كتبت: سلمي السقا
تسلط صحيفة كودتييانو الإيطالية الضوء على المتحف المصري الكبير، مؤكدة أن مصر تواصل إبهار العالم بروعتها وعظمتها التاريخية من خلال ما تكشفه باستمرار عن عظمة حضارتها وقدرتها الفريدة على أسر أنظار العالم وإثارة إعجابه جيلاً بعد جيل. وفي عام يصادف الذكرى المئوية لاكتشاف قناع توت عنخ آمون الذهبي، يعود الاهتمام مجددًا إلى الحضارة المصرية القديمة، ليس فقط بسبب افتتاح المتحف المصري الكبير في الجيزة، بل أيضًا بسبب دراسة علمية جديدة تعيد طرح سؤالٍ أثريٍّ كلاسيكي: كيف بُني هرم خوفو العظيم؟
المتحف المصري الكبير في محور الاهتمام العالمي
تؤكد المقالة أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مشروع عابر، بل يمثل نقطة تركيز في اهتمام العالم بالحضارة المصرية القديمة. ففي سياق ذكرى مهمة وتقدم مستمر في العرض العلمي للمقتنيات، يُلاحظ أن الافتتاح المرتقب للمتحف يعزز حضور الحضارة المصرية في المحرّك الثقافي العالمي، إلى جانب نشر دراسات علمية تستمر في إغناء النقاش الأكاديمي حول تاريخ بناء الحضارة القديمة.
نظام بنـاء هرم خوفو الداخلي وتدفق الحبال والبكرات
وفق دراسات جديدة، تم التأكيد أن الهرم الأكبر قد بُني قبل نحو 4500 عام، ولا يزال يعد أعجوبة هندسية تتحدى الفهم الحديث. بينما كانت الأساطير تُشير سابقًا إلى منحدرات خارجية، تُبرز التحليلات الأخيرة أنه وُجد نظام داخلي معقد من المنحدرات الداخلية والبكرات والأثقال المصنوعة من الجرانيت. وتبيّن أن البناء امتد من الداخل إلى الخارج عبر مسارات منزلقة وعربات خشبية محملة بالحجارة، تُسحب بالحبال وتوازنها أثقال حجرية تتحرك في الاتجاه المعاكس داخل الهرم نفسه. وتذكر الدراسة أن الكتلة التي بلغ مجموعها نحو 2.3 مليون قطعة حجرية، بعضها يزن أكثر من ستون طنًا.
النظرية البديلة وتحدياتها على واقع المنحدرات التقليدية
تذكر المصادر أن النظرية الجديدة تواجه بعض الصعوبات التي تعترض نظرية المنحدرات الخارجية القديمة. فبحسب ما ورد، لكي تكون المنحدرات قادرة على جرّ الكتل، يجب ألا تتجاوز ميلًا معينًا يقل عن عشرة بالمئة، وإلا لزم طول المنحدر أن يتجاوز كيلومتراً ونصف الكيلومتر، وهو ما يفوق مساحة موقع الجيزة نفسه. كما لم يُعثر على أثر أثري يثبت وجود مثل هذه المنحدرات العملاقة، ما يجعل النظرية القديمة تواجه تحديات منطقية وأدلة مادية محدودة.
الغرفة الأمامية قبل غرفة الملك: مقاعد لبكرات ونُظم رفع معقدة
أشارت الصحيفة إلى أن ما يُعرف بـ الغرفة الأمامية الواقعة قبل غرفة الملك تحتوي على شقوق رأسية وأفقية غامضة، وهي عناصر لم تكن زخرفة بل مقاعد لتركيب بكرات وحبال ترتبط بنظام رفع معقد. هذه النقطة تمثل جزءًا رئيسيًا من الصورة التي تُظهر هندسة مصرية متقدمة، حيث تُظهر أن عمال البناء كانوا يعملون ضمن تنظيم تقني دقيق وفهم عميق لميكانيكا الحركة والمواد والاحتكاك.
فلسفة هندسة العمال المصريين القدماء
تؤدي قراءة هذه النظريات إلى صورة مغايرة للمجتمع المصري القديم؛ فالعاملون في البناء لم يكونوا مجرد عمال، بل كانوا مهندسين ومختصين في مبادئ الميكانيكا والطاقة والاحتكاك، يعملون بتنظيم تقني عالي الدقة. هذا الارتباط بين الهندسة والزمن القديم يوصل إلى تصور مجتمع يارع في التخطيط والتنفيذ، وهو ما يعزز مكانة الحضارة المصرية كقوة فكرية وهندسية قديمة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































