كتبت: إسراء الشامي
تظاهر آلاف المواطنين في العاصمة الصربية بلجراد، رافضين خطة الحكومة لهدم المقر السابق للجيش اليوغوسلافي، وذلك لإقامة مجمّع فندقي فاخر يرتبط بمشروع استثماري يقوده جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
أسباب الاحتجاجات
تأتي المظاهرة ضمن سلسلة من الاحتجاجات المتزايدة ضد الرئيس الصربي ألكسندر فوشيتش، والتي تصاعدت بعد كارثة انهيار سقف محطة قطار أدت إلى مقتل 16 شخصًا. وقد خرج المتظاهرون تعبيرًا عن استيائهم من سياسات الحكومة تجاه التراث الثقافي والوطني، حيث يعتبر العديد منهم المبنى المستهدف رمزًا لضحايا الحرب ونموذجًا بارزًا للهندسة المعمارية اليوغوسلافية الحديثة.
إجراءات البرلمان
في خطوة مثيرة للجدل، أقر البرلمان الصربي، الجمعة الماضية، تشريعًا يسهّل الإجراءات الإدارية المتعلقة بشركة Affinity Global Development التابعة لكوشنر. ويتيح التشريع لهذه الشركة البدء في بناء فندق ومجمع سكني وتجاري ومكتبي على موقع المقر العسكري السابق، الأمر الذي قوبل بمعارضة شديدة من قبل العديد من الأطياف السياسية والشعبية.
الرفض الشعبي
يرى العديد من المواطنين أن هدم هذا المبنى يعد اعتداءً على الذاكرة الوطنية، حيث تعرض المبنى للقصف من قبل حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 1999 أثناء حروب كوسوفو. وقد عبرت المتظاهرة تيدورا سميليانيتش (48 عامًا) عن موقفها قائلة: “جئنا اليوم لنعبر عن رفضنا لهذا القانون.. فوشيتش يحاول بهذه الخطوة إرضاء ترامب وكسب وده”.
الاجراءات الحكومية
رغم الاعتراضات التي تقدمت بها المعارضة والذي اعتبرت فيها القانون غير دستوري، تمكنت الأغلبية الحاكمة من إقراره بدون أي تعديلات. ويعتبر هذا التشريع ضروريًا وفقًا للحكومة لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة. ومن الجدير بالذكر أن الحكومة كانت قد ألغت في نوفمبر الماضي صفة “التراث الثقافي المحمي” عن مبنى القيادة العسكرية، مما مهد الطريق لتنفيذ المشروع الذي أثار جدلًا واسعًا.
تأثيرات المستقبل
تأتي هذه الاحتجاجات في ظل توتر سياسي متزايد في صربيا، ويبدو أن تأثيرها قد يطول ما بين الحكومة والمعارضة، حيث تتطلب الاعتبارات المتعلقة بالتراث الثقافي الوطني والفوائد الاقتصادية تحقيق توازن دقيق. إن ردود الأفعال التي تشهدها الساحة السياسية في بلجراد تعكس حالة من القلق بين المواطنين حول مستقبلهم وهويتهم الوطنية في ظل هذه المشاريع التجارية الكبرى.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































