كتبت: سلمي السقا
تلقى دار الإفتاء المصرية استفسارًا حول حكم رد الهدية من دون سبب شرعي. يتساءل السائل عما إذا كان يجوز رفض قبول الهدية التي أهدى بها صديقه، مما سبب له حزنًا عميقًا. هل يحق له عدم قبول الهدية وفقًا لمبادئ الدين الإسلامي؟
دعوة للتهاني والمودة
أجابت دار الإفتاء بأن الشريعة الإسلامية حثت على التهادي، لأنه يعزز المحبة ويزيد من الألفة بين الناس. في هذا السياق، تعتبر الهدية وسيلة لإزالة الأحقاد وتعزيز العلاقات الإنسانية، حيث كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يشجع على ذلك. فقد ورد في صحيح البخاري أن النبي قال: «لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ أَوْ كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ أَوْ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ».
أهمية قبول الهدايا
تعتبر قبول الهدية من الأمور المستحبة كما ذكر جمهور العلماء. حيث يتفق العديد منهم أن هناك آراء متعددة حول حكم قبول الهدايا، لكن الرأي المشهور هو أن قبولها مستحب. في هذا السياق، أوضح الإمام النووي في “شرح صحيح مسلم” أنه اختلف العلماء حول وجوب قبول المال أو استحبابه، ولكن الأكثرية تعتبره استحبابًا.
التوجيهات النبوية بشأن رد الهدايا
فيما يتعلق برد الهدية، فقد نهى النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ما لم يكن هناك سبب مشروع. الرويات تؤكد أهمية عدم رد الهدايا حيث جاء في حديث من الإمام أحمد أن رسول الله قال: «أَجِيبُوا الدَّاعِيَ، وَلَا تَرُدُّوا الْهَدِيَّةَ، وَلَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ».
أهمية التقدير والقبول
يُعد قبول الهدايا جزءًا من آداب التعامل بين المسلمين، حيث يُوجب على المرء قبول الهدية وعدم ردها. كذلك، يُستحب لمن يمتنع عن قبولها لسبب مقبول أن يوضح عذره للمهدي؛ وذلك لتطييب قلبه وجبر خاطره. يذكر الإمام ابن حبان أن قبول الهدية دون طلب يكون مصدرًا للرزق الذي ساقه الله للإنسان.
التأثير الإيجابي للهدية
تعتبر الهدية من وسائل تعزيز العلاقات الاجتماعية، حيث تأتي محملة بالمحبة والمودة. لذا، يُستحسن تقديم الهدايا بين الأصدقاء والأقارب، فهي تساهم في تقوية الروابط الاجتماعية وتخفيض التوترات. يجسد ذلك الواقع العملي في المجتمعات الإسلامية، حيث يرتبط الناس ببعضهم البعض من خلال التهادي.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































