كتب: صهيب شمس
أوضحت مبادرة “صحح مفاهيمك” الأبعاد المهمة لبناء الأسرة في الإسلام، حيث أكد الإسلام على ضرورة تأسيس الأسرة على أسس المودة والسكينة. فالأسرة تمثل الحجر الأساس في بناء المجتمع، فإذا اضطربت الأسرة، اضطرب المجتمع، بينما إذا صلحت، صلح المجتمع واستقرت الأمة.
مرتكزات الأسرة في الإسلام
الأسرة في الإسلام تتجاوز مجرد عقد بين رجل وامرأة. فهي سكن ومودة ورحمة ومسؤولية مشتركة. وقد تجلى ذلك في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان أرحم الناس بأهله. إذ كان يحسن إليهم ويشاركهم شؤون حياتهم. وبناءً على ذلك، فإن الخلافات الزوجية يُعتبر واقعًا بشريًا، فوجود الاختلافات بين الزوجين أمر لا مفر منه.
كيفية التعامل مع الخلافات
في إطار التعامل مع الخلافات الزوجية، أكد القرآن الكريم على أهمية النصح والتوجيه. فعلى الزوجين أن يتحلوا بالصبر والتفاهم، وأن يسعوا لتجاوز النزاعات عبر نقاط الاتفاق. تأتي وصية القرآن: {وَاللَّاتِى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ}، لتشدد على ضرورة النصح والتوجيه، مع تجنب نشر الخصومات خارج نطاق الأسرة.
أسباب الخلافات الزوجية
تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى الخلافات الزوجية، وأبرزها ضعف الوعي الديني والأخلاقي في التعامل الأسري. كما أن سوء الحوار والتفاهم بين الزوجين، وغلبة العصبية واندفاع الغضب، تساعد على نشوء تلك النزاعات. بالإضافة إلى ذلك، يعد التدخل السلبي من الأهل والأصدقاء في حياة الزوجين أحد أبرز العوامل المؤثرة سلبًا.
الضغوط الاقتصادية والمعيشية
لا يمكن تجاهل الضغوط الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها الأزواج، حيث تؤثر تلك الضغوط بشكل كبير على علاقاتهم. سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وما تسببه من مقارنات وفتور عاطفي، يعزز من المشكلات الأسرية. لذا، يجب على الأزواج العمل على تحسين التواصل والتفاهم لتجاوز تلك الصعوبات.
فلسفة الحياة الزوجية
غالباً ما ينظر كل طرف في العلاقة إلى حقوقه فقط، دون مراعاة الواجبات المترتبة عليه. هذه النظرة قد تكون سببًا رئيسيًا في وجود مشكلات أسرية. إذ يجب أن يتمتع كل فرد في الأسرة بحساسية تجاه واجباته، وليس فقط حقوقه. القاعدة الأساسية هي أن “لا تطلب الحق قبل أن تؤدي الواجب الذي عليك”.
تعزيز ثقافة الرحمة والتنوير
من الضروري الاقتداء بسلوك النبي في الرحمة والتواضع داخل البيت، كما يجب التأكيد على أهمية التأهيل قبل الزواج. يجب أن يتعلم الشباب حقوق وواجبات الأسرة قبل إقدامهم على خطوة الزواج. كما ينبغي الرجوع إلى أهل العلم والخبرة لحل النزاعات بدلاً من التسرع في اتخاذ قرارات الانفصال.
تصحيح المفاهيم الخاطئة
يجب أيضًا تصحيح الفهم الخاطئ لمفاهيم القوامة والطاعة والرجولة. فالقوامة ليست تسلطًا بل رعاية ومسؤولية، والطاعة تعني تعاونًا واحترامًا متبادلاً، بينما الرجولة صفات حلم ورحمة وعدل لا تتضمن العنف أو الإهانة. يجب على الطرفين العمل على حفظ المنزل من المشكلات والسعي للحفاظ على أمنه ورعايته باستمرار.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































