كتبت: بسنت الفرماوي
ما تزال الانتهاكات متواصلة في قطاع غزة، فيما يواصل العدوان الصلف على الضفة الغربية مساراً تصعيدياً. توجه الجهود المصرية جزءاً من مسار قمة شرم الشيخ للسلام، في إطار الحفاظ على وقف إطلاق النار والوصول إلى سلام مستدام وفق الشرعية الدولية وحل الدولتين. في هذا السياق، تبرز تطورات ميدانية وسياسية واقتصادية وإنسانية عديدة.
استمرار الانتهاكات في غزة والضفة وتداعياتها الإنسانية
إفادات فصائل فلسطينية أشارت إلى استمرار التوغل الإسرائيلي في غزة، بما في ذلك نسف مبانٍ سكنية في المنطقة الوسطى وقصف شرق بلدة جباليا. كما استهدفت الطائرات المروحية مناطق في شرق خان يونس، بعد ساعات من استشهاد طفل فلسطيني في انفجار مخلفات الحرب. نقل جثمان الطفل إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس وفق ما ذكرت وكالة وفا. حذرت منظمات إنسانية دولية من مخاطر المخلفات الحربية التي قد تستمر لعقود، ووصفت غزة بأنها “حقل ألغام مرعب” بلا خريطة محددة.
مخلفات الحرب وتداعياتها الطويلة الأمد
تسلط هذه التطورات الضوء على مخاطر المخلفات الحربية التي تحيط بالقطاع وتزايدت التحذيرات الدولية من استمرارها لعشرين إلى ثلاثين عاماً. هذه المخاطر تفرض عبئاً إضافياً على السكان وتؤثر في الحركة اليومية والعودة إلى الحياة الطبيعية. الأمم المتحدة والجهات الإنسانية أكدت ضرورة التعامل مع هذه المشكلة كأولوية عاجلة رغم استمرار الأعمال العسكرية.
استشهاد شاب في الضفة واعتداءات المستوطنين
في الضفة الغربية، استشهد شاب فلسطيني متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم الفارعة جنوب طوباس. كما أسفر هجوم مستوطنين على قرية أم الخير في مسافر يطا عن إصابة فلسطيني بجروح. وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت استشهاد الشاب عبد الرحمن أحمد عباس دراوشة (26 عاماً) جراء إصابته خلال الاقتحام. في سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الجديرة شمال غرب القدس.
اقتحامات ومداهمات واعتقالات في الضفة
لم تخلُ الأيام الأخيرة من حملات الاعتقال والتنكيل؛ إذ قتلت قوات الاحتلال طفلين في منطقة الحارة الفوقا قرب جدار الفصل والتوسع، واحتجزت جثتيهما. شنت قوات الاحتلال فجر الأحد حملة اعتقالات واسعة في الضفة، شملت اقتحام منازل وتفتيشها وتعرض أصحابها للتنكيل. اعتُقل شبان في بيرزيت ورام الله خلال الاقتحامات، واعتُقل آخرون خلال مداهمات متفرقة لبلدات كفر قدوم والحارات المحيطة بها. كما داهمت قوات الاحتلال منازل أسرى محررين ومبعدين واعتقلت والد أسير محرر وشخصاً آخر من منازل في كفر قدوم.
تسليم جثة الضابط الإسرائيلي وتطورات تفاوضية
أعلنت كتائب القسام أنها ستسلم جثة الضابط هدار غولدن التي عُثر عليها في نفق بمخيم يبنا في رفح جنوب قطاع غزة. وتم استخراج الجثة من أحد أنفاق رفح بعد أكثر من إحدى عشر عاماً على أسرها خلال حرب 2014. الإعلان جاء في لحظة تفاوضية حساسة، تتقاطع فيها المواقف السياسية والعسكرية بين إسرائيل وداعميها وبين الولايات المتحدة، وسط أزمة متصاعدة تتعلق بمقاتلي حماس العالقين في الأنفاق.
قافلة زاد العزة وتقديم المساعدات لغزة
من جهة إنسانية أخرى، أطلق الهلال الأحمر المصري القافلة 68 من قافلات “زاد العزة… من مصر إلى غزة”، محمولة على عدد من الشاحنات. تصل القافلة أطنان المساعدات إلى قطاع غزة، منها نحو 280 ألف سلة غذائية، 185 طناً من الدقيق، وأكثر من 2700 طن من المستلزمات الطبية والإغاثية الضرورية، إضافة إلى أكثر من 1200 طن من المواد البترولية. وتأتي هذه القافلة ضمن آلية وطنية لتنسيق المساعدات إلى غزة.
رسائل إنسانية وواقع الصحة في غزة
دعت أطباء بلا حدود إلى إجلاء طبي عاجل لآلاف المرضى العاجزين عن الحصول على الرعاية. في غزة، كشفت تقارير عن وجود نحو 12 ألفاً و500 مصاب بالسرطان يواجهون الموت، بينما أظهرت وزارة الصحة أن 64% من أدوية السرطان نفدت، ولا تتوافر أجهزة تشخيص مبكر ومتابعة. هذه المعطيات تسلط الضوء على التحديات الصحية الكبيرة في القطاع وتؤكد الحاجة إلى دعم طبي عاجل ومستمر.
تصريحات إقليمية ودولية حول السلام والضم
في سياق السياسة الإسرائيلية، قالت وزيرة النقل الإسرائيلية إن الوزارة تمضي قدماً في خطوات ضم فعلي للضفة الغربية وتؤكد أن الهدف النهائي هو سيادة إسرائيلية على الضفة، مع الإقرار بأن الإدارة الأمريكية تدرك أن لا خيار آخر. من جهة أخرى، ثمّـن رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني محمد أبو سمرة جهود مصر المتواصلة في الانتقال لتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ للسلام، مؤكداً حرص القاهرة على ربط إنهاء العدوان بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها الضفة والقطاع والقدس الشرقية. كما شدد على رفض التهجير الفلسطيني ورفض تصفية القضية الفلسطينية، وأن مصر تقود جهود معقدة للحفاظ على الحقوق الفلسطينية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.
