كتب: إسلام السقا
أعلن الجامع الأزهر الشريف عن افتتاح 70 فرعًا جديدًا للرواق الأزهري لتحفيظ القرآن الكريم في عدد من المدن المصرية الجديدة، وذلك في إطار التوسع الذي يأتي عقب النجاح الملحوظ الذي حققته المنصة الدولية للجامع الأزهر لتحفيظ القرآن الكريم عن بُعد. وتهدف هذه الخطوة إلى تلبية احتياجات الراغبين في الدراسة المباشرة في المناطق التي تفتقر لفروع تعليمية، مع تعزيز المسار التعليمي القائم على حفظ القرآن وعلومه وفق منهج الأزهر الوسطي.
ويأتي الإعلان بناءً على تعليمات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي يولي اهتمامًا خاصًا بتوسيع فروع الرواق الأزهري في كافة أنحاء الجمهورية، خاصة مع البعد الجغرافي وغياب فروع للدراسة المباشرة في المدن الجديدة. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من مبادرة رامية إلى تيسير حفظ القرآن وتلقي العلوم الشرعية لأهالي تلك المناطق، بما ينسجم مع رسالة الأزهر في نشر العلم والقيم الصحيحة.
وفي تعليق على هذا التوسع المهم، أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن هذا التوسع يعكس حرص الأزهر الشريف على أداء واجبه المجتمعي. وقال إن افتتاح فروع الرواق الأزهري يُعتبر جسرًا يربط أبناء المدن الجديدة بمنهج الأزهر الوسطي المعتدل، مع الحرص على تقديم خدمة تعليمية مميزة في حفظ القرآن الكريم وعلومه، بعيدًا عن أي أفكار متطرفة، وتحصينًا لشباب المجتمع وأبنائه. كما لفت إلى أن الأروقة تسعى إلى الوصول إلى فئات واسعة وتوفير فرص تعلم متكافئة للجميع.
من جانبه، أشاد الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، بالدور المحوري الذي يؤديه الرواق في خدمة الأمة، موضحًا الآليات التنفيذية الأساسية والحرص على استمرار جودة التأدية. وأوضح أن سير الدراسة في الفروع الجديدة يخضع لنفس معايير الجودة والدقة المتبعة في الرواق الأزهري بالجامع الأزهر، مع متابعة مستمرة لضمان الالتزام بالمنهج المحدد، وأن الرواق الأزهر هو امتداد تاريخي لدور الجامع الأزهر في نشر العلم.
كما أشار الدكتور مصطفى شيشي، مدير إدارة شئون الأروقة، إلى أن الرواق الأزهري صرح تعليمي لا يشترط مؤهلًا دراسيًا محددًا، حيث يستقبل جميع الأعمار لتلقي العلوم الشرعية والعربية وحفظ القرآن الكريم بالتجويد والقراءات. وأضاف أن القرار يفتح آفاق أوسع أمام الآلاف من الراغبين في حفظ كتاب الله ومعرفة أمور دينهم ودنياهم عن قرب، مع الاستفادة من نماذج تعليمية تجمع بين التطور التكنولوجي والمنظور المباشر.
ويتناول هذا التوسع نموذجًا يجمع بين التطور التكنولوجي الذي أثبت نجاحه في المنصة الدولية للتحفيظ عن بُعد، وبين الحاجة الأساسية للدراسة المباشرة والتفاعل المباشر مع المحفظين المتخصصين. وتؤكد هذه الخطوة أن الأزهر يواصل تجربته التعليمية الشاملة، التي تجمع بين الحداثة والتقليد، من أجل حفظ القرآن وتعميم علومه في أوساط المجتمع بمختلف فئاته.
الرواق الأزهري في المدن الجديدة: رؤية تربوية وتوسع مؤسسي
تسعى الرواق الأزهري في هذه المدن إلى تقديم بيئة تعليمية متكافئة تشجع على التلقي المباشر، وتوفر مسارات حفظ القرآن وتدريس العلوم الشرعية بطريقة وسطية قائمة على قيم التسامح والاعتدال. كما يعكس التوسع التزام الأزهر بمواكبة احتياجات القرى والمدن الجديدة في مصر وتوفير فرص تعلم قابلة للتطبيق في الحياة اليومية.
آليات التنفيذ وجودة التعليم في فروع الرواق الأزهري
تُدار الفروع الجديدة وفق معايير ضمان الجودة المعتمدة في الرواق الأزهري، مع رصد مستمر لالتزام المحفظين بالمنهج المعتمد وتحديثه بما يفتح المجال لأداء تعليمي رفيع. وتقوم هذه الآليات على إشراف متواصل وتقييم دوري لضمان أن يكون حفظ القرآن والعلوم الشرعية متسقًا مع الرؤية الأزهرية.
التكامل بين التقنية والتعليم المباشر في الرواق الأزهري
يجمع هذا التوسع بين الاستفادة من التطور التقني في المنصة الدولية للتحفيظ عن بُعد، وبين القوة التعليمية للتفاعل المباشر مع المحفظين المتخصصين. وهو ما يوفر خيارين متزامنين للراغبين في حفظ القرآن والاطلاع على العلوم الدينية من خلال حضور فعّال ومباشر، إضافة إلى استمرار عناصر المنصة الرقمية كخيار مكمل للمتعلمين.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































