كتب: كريم همام
كواليس افتتاح المتحف المصري الكبير تكشف من خلال لقاءات مصورة نشرتها الإعلامية منى الشاذلي فصولاً من الاحتفالية الكبرى التي شهدتها القاهرة. عقب انتهاء الحدث، جمعت الشاذلي صناع الحفل والقائمين عليه في لقاءات حصرية تسلط الضوء على أبعاد الإعداد وتفاصيل التنفيذ وتؤكد عمق الرسالة التي سعى المنظّمون إلى إيصالها إلى العالم. في هذه اللقطات، يعكس هؤلاء المبدعون تفاصيل العمل والتنسيق بين الفرق المختلفة، وتظهر الروح الجماعية التي جعلت الحدث يخرج بهذا الشكل الملهم. كما تعرض الكواليس وجهات نظر المحترفين الذين ظلوا يعملون خلف الكواليس لضمان سير الحفل بسلاسة وبالتزام مع الرؤية الفنية التي صيغت قبل ضربة البداية.
كواليس افتتاح المتحف المصري الكبير
من خلال حديث مع مازن المتجول، مخرج الاحتفالية، أكد أننا كنا نود إرسال رسالة للعالم بأن الكل يحتفل بالحدث. قال: “نريد إرسال صورة للعالم بأن الجميع يحتفل اليوم بافتتاح المتحف”، وهو تعبير واضح عن الهدف الإبداعي والرؤية الشاملة التي حرصت على أن تكون الاحتفالية عابرة للحدود وتجمع أشكالاً متعددة من الإبهار البصري والموسيقي. وفي سياق متصل، أكد أحمد المرسي، مخرج الحفل، بأن المهمة كانت ضخمة، وأن تغطيتها تتطلب فريقاً كبيراً ووحدات كثيرة شاركت في التنظيم والتشغيل. أضاف أن كل جزء من الحفل كان يعمل كقطع في لغز واحد، ينسجم مع فقرات العرض ويعزز الصورة المستهدفة لدى الجمهور. وعلى صعيد التقديم الإعلامي، ذكرت الإعلامية منى الشاذلي أن ملخص الحفل يعبر عن رحلة فنية تبدأ من القاهرة وتدور حول العالم ثم تعود إلى القاهرة. أوضحت الشاذلي في برنامجها “معكم منى الشاذلي” على قناة أون أنه مع الحفاظ على فروق التوقيت، ستجدون أن زمن النهار في أمريكا الشمالية والجنوبية يتنافى مع الليل في مصر، وهو اختلاف مقصود لتبيان أن الموسيقى تُبحر عبر القارات وتعيد الوصول إلى القاهرة في نهاية المطاف. وتتابع الشاذلي أن الموسيقى التي بدأت من القاهرة تجوب القارات وتعود محملة بمشاعر لافتة وتعيد فتح باب الحوار مع جمهور الحاضر والعابرين. وعندما تعود الموسيقى إلى القاهرة، تبدأ أحزمة أشعة الليزر بوصف مكان المتحف المصري القديم بطريقة بصرية دقيقة ومراعاة للمكانة الرمزية للمتحف، وهو جزء مخطط له منذ التصميم للمشروع.
رحلة موسيقية وبصرية تربط المكان بالزمن
تؤكد السردية التي عُرضت أن الحدث يفتح باباً لرحلة موسيقية تزور القاهرة وتتنقل بين قارات العالم قبل أن تعود في ختامها لتضيء في قلب القاهرة. يرد في الشروحات أن الحفاظ على فروق التوقيت كان ضرورياً لإبراز فكرة الانتقال الزمني، حيث تتناغم العروض مع فرق التوقيت لتُبرز فكرة أن الموسيقى تعبر عن سفر حضاري طويل. يبدأ الكلام حول أن الموسيقى تبدأ من هنا وتلتف حول العالم ثم تعود محملة ببطولات الماضي ورؤى الحاضر. وبعد وصولها إلى محطتها النهائية في القاهرة، يبرز مخطط ضوئي رهيب يفتح أبواباً جديدة للفهم الفني للمتحف. وتُصاحب هذه الرحلة بنية بصرية دقيقة تشرح فكرة البناء عبر الأزمنة، وتتكامل مع فكرة المتحف كصرح يربط ما بين الحضارة القديمة والواقع المعاصر.
تجسيد البناء والتاريخ في العرض
تتناول هذه الفقرات كيف يتجسد البناء المصري في عرض حي راقص مدروس بعناية. يشير المتحدثون إلى أن تاريخ البناء يظهر من خلال أداء يحاكي ألحان الصخور وكأنها أهرامات تتصدر مسار العرض، بينما تتخلل النقوش الحجرية إشارات إلى النقوش الموجودة في المتاحف. يوضح النص أن الرحلة تتجه بشكل تدريجي من مصر القديمة إلى مصر الحديثة، مع إشارات إلى الحضارة القبطية والمرحلة الإسلامية من المساجد والكنائس وشارع المعز، في إطار رحلة زمنية وليست مجرد جغرافية. هذا العرض يحافظ على وتيرة سردية تبرز التطور المعماري والإنساني عبر العصور.
مرحلة الحداثة والعمارة المصرية في العرض
يصل العرض إلى فقرته التالية ليعرض القصور التي شيّدها المصريون مثل قصر عابدين وقصور أسوان، مع استعراض بناء المصريين من الشرق والغرب والشمال والجنوب. تتعاقب مشاهد الأبنية المعبرة عن الحقب المتعددة، وتُظهر كيف أن التطور العمراني المصري يلتقي مع الحاضر من خلال مشاهد قوامها التماثل بين الماضي والحاضر. ثم يوفر العرض لمحة عن ما بناه المصريون في العاصمة الإدارية الجديدة، وهو جزء من سردٍ يربط الإرث التاريخي بمسارات الحاضر والمستقبل، مع الحفاظ على نسقٍ فني يحترم العراقة ويعزز التجربة.
لحظة الافتتاح وإضاءة المتحف كنقطة صفر
وتصل الحكاية إلى لحظة حاسمة، وهي افتتاح المتحف المصري الكبير، حيث يظهر مجسم يضع فيه الرئيس قطعة مكتوبة عليها اسم مصر ليكتمل العمل الفني. وتوصف لحظة الافتتاح بأنها نقطة الصفر لإضاءة المتحف من الداخل والخارج، كأن المبنى يقول بكل وضوح: أهلاً وسهلاً، أنا أفتح الطريق وأفتح الأضواء لكل زائر. هذا العنصر البصري يربط بين الرؤية السياسية والبرهنة الفنية، ويُبرز في الآن نفسه رسالة الحضارة المصرية ومكانتها في العالم.
تفاعل الأطفال وفاطمة سعيد في عرض الحضارة
ثم يتخلل العرض لحظة تفاعل فني مع جمهور الأطفال، حين يطرح أحدهم أسئلة حول الحضارة. ترد فاطمة سعيد بالغناء والكلام لتؤكد سر وعظمة هذه الحضارة في كل المجالات، وتشير إلى المسلة التي تقف شاهدة على عمق التاريخ. في هذا الجزء، تُضاء المسلات المصرية في عواصم العالم كرمز لتواصل الحضارة وتعدد مساراتها، لتتجسد فكرة الانتشار الثقافي للمتحف ونبضه العالمي.
المسلات وتوهج التاريخ في عواصم العالم
تختتم فصول العرض بإبراز المسلات المصرية التي تضيء في عواصم العالم كإشارة رمزية إلى الترابط الطويل للحضارة المصرية مع شتى بقاع الأرض. هذه الإضاءة المتزامنة للمسلات تشي بأن التاريخ المصري ليس محلياً فحسب بل له حضور عالمي، وأن المفتاح الدائم لفهم المتحف هو حوار حضاري مفتوح مع القُدرات الإبداعية والإنسانية حول العالم. وتبقى الرسالة باقية في الذاكرة كتصوير حي لتاريخ يحيا في الحاضر ويستمر في الإلهام عبر العصور.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































