كتبت: سلمي السقا
ترأس صباح اليوم البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، قداس عيد القديس لاون الكبير، شفيع الكلية الإكليريكية، في أحد المعابد بالمعادي. شارك في الصلاة إلى جانب البطريرك عدد من الشخصيات الكنسية الكبرى، من بينها رئيس الأساقفة نيقولاس هنري، السفير البابوي بمصر، إضافة إلى عدد من المطارنة والآباء الكهنة ورهبان وراهبات. حضر أيضًا عدد من الشمامسة الإكليريكيين وطلاب الكلية، ومن بينهم من تولوا درجات قرائية ورسائلية، تعبيرًا عن تنوع الخدمات الكنسية التي تخرج منها الكلية. كما شهدت الجلسة مشاركة أبناء الكنيسة من إيبارشيات القاهرة والأسيوط والمنيا والقوصية والإسماعيلية وتوابعها، إضافة إلى الزائر الرسولي على شمال إفريقيا، والمكلفين برهبنات مختلفة، وجوقة الكلية التي واكبت القداس بإرشاد روحي وموسيقي.
حضور مميز وشهادات من الكهنة والراهبات حول عيد شفيع الكلية الإكليريكية
خلال القداس شدد البطريرك على مكانة كلية الإكليريكية في خدمة الكنيسة، معتبرًا إياها ليس مجرد مؤسسة تعليمية بل مشتلًا للدعوات الكهنوتية التي تُزرع وتُشبّه بقلب المسيح. وأكد أن الكلية تتاح لها عبر تاريخها الطويل أن تكون منارةً للتكوين والخدمة في الكنيسة القبطية الكاثوليكية في مصر، حيث تأسست عام 1899 في حي الموسكي بالقاهرة قبل انتقالها إلى مقرها الحالي بالمعادي عام 1953. وتابع أن أكثر من قرن وربع من الزمان شهد مسيرة طويلة من التكوين والتعزيز الروحي والخدمات الكنسية، وهو ما يعزز رسالة الكهنوت في المجتمع ويفتح أمام الطلبة آفاق الاقتداء بالمسيح في حياة الصلاة والتمييز الروحي. كما أشار إلى أن الحياة الكهنوتية لا تتحقق إلا بحرية داخلية وشركة حقيقية مع الله ومع الإخوة، بعيدًا عن الانغلاق أو الانفرادية، فالخدمة المحبة هي جوهر الكهنوت.
تاريخ الكلية الإكليريكية ودورها في التكوين الكهنوتي
استعرض البطريرك تاريخ الكلية حتى اليوم، مؤكدًا أن تأسيسها في نهاية القرن التاسع عشر كان خطوة حيوية في مسار الكنيسة القبطية الكاثوليكية بمصر. وأوضح أن انتقالها إلى مقرها الحالي في المعادي كان خطوة تعزز من موقعها كمركز للتكوين الرعوي والخدمة الكنسية، وأنها ظلّت على مدار السنوات منارةً حقيقية للدعوات الكهنوتية. كما أشار إلى أن الكلية ليست مجرد مكان للدراسة الأكاديمية، بل بيئة روحية تعزز علاقة الطالب بالله وتبني قلب الكاهن وفق مثال المسيح.
دعوة إلى الصلاة والتأمل في مسيرة الدعوة الكهنوتية
تطرق البطريرك إلى أهمية حياة الصلاة والتمييز الروحي كركيزة في تكوين الكاهن. وذكر قول المسيح في إنجيل يوحنا عن الوحدة والمحبة كخيط يجمع المؤمنين، معبرًا عن أن رسالة الكهنوت تقتضي الاعتماد على الله والالتقاء بالمرسل في خدمة الشعب. وتابع أن الكاهن المدعو يُدعى ليعيش حرية الروح، وأن يشارك الناس فرح الوحدة في محبة المسيح، ما ينعكس في حياة مسؤولياته وخدمته اليومية.
ختام القداس وكلمات الشكر وتوجيه العام الأكاديمي الجديد
وفي ختام الاحتفال، ألقى الأب روماني فوزي عميد الكلية كلمة شكر أثنت على توجيهات البطريرك ورئاسته صلاة القداس الإلهي الاحتفالي. وأعرب عن تقديره للسفير البابوي بمصر والآباء المطارنة والكهنة والرهبان والراهبات وجميع من شارك في هذا اليوم. كما أكّد أن شعار العام الأكاديمي الجديد يستلهم معنى الوحدة من قول المسيح في يوحنا 17:21: “ليكون الجميع واحدًا”، وهو ما يعكس تقارب أعضاء الكلية وتكاملهم حول المذبح الواحد وخطة الخدمة الواحدة. وتواصلت الترانيم وتلاوة القراءات، في أجواء من الفرح الروحي والتأمل العميق في رسالة الكهنوت والتكريس للخدمة في الكنيسة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.











































































































