كتبت: فاطمة يونس
شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم في القمة العالمية لصناعة التعهيد التي تنظمها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. ستشهد القمة توقيع مذكرات تفاهم بين هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» و55 شركة عالمية ومحلية بهدف افتتاح مقرات لها في مصر أو توسيع حجم استثماراتها من خلال توسيع نطاق أعمال مراكزها في السوق المصرية. حضر القمة الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة «إيتيدا»، إضافة إلى عدد من مسؤولي الشركات العالمية والمحلية. ألقى رئيس الوزراء كلمة أمام الحضور قال فيها: إن هذه القمة تاريخية وتعبِّر عن التحول الذي يشهده قطاع الاتصالات والخدمات العالمية في مصر، كما تعكس الثقة العالمية في اقتصادنا. وأشار إلى أن شعبنا أعظم ثرواتنا وأن الاستثمار في رأس المال البشرى هو حجر الزاوية للنمو المستدام.
شعبنا أعظم ثرواتنا في الاستثمار البشري
أوضح الدكتور مدبولي أن الاستثمار في الموارد البشرية يأتي في قلب الرؤية الاقتصادية إلى جانب استقرار الاقتصاد الكلي وتحسين البنية التحتية. وشدد على أن شعبنا أعظم ثرواتنا، وهو الأساس الذي ترتكز عليه التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتعمل الحكومة على توسيع برامج التدريب التقني والمهني، وتطوير اللغات، وتعزيز المهارات الرقمية لتمكين المواطنين من المساهمة في الاقتصاد العالمي، وخصوصاً في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. كما أن منظومتنا التعليمية تتطور بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية، عبر دمج الذكاء الاصطناعي ومهارات العمل الرقمي الحر في المناهج الوطنية. وخلال السنوات السبع الماضية، واصلت الحكومة توزيع ما يقرب من مليون جهاز لوحى على طلاب المرحلة الثانوية كجزء من منظومة تعليم رقمية وطنية تواكب التحديث والتقييم وإتاحة المعرفة.
ثلاثة محاور أساسية وراء الرؤية الاقتصادية المصرية
أشار رئيس الوزراء إلى أن مصر تبني رؤيتها الاقتصادية على ثلاثة محاور أساسية: استقرار الاقتصاد الكلي، جاهزية البنية التحتية، وتنمية رأس المال البشرى. وهذه الأولويات الاستراتيجية توجه كل الإصلاحات والاستثمارات الحكومية، وتؤهل القطاع الخاص للنمو الطويل الأمد. كما تحدث عن إجراء إصلاحات هيكلية شملت تبسيط إجراءات الاستثمار ورقمنة المنظومتين الضريبية والجمركية وتسهيل إجراءات منح التراخيص وتخصيص الأراضي. وفي سياق تعزيز مناخ جاذب للاستثمار، أكد أن المجلس الأعلى للاستثمار، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، يضمن مرونة السياسات وتكاملها العميق مع مختلف القطاعات.
إطار استثماري فعال وشفافية مالية
وتابع أن سياستنا لتحقيق الانضباط المالي ما تزال مستمرة، بما يضمن التزام مصر بالتزاماتها المالية وتوازن الاستثمار مع متطلبات التنمية. وأشار إلى أن الثقة الدولية في سياساتنا الاقتصادية ترتفع وتنعكس في تصنيف مصر لدى مؤسسات التصنيف الائتماني الدولية، ما يجعلها نقطة تحوّل في مسار النمو. كما أكد أن تدفقات الأرباح وتحويلاتها إلى الخارج لا تخضع لأي قيود، مما يوفر للمستثمرين الحرية والمرونة المتوقعة.
البنية التحتية والاستدامة كركيزة للنمو
أوضح رئيس الوزراء أن عقداً من الاستثمارات غير المسبوقة في البنية التحتية قد حقق نقلة نوعية عبر شبكة الطرق والموانئ والمطارات وأنظمة الطاقة والتواصُل الرقمى. وارتباط هذه الاستثمارات بمشروع «تحقيق التنمية الشاملة» يظهر من خلال مشروع حياة كريمة، الذي يغطي أكثر من 60 مليون مواطن في آلاف القرى، مع توفير بنية تحتية حديثة للكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي، إضافة إلى التوسع في المدارس والخدمات الصحية، مدعومة بشبكات ألياف ضوئية تتوسع باستمرار.
التحول الرقمي وريادة مصر الرقمية
وتطرق إلى مسار التحول الرقمي الذي جعل مصر رائدة إقليمياً في هذا المجال. وقال إن البلاد تقدم أعلى سرعات الإنترنت الثابت في أفريقيا وتحتل مرتبة متقدمة في انخفاض تكلفة الإنترنت، وهو ما يعزز موقعها كبيئة مواتية للابتكار والتطبيقات الرقمية. كما أشاد بأن مصر احتلت مكانة ضمن المجموعة الأولى “أ” في مؤشر نضج الحكومة الرقمية الصادر عن البنك الدولي، مؤكداً أن البنية التحتية الرقمية الشاملة تدعم التواصل والتوسع والنجاح بثقة في بيئة الأعمال.
الاستثمار في الموارد البشرية والشباب
وأبرز وجود نحو 110 ملايين مواطن، وهو ما يجعل فئة الشباب من أكثر الفئات ديناميكية في العالم. وأكد أن الحكومة تعمل في كل أرجاء الدولة على توسيع برامج التدريب التقني والمهنى وتعزيز اللغات والمهارات الرقمية لتمكين المواطنين من المساهمة في الاقتصاد العالمي وخاصة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. كما أشار إلى أن التعاون مع مقدمي التكنولوجيا على المستوى العالمي والجامعات المصرية يضمن تعلم الشباب المهارات التي تطلبها شركاتكم. وأضاف أن القطاعات الواعدة مثل السياحة والزراعة والصناعة تبرز إلى جانب قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كركيزة للنمو والتنوع الاقتصادي، وهو ما يواصل رئيس الوزراء متابعة تطوراته مع وزير الاتصالات.
استمرارية الاستقرار والشراكة مع القطاع الخاص
وفي ختام كلمته، وجّه رئيس الوزراء الحضور بأن مصر تمنحكم الاستقرار والشراكة، وأن لديها جيلاً من الشباب الماهر والمتحمس للمساهمة في نموكم العالمي. وأكد أن الحكومة بأكملها تؤمن بأن شراكتها مع القطاع الخاص هي المسار الأكثر أماناً نحو الازدهار والنمو. كما أكد استمرار الاستثمار في البنية التحتية لقطاع الاتصالات وتنفيذ الإصلاحات اللازمة لكسب الثقة الدولية، كما أن مصر مستعدة للمساهمة في نجاح شركاتكم في الوقت الذي ترسمون فيه مستقبلًا مبتكرًا وتقدمون قيمة عالمية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































