كتبت: فاطمة يونس
انطلقت صباح الجمعة قافلة دعوية مشتركة بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية، برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والدكتور نظير محمد عياد مفتي الديار المصرية. وتندرج هذه الحركة ضمن إطار التعاون المؤسسي والتنسيق المستمر بين المؤسسات الدينية الكبرى في مصر، وتأتي استكمالاً لخطة وزارة الأوقاف الرامية إلى مواجهة الإرهاب والتطرف ومحاربة كل صور التطرف الفكري، والتصدي للتطرف اللاديني الذي يضعف القيم ويهدم الأخلاق. كما تسعى القافلة إلى استعادة وبناء الشخصية المصرية الوطنية على أسس دينية ثابتة، مع تعزيز دور المساجد في توعية الشباب وكافة شرائح المجتمع، ونشر قيم العلم والاكتشاف والابتكار والإبداع والشغف بالمعرفة بما يسهم في بناء حضارة راقية وقوامها العلم. وتضم القافلة سبعة من علماء الأزهر الشريف، وعشرة من علماء وزارة الأوقاف، وثلاثة من أمناء الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بهدف تقديم سلسلة ندوات ومحاضرات ودروس دعوية في مساجد محافظة شمال سيناء، إضافة إلى أداء خطبة الجمعة في مساجد الشيخ زويد والجورة ورفح، ليصرف الجميع صوتاً واحداً حول موضوع إدمان الأطفال على السوشيال ميديا، ضمن مبادرة صحّح مفاهيمك.
قافلة دعوية مشتركة وأهدافها الأساسية
تركِّز هذه القافلة الدعوية المشتركة على تعزيز خطاب ديني وسطى يعمل على تقوية قوام المجتمع وتحصينه من التطرف والإرهاب. وتتجه إلى التوعية الشاملة للمجتمع من خلال آليات تربوية وتثقيفية ترسّخ أهمية العلم والمعرفة، وتدعو إلى تقوية قيم الأخلاق والاحترام والتعايش السلمي. كما تستهدف القافلة تعزيز دور المساجد كمراكز فاعلة لنشر المعرفة وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتوحيد الجهود للحفاظ على النسيج المجتمعي ومواجهة مختلف أشكال التطرف الفكري. وتؤكد الرسالة الموجهة إلى الناس أهمية البناء على أسس دينية راسخة تواكب التغيرات المعاصرة وتحافظ على الهوية الوطنية للبلاد. وتؤكد في الوقت نفسه أن قافلة دعوية مشتركة تمثل إطاراً مؤسساتياً يربط بين الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف في جهد موحد لخدمة الجمهور وتوجيهه نحو فكر معتدل يتسق مع قيم الدين الحنيف. هذه الأهداف يتم العمل عليها من خلال أساليب تعليمية وتربوية تراعي الفروق العمرية وتتناغم مع أساليب الإعلام الحديث وتكنولوجيا المعرفة، بهدف تمكين المجتمع من الارتقاء بالوعي وتحصين الأجيال المقبلة من أي تأثيرات سلبية.
المشاركون والمنظومة الداعمة
يضم الوفد الذي يقوم بهذه المهمة سبعة من علماء الأزهر الشريف، إضافة إلى عشرة من علماء وزارة الأوقاف، وثلاثة من أمناء الفتوى بدار الإفتاء المصرية. هؤلاء هؤلاء العلماء وأمناء الفتوى سيؤمنون سلسلة من الندوات والمحاضرات والدروس الدعوية بثقافة مخصّصة لواقع محافظة شمال سيناء، وتستهدف فئات المجتمع كافة من الشباب والنساء والرجال وكبار السن. كما ينسجم وجود هؤلاء العلماء مع هدف صياغة خطاب ديني معاصر يساير التحولات المجتمعية، ويؤمن أن الدين يظل ركيزة لبناء الإنسان وتنمية المجتمع بعيداً عن التطرف. وتهم القافلة بتأمين متنورين من رجال الدين يستطيعون الرد على تساؤلات المجتمع وتبديد الشبهات عبر حوارات شفافة ومفتوحة تجذب الجمهور وتجيب عن أسئلة الناس بثقة ومسؤولية.
الفعاليات والدروس والخطب في المساجد
ستشهد القافلة تنظيم مجموعة من الندوات والمحاضرات والدروس الدعوية داخل مساجد محافظة شمال سيناء، بهدف تقديم محتوى توعوي وتثقيفي يلامس قضايا المجتمع اليومية ويجيب عن أسئلةها بصورة شاملة. كما ستتضمن الفعاليات أداء خطبة الجمعة في مساجد الشيخ زويد والجورة ورفح، بحيث يلتقي المشاركون مع الجمهور مباشرة ويطرحون معاً مفاهيم دينية وتربوية تدعم قيم الاعتدال وتُعلي من مكانة العلم والمعرفة. جميع المشاركين سيتحدثون بصوت واحد حول موضوع إدمان الأطفال على سوشيال ميديا، ضمن مبادرة صحّح مفاهيمك التي تهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة وتوجيه الأسرة والمجتمع إلى أساليب استخدام واعي ومسؤول لهذه الوسائل الحديثة. وتؤكد المصادر أن هذه الجلسات ستجمع بين العلم الشرعي والتوجيه الأسري والمجتمعي في إطار ينسجم مع مبادئ الدين والهوية الوطنية.
التعاون المؤسسي ورؤية المعالجة المستدامة
يمثل التعاون بين الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء رسالة قوية حول قدرة المؤسسات الدينية الكبرى على توحيد الجهود لمواجهة التحديات الراهنة. وتؤكد القافلة أن العمل المشترك ليس مجرد نشاط مؤقت، بل رؤية لمعالجة قضايا التطرف وتراجع القيم عبر بناء جسور الثقة مع المجتمع وتقديم نماذج عملية للعلم والإرشاد والتربية على قيم حضارية راسخة. كما أن وجود قادة دينيين بارزين مع كوادر فنية وتوعوية يعزز فرص الوصول إلى شرائح المجتمع كافة وتوفير القاعدة المعرفية التي تُمكّن الشباب من التمكين الإيجابي في مواجهة ضغوط العصر التكنولوجي، وذلك بما يعزز السلام المجتمعي ويصب في مصلحة الوطن.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































