كتب: كريم همام
تعقد نقابة الصحفيين يوم الإثنين 10 نوفمبر عند الساعة الثانية ظهراً مؤتمراً صحفياً في القاعة المستديرة أمين الرافعي للإعلان عن مستجدات مشروع ذاكرة الصحافة المصرية، الذي يشمل الأرشيف الرقمي للصحافة المصرية تحت عنوان كنوز ونوادر الصحافة المصرية. يحضر المؤتمر نقيب الصحفيين خالد البلشي، في إطار الجهود الرامية إلى حفظ التراث الصحفي المصري وإتاحته رقميًا للأجيال القادمة. يهدف المشروع إلى حصر الصحف والمجلات والدوريات التاريخية الموجودة بمكتبة النقابة وتوثيقها كموارد رقمية تخدم الباحثين والمهتمين بتاريخ الصحافة المصرية.
أهداف مؤتمر ذاكرة الصحافة المصرية وآفاقه الرقمية
يتناول المؤتمر إتاحة التراث الصحفي المصري بشكل يحافظ على سلامته وييسر الوصول إليه، عبر تنظيم أرشيف رقمي يعزز من إمكانية البحث والفهرسة للصحف والدوريات القديمة. كما يسلط الضوء على الجهود المبذولة لحصر الإصدارات النادرة وتوثيقها ضمن منظومة رقمية تسهم في حفظ الذاكرة الجمعية للمهنة، وتمكين الأجيال الجديدة من الاطلاع على كنوز الصحافة المصرية.
أبرز الكنوز والمقتنيات المكتشفة حتى الآن
من بين النوادر التي جرى حصرها ضمن المشروع صحيفة مرآة الشرق التي تعود إلى عام 1879، وهي صحيفة وطنية أنشأها الشاعر السوري سليم بك عنحوري وتولى رئاسة تحريرها الشيخ إبراهيم اللقاني، وكانت تهدف إلى مناهضة الاحتلال البريطاني في مصر قبل أن تتوقف صدورها عام 1896 بطلب من السلطان العثماني. كما تضم المجموعة صحيفة البرهان التي صدرت في 5 مايو 1881 بالإسكندرية ورأس تحريرها الشيخ حمزة فتح الله، ثم نُقلت إلى القاهرة خلال سنتها الثالثة، وتميزت بالاعتدال ومناهضة الثورة العربية لكنها ساندت المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي. وإلى جانب ذلك وتُبرز النقابة كمقتنياتها صحيفة الضياء كإحدى الإصدارات النادرة التي جرى الحصول عليها، فيما تظل هناك فجوات في أرشيف بعض الصحف المهمة مثل الوطن (1877)، ونزهة الأفكار (1877)، والجنس اللطيف (1908)، وهو ما يستدعي تعاون أصحاب المجموعات الخاصة لاستكمال الصورة الكلية للتراث الصحفي المصري.
أرشيف الكشكول والمشروعات المستمرة في الرقمنة
تشير التطورات إلى سعي النقابة لاستكمال أرشيف مجلة الكشكول التي أصدرها سليمان فوزي عام 1921، وتملك النقابة أعداداً نادرة منها لكنها بحاجة إلى نحو 20 عددًا لاستكمالها وإتاحتها رقميًا. وفي المقابل، تمتلك النقابة أرشيفاً ممتازاً من صحف كبرى مثل الأهرام والأخبار والجمهورية، إضافة إلى صحف حزبية مثل الكتلة الوفدية والسياسة، وعدداً من الصحف المستقلة التي صدرت قبل عام 1952.
الأرشيفات السير ذاتية والتعاون مع أسر الصحفيين
في إطار تعزيز ذاكرة الصحفيين، تعمل النقابة على بناء أرشيفات وسير ذاتية للصحفيين بالتعاون مع أسر الراحلين تخليدًا لذكراهم وتكريمًا لعطائهم. وقد تم جمع أرشيفات مهمة حتى الآن تشمل موسى صبري وأنيس منصور وسامي عزيز. كما توفر مكتبة النقابة عبر المشروع مجموعات نادرة من الصور الصحفية، ستحقق لاحقاً بجودة عالية لخدمة الصحفيين والباحثين، إضافة إلى سلسلة تسجيلات صوتية لأدباء ومفكرين أهدى جزء منها الكاتب الصحفي محمد الحمامصي. وتدعو النقابة أعضائها للمشاركة بإهداء ما لديهم من تسجيلات صوتية أو وثائق نادرة لخدمة هذا المشروع التعليمي والتوثيقي.
فتح الباب للمخطوطات والمخططات التاريخية
أعلنت النقابة في مارس الماضي عن اكتشاف مخطوط نادر من عصر محمد علي، مترجم من الفرنسية إلى العربية، أُعده أحد طلاب البعثات المصرية ضمن تكليفهم بترجمة مخطوطات علمية عند عودتهم من أوروبا، ويتناول موضوعات في الطبيعة. كما جرى خلال إعادة فهرسة المكتبة العثور على مجموعات من نوادر المطبوعات المصرية، جرى عرض بعضها في فتارين خاصة وتمت رقمنتها حفاظاً عليها، بما يجعلها متاحة لاحقاً بصيغة رقمية مع منع الاطلاع المباشر حفاظاً على سلامتها.
رؤية النقابة وتطلعاتها
تأتي هذه الجهود ضمن رؤية نقابة الصحفيين لتوثيق الذاكرة الصحفية المصرية وحمايتها من الاندثار، وجعلها متاحة أمام الباحثين والدارسين والمهتمين بتاريخ الصحافة المصرية. وتؤكد النقابة أن هذه الجهود ستكمل صورة المشهد الصحفي المصري عبر العصور وتفتح باب التعاون مع مؤسسات وأفراد للحفاظ على تراث وامكانات الوصول إليه بشكل آمن وفعّال.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































