كتب: صهيب شمس
حدّدت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم في المساجد وهو إدمان الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك للتحذير من مخاطره على الناشئة وتوجيه المجتمع إلى السبل العملية للكشف عن هذه الظاهرة والتخفيف من آثارها، مع التأكيد أن التقنية نعم عظيمة عندما تُستخدم بحكمة وتوازن وتخطيط. كما أشارت الوزارة إلى أن الخُطب ستُبرز أيضاً أهمية التوعية الرقمية ومسؤولية الأسرة وطرائق حماية الأطفال من الاستغلال أو الإفراط. الهدف واضحٌ وقائي ومجتمعي، يركز على تربية جيلٍ قادر على الاستفادة من التكنولوجيا دون أن تضيّع وقته أو تقود إلى العزلة أو السلوكيات الضارة.
إدمان الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي: مخاطر وتأثيرات
تشير الخطة إلى أن الإدمان له تبعات حقيقية، أبرزها ضياع أوقات ثمينة وتحوّل المنصات إلى فضاء للغيبة والنميمة والتعليقات السلبية، فضلاً عن نشر المحتوى غير اللائق وتتبع العورات. كما تساهم هذه السلوكيات في تفكيك النسيج المجتمعي وتعمّق العلاقات الوهمية وتخلق عزلة داخل الأسرة وجموداً في الحوارات بين أفرادها. وللخطبة أيضاً إشارات تُبين أن من يحسنون استعمال هذه الوسائل هم من ينجحون في استغلالها بشكلٍ مفيد، بينما تكون العواقب سلبية عندما يُترك المجال للدعاية العشوائية والتسرّع الرقمي. وفي إطار التوجيه القرآني، يرد ذكر قوله تعالى: ﴿وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم﴾، ليؤكد أن نعم الله كثيرة وتستلزم شكراً وحكمة في استعمالها. كما تُؤكد الخُطبة أن نعمة التكنولوجيا يجب أن تقود إلى التوازن والتقوى لا إلى التهور الرقمي، وأن المجتمع يُدعى إلى وعيٍ أوسع بمخاطر السفه الرقمي.
التوازن والاعتدال في الاستخدام كخيار عملي
وليس الحل في الرفض المطلق أو الانكفاء الكامل، بل في اعتماد نهج الاعتدال والوسطية. لذلك يُشجَّع على تخصيص وقت محدد لاستخدامات وسائل التواصل وتحديد غايات مرسومة وعدم متابعة كل خبر أو صورة أو معلومة بدون فحص وتدبُّر. كما تدعو الخُطبة إلى أن نكون فاعلين لا مجرد متلقين، ننشر المفيد ونسهم في الخير الرقمي ونحذر من الفتن والمغريات الإلكترونية. ويُشدد على ضرورة اختيار المحتوى المفيد وتجنّب التهويل أو الانجرار وراء محتوى يفسد العلاقات الأسرية ويعكّر صفو الحياة اليومية. فالتوازن يمنح العقول حماية ويفتح باباً لبناء حوارات أقوى داخل المنزل وخارجه، مع الحفاظ على خصوصية الأسرة وحقوق الآخرين.
دور الأسرة والمجتمع في مواجهة الظاهرة
تؤكد الرسالة على أولوية التربية الرقمية داخل الأسرة والمدرسة والمسجد، وتحث على توجيه الأطفال والشباب نحو محتوى يحفزهم على العلم والعمل والخير، وتجنب نشر الإشاعات أو المحتوى المضاد للقيم. كما تبرز ضرورة حماية العقول والقلوب من التأثيرات الضارة، وتربية النشء على اتخاذ قرارات مسؤولة بدلاً من الانبهار بالغرائز الرقمية. وفي هذا السياق تُذكر الحكمة المصاحبة للحديث بأن “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”، لتكونت لدينا قاعدة تؤكد أن حفظ الأوقات وجودة الفراغ مسؤولية مشتركه تجاه الدين والمجتمع.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































