كتب: صهيب شمس
شهد افتتاح المتحف الكبير تجسيداً عملياً للنهضة الثقافية المصرية، وهو حدث بدا وكأنه رسالة حضارية توجهها مصر إلى العالم، تجمع بين عظمة التاريخ وروح العصر. وقد حظي هذا الحدث باهتمام عالمي غير مسبوق، حيث تجاوزت متابعته مليار مشاهد عبر منصات إعلامية وجماهيرية مختلفة. في المشهد العام، ظهر المتحف كبوابة تعزز التواصل بين الماضي والمستقبل وتؤكد مكانة مصر في صدارة المشهد الثقافي والسياحي العالمي تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي. وبعيداً عن كونه مجرد افتتاح فني، قدّم المتحف الكبير رسالة استقرار وتنظيم وقدرة على تنظيم فعاليات عالمية تحمل طابعاً ورقياً يليق بمكانة الأهرامات كموقع تراثي عالمي.
رسالة حضارية وتواصل مع الماضي والمستقبل
المتحف الكبير ليس صرحاً أثرياً فحسب، بل مشروعاً حضارياً يؤشّر إلى قدرة الدولة على الجمع بين تراث عميق وتطلعات حضارية واقتصادية. فهذه المنظومة الثقافية تلتقي فيها أصالة التاريخ مع أدوات الحداثة، لتكوّن تجربة فريدة للسائح والمواطن على حد سواء. وتبرز هذه الرسالة في الطريقة التي عُقد فيها الحدث أمام أهرامات الجيزة، لتكون رسالة مستمرة إلى العالم بأن مصر قادرة على مواكبة التطور وتقديم فعالية عالمية بنمط راق وبنية تنظيمية راسخة.
آراء الأحزاب وقيادات مجلس الشيوخ
أثنى رئيس حزب الجيل، ناجي الشهابي، على التغطية الإعلامية غير المسبوقة لهذا الافتتاح، معتبراً أنها تعكس قوة مصر الناعمة ومكانتها في قلب الحضارة الإنسانية. وأوضح الشهابي أن المتحف ليس اكتشافاً ثقافياً عابراً بل إنجاز حضاري طال انتظاره، يعود إلى فكرة بدأت منذ ثلاثين عاماً ثم تعثرت بسبب أزمات سابقة، لكنها وجدت طريقها إلى النور بقيادة الدولة وبجهود الرئيس السيسي. كما أشار إلى أن المشروع ليس صرحاً أثرياً فحسب، بل منصة اقتصادية ستسهم في تعزيز الحركة السياحية بمعدل يزيد على 5 ملايين زائر إضافي سنوياً، ما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني. وفي إطار متصل، أبدى الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، إشادته بالتغطية العالمية، واعتبر المتحف نافذة مصر إلى العالم وواجهة تعكس عمق التاريخ وقوة الحاضر، مؤكداً أن النموذج الذي يمثله المشروع يدمج الثقافة مع الاقتصاد والسياحة ويعيد للمصريين مكانتهم كعاصمة للثقافة العالمية.
دور المشاريع الكبرى في تعزيز المكانة الدولية
أشار كمال حسانين، رئيس حزب الريادة، إلى أن افتتاح المتحف الكبير يمثل حدثاً عالمياً استثنائياً يدمج عبق التاريخ مع روح المستقبل، وأن متابعة الحدث تجاوزت العتبة مليار مشاهدة، وهو ما يعكس الدور المركزي لمصر في وجدان الإنسانية. كما أكد أن تحويل الموقع الأثري الأشهر إلى مركز جذب حضاري وسياحي فريد يعزز من مكانة مصر كوجهة عالمية، ويُنمّي تجربتي التكنولوجيا والتراث في إطار رؤية وطنية تقطع شوطاً في التنمية المستدامة. من جانبه، شدد الدكتور علي مهران، عضو مجلس الشيوخ، على أن المتحف الكبير يمثل ثمرة رؤية استراتيجية تؤكد أن الثقافة ركيزة لبناء الهوية الوطنية، معتبراً موقعه المصمم بجوار الأهرامات أحد أبرز المعالم في القرن الحادي والعشرين، وأنه يسهم في نقل السياحة إلى آفاق جديدة وتدعيم مكانة مصر كعاصمة للثقافة العالمية.
انعكاسات اقتصادية وسياحية مستدامة
المتحف الكبير يطرح نموذجاً فريداً يدمج بين التراث والتقنية الحديثة ويعطي زخماً اقتصادياً للسياحة الوطنية. وفي إطار توقعاتي التطويرية، من المرجّح أن يضيف المشروع أعداداً كبيرة من الزوار سنوياً، وهو ما يعزز حركة الدخل القومي ويفتح فرصاً جديدة للاستثمار وتسريع نمو القطاعات المرتبطة بالسياحة والخدمات الثقافية. هذه النتائج تقترن برؤية قيادية تضع الثقافة في صلب التنمية المستدامة، وتؤكد أن مصر تواصل طريقها نحو بناء مستقبل يعزز مكانتها كقلب للثقافة العالمية.
مواجهة التحديات وبناء الثقة العالمية
من جهة أخرى، يعكس افتتاح المتحف الكبير ثقة المجتمع الدولي في قدرة الدولة على تنفيذ مشاريع كبرى رغم التحديات، وهو ما يعزز الثقة في بيئة الاستثمار ويؤكد أن مصر تواصل صنع المعجزات من خلال رؤية إدارتها للمشروعات الكبرى. وفي درب هذا التحدي، تظل الرسالة الأساسية أن مصر ترى في الثقافة أداة تنمية مستدامة وعامل جذب دولي يساهم في استقرارها وتقدمها وتواصلها مع العالم.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































