كتبت: سلمي السقا
اختار الملياردير إيلون ماسك طريقة غير تقليدية للاحتفال بموافقة المساهمين على حزمة تعويضات قد تصل قيمتها إلى تريليون دولار، إذ لجأ إلى الذكاء الاصطناعي لإنتاج مشهد عاطفي افتراضي أثار جدلاً واسعاً وتداولاً على منصته إكس. اعتمد ماسك أداة Grok Imagine المملوكة لشركته xAI لإخراج مقطع يظهر امرأة رقمية تقف تحت المطر وتقول بصوت صناعي: سأحبك دائما. كما نشر ماسك مقطعاً آخر يظهر نسخة مولَّدة بالذكاء الاصطناعي من الممثلة سيدني سويني وهي تقول بلهجة ساخرة: أنت محرج جداً. أثار المشهد، الذي وُصف بأنه الحب الافتراضي، تفاعلًا واسعًا وانتقادات حادّة من فئة من المتابعين والمراقبين، وهو ما دفع ماسك للرد لاحقاً عبر منصته إكس.
تفاصيل المشهد الافتراضي
يبرز في الفيديو الأول وجود امرأة رقمية تقف في مشهد مطري وتطلق عبارات عاطفية صوتها الصناعي. النص المسموع يقول: سأحبك دائما، وهو ما يوحي بنقل حالة عاطفية اصطناعية إلى سطح الواقع الافتراضي بمكوِّن بصري تقني. اعتمدت التقنية على أداة Grok Imagine ضمن مجموعة أدوات xAI لإنتاج المشهد بشكل يفترض أنه يمثل طلباً خاصاً من ماسك. أما الفيديو الثاني فيظهر نسخة مولّدة بالذكاء الاصطناعي من الممثلة سيدني سويني وهي تتلفظ بجملة ساخرة لم تُفصّل في السياق، وهي: أنت محرج جدا. العنوان المصاحب للمقطع أُطلق عليه وصف الحب الافتراضي، وهو ما أثار تداوُلاً واسعاً وتعليقات متباينة حول معنى الفنون الرقمية والحدود الشخصية.
ردود الفعل والجدل
أثارت الأعمال جدلاً حاداً بين من يرى فيها محاولة استغلال للفن الرقمي وتحديداً في إطار حزمة تعويضات ضخمة ومتكئة على تكنولوجيا متقدمة، ومن يرى فيها خروجاً عن المعايير الاجتماعية والتوازن العاطفي. من بين أبرز ردود الفعل المدونة في الحوارات العامة جاءت مداخلة الكاتبة الأميركية جويس كارول أوتس، التي سخرت من ماسك وذكرت أنه لا يعبر عن اهتمام بالأصدقاء أو العائلة أو الفن، واعتبرت أن سلوكه يعكس فهماً فقيراً للروحانية. ورد ماسك عبر إكس، مخاطباً أوتس، بأن الأخيرة كاذبة وتتلذذ بالإساءة، وأنها ليست إنسانة طيبة. هذا الرد أشار إليه البعض كمثال على أسلوبه المباشر في الردود العامة وتأكيده على اختلاف الرؤى في مسألة الخصوصية والفنون الرقمية.
تحليل فني وتفسيرات اجتماعية
يرى عدد من المتابعين والمراقبين أن خطوة ماسك تمثل دمجاً بين الفن الرقمي والتجربة الشخصية بشكل يثير تساؤلات حول الحدود بين الواقع والافتراضي. فبينما يُنظر إلى المشهد كمنصة لاستقصاء إمكانات الذكاء الاصطناعي في التعبير العاطفي، يرى آخرون أنه يعكس عزلةً ملموسة لدى أغنى رجل في العالم وتحولاً في سلوكياته إلى إطار رقمي بارد يعيش من خلف شاشة. هذه القراءات المتباينة تعكس جدلية التكنولوجيا في الحياة اليومية وتحدياتها على مستوى العلاقات الإنسانية والتعبير العاطفي. كما تُطرح أسئلة حول طبيعة الرسائل التي ترسلها شركات التقنية الكبرى من خلال تطبيقاتها الفنية، وتأثير ذلك على الجمهور وكيف يتلقّى مثل هذه الأعمال في سياق تزايد الاعتماد على الأشكال الرقمية في التعبير الإبداعي.
أبعاد تقنية وتنظيمية محتملة
يتعلق جزء من النقاش بالتقنيات المستخدمة في إنتاج الفيديوهات والقدرات التي توفرها Grok Imagine من xAI، فضلاً عن مدى تأثير هذه الأدوات على كيفية تصور الجمهور للأعمال الفنية والطابع الشخصي للمشاهير وكيفية تنفيذها. كما يتداول المهتمون فكرة أن هذه التجارب تمثل محاولة لاستكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى العاطفي، وتفتح باباً للنقاش حول الضوابط الأخلاقية والقانونية المرتبطة باستخدام وجوه أو شخصيات لم تُخلق في الواقع. في هذا السياق، تظل الرسالة الأبرز هي أن التطور التكنولوجي المستمر يفرض نقاشاً مفتوحاً حول معنى الفن والإبداع في عصر الرقمنة الشامل.
انعكاسات على الصورة العامة
بغض النظر عن التفسيرات المتباينة، يبدو أن الخطوة تقود إلى إعادة ترتيب صورة ماسك في أفق العزلة الرقمية وتقديم نفسه كجهة فاعلة تولِّد التجارب من خلف واجهات رقمية متقدمة. بالنسبة للبعض، يعزز ذلك فكرة أن أغنى رجل في العالم قد تحول إلى تجربة رقمية قادرة على إثارة الجدل والضجيج الإعلامي في آن واحد. وبالنسبة لآخرين، يمثل ذلك انعكاساً لشخصية عامة تنجذب إلى أدوات الذكاء الاصطناعي وتوظفها في إنتاج محتوى يراوح بين الفني والغرائبي. مهما تكن القراءة، تبقى الظواهر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والفن الرقمي مثار نقاش مستمر حول حدود التعاطي العاطفي، والخصوصية، وأثر التقنية في بناء القصص والسرديات الشخصية عبر المنصات الاجتماعية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































