كتب: إسلام السقا
أثارت الفنانة هندية جدلاً واسعاً عندما تحدثت عن سبب خلعها الحجاب، مؤكدة أنها اتخذت القرار بعد فترة من التفكير والدعاء، وأنها كانت تبحث عن طمأنينة داخلية قبل الإقدام عليه. قالت إنها انتظرت إشارة من الله قبل اتخاذ القرار، لكنها لم تتلق أي علامة كما كانت تتوقع، فقررت خلع الحجاب بعد فترة من التردد والتفكير. وفي تصريحاتها التلفزيونية أشارت إلى أنها استأذنت الله قبل اتخاذ القرار، مضيفة: «قُلت له يا رب لو أنا غلط امنعني»، ثم أكدت أنها قضت شهرًا ونصف الشهر بجهاد في النفس ولم تصلها رسالة، معتبرة أن الله جميل ولا يعذبنا. كما أشارت إلى اعتمادها في رؤيتها على آية قرآنية تقول: «ما يفعل الله بعذابكم»، موضحة أن الله وضع نظاماً للثواب والعقاب لتنظيم حياة البشر، حتى لا تتحول الدنيا إلى غابة، وفق تعبيرها. وتابعت قائلة إن القرار جاء بعد فترة من التأمل والمراجعة الذاتية، وأنها ما زالت تؤمن بأن العلاقة بين الإنسان وربه تقوم على الرحمة والتسامح، لا على الخوف والعقاب فقط.
ردود الأزهر على تصريحاتها وتفسيرها للحجاب
علق الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، على تصريحات الفنانة التي قالت بأنها «استأذنت ربنا قبل خلع الحجاب، وانتظرت شهرًا ونصف الشهر دون علامة بالرفض، فحسيت بالقبول لأن ربنا جميل وبيحب الجمال»، ووصف هذا الكلام بأنه مرفوض شكلاً وموضوعاً، مؤكدًا أن الحجاب فريضة شرعية ثابتة بنصوص قطعية من القرآن والسنة، وليس أمراً اختياريّاً. وأوضح أن الحجاب وتغطية رأس المرأة البالغة من مقدمة الرأس إلى الخلف فرض، وأن الله قال «وليضربن بخمرهن على جيوبهن». واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار»، موضحاً أن الحديث يفهم وجوب ستر الجسد عدا الوجه والكفين، وهو ما أجمع عليه جمهور العلماء. كما أشار إلى أن القبول الحقيقي عند الله يتحقق بالالتزام بالأوامر واجتناب النواهي، وليس بالمشاعر الداخلية فقط، مؤكداً أن الله جميل لكن الجمال في ميزان الشرع لا يتعارض مع الطاعة، بل يكتمل بها. كما حذر من إثارة الجدل الديني بغرض الشهرة أو الظهور في الترند، مؤكداً أن الدين ليس مادة للترفيه أو الجدل الإعلامي.
تعليقات أخرى من علماء الأزهر حول الحجاب
أبان الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر، أن الحجاب فريضة شرعية ثابتة بنصوص القرآن والسنة، وليس أمراً اختياريّاً يخضع للشعور أو الإلهام أو العلامات. واستشهد بقوله تعالى: «وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا…» كما استشهد بحديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: «يا أسماءُ، إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يُرى منها إلا هذا وهذا»، مشيراً إلى أن هذا الحديث يدل بوضوح على وجوب ستر الجسد عدا الوجه والكفين، وهو ما أجمع عليه جمهور العلماء. وأوضح أن القبول الحقيقي عند الله ليس فقط شعوراً داخلياً أو راحة نفسية، وإنما الالتزام بحدود الشرع والطاعة، مؤكداً أن من يخالف أمر الله في الحجاب لا تخرج من الملة بل يقع في معصية تستدعي التوبة والاستغفار، وأن التبرير باسم الجمال أو الحرية لا يغيّر من الحكم الشرعي شيئاً.
7 نقاط الأزهر حول حكم حجاب المرأة
1- حِجاب المرأة فريضة عظيمة، وهو من هدي أمّهات المؤمنين رضي الله عنهنّ زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2- فرضية الحجاب ثابتة بنص القرآن والسنة وإجماع الأمة الإسلامية من عهد الرسول إلى يومنا هذا.
3- احتشام المرأة فضيلة دعت إليها جميع الشرائع السماوية، وواقتفَت فطرة المرأة وإنسانيتها وحيائها.
4- حجاب المرأة لا يمثل عائقاً بينها وبين تحقيق ذاتها ونُجاحها وتميّزها، والدعوة إليه دعوة إلى الخير.
5- لا فرق في الأهمية بين أوامر الإسلام المتعلقة بظاهر المسلم وباطنه؛ فكلاهما شرع من عند الله، عليه مثوبة وجزاء.
6- حِجاب المرأة خطوة في طريقها إلى الله سبحانه، تنال بها أجراً وتزداد قرباً من طاعته، والثبات على الطاعة عبادة.
7- لا يعلم منازل العباد عند الله إلا الله، ولا تفاضل عنده عز وجل إلا بالتقوى والعمل الصالح، ومَن أحسن الظن فيه أحسن العمل.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































