأسرية الفاعلة يضعان الحدود الصحيحة أمام هذا العالم المعاصر، فحفظ الله أولادنا وبناتنا من كل مكروه وسوء.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































