كتبت: سلمي السقا
تشغل مفهوم “البدعة” الكثير من الناس، إذ يتساءلون عن معناها الشرعي وما إذا كانت كل بدعة تعتبر ضلالة. سنستعرض في هذا المقال معاني البدعة وأقسامها وكيفية تعامل العلماء معها.
معنى البدعة في اللغة والشرع
للحديث عن البدعة، يجب علينا أن نستعرض معناها في اللغة أولاً، ثم ننتقل إلى التعريف الشرعي. في اللغة، تعني البدعة الحدث، وكل ما أُحدث في الدين بعد الإكمال. يقول ابن السكيت: “البِدعة كل مُحدَثة”، ومصطلح المبتدع غالبًا ما يُستخدم في الذم. يُشير أيضًا إلى الشخص الذي يُدخل شيئًا جديدًا لم يكن موجودًا سابقًا، ويُستخدم التعبير للدلالة على الفعل الذي يُعتبر أصيلاً.
أما في الشرع، فقد اختلف العلماء في تعريف البدعة، مما قادهم إلى مسلكين رئيسيين. المسلك الأول هو مسلك العز بن عبد السلام الذي اعتبر أن ما لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم يُعتبر بدعة وقرّره في أربعة أقسام: بدعة واجبة، وبدعة محرمة، وبدعة مندوبة، وبدعة مكروهة. المسلك الثاني يخص ابن رجب الحنبلي الذي قصر مفهوم البدعة على ما هو مذموم، متجاهلاً البدع الواجبة أو المندوبة.
الاختلاف في تصنيف البدع
رغم اختلاف المسلكين، إلا أن كلاهما اتفق على جوهر مفهوم البدعة، وهو أن كل بدعة لا تمتلك أصلًا في الشريعة تُعتبر مذمومة.
في هذا السياق، أعاد الأئمة توضيح مسألة البدعة. الإمام الشافعي، وفقًا لرواية البيهقي، قسّم المحدثات إلى نوعين: الأول هو ما يتعارض مع الكتاب والسنة، وهو ما يُطلق عليه بدعة الضلالة. الثاني هو ما يشير إلى الخير ولا يتعارض مع الكتاب والسنة، وهوغير مذموم.
الحجة الإسلامية الغزالي أوضح أنه ليس كل ما أُبدع منهيا عنه، بل المنهي عنه هو ما يُعاند السنة الثابتة. وعلى نفس السياق، أوضح النووي أيضًا التقسيمات المتعددة التي تتعلق بالبدع.
أقسام البدعة وأنواعها
على ضوء ما ذُكر سابقًا، يمكن تلخيص أقسام البدعة كما يلي:
– **البدعة الواجبة**: مثل الاشتغال بعلم النحو الذي يُعزّز فهم الشريعة.
– **البدعة المحرمة**: مثل أقوال الفرق الضالة كالقدريين والخوارج.
– **البدعة المندوبة**: كإحداث المدارس وصلاة التراويح جماعة.
– **البدعة المكروهة**: مثل زخرفة المساجد.
– **البدعة المباحة**: مثل المصافحة بعد الصلوات.
اقتباسات العلماء تدعم هذا التصنيف، حيث يُعتبر قول عمر رضي الله عنه عن صلاة التراويح “نعمت البدعة هذه” دليلًا على المشروعية، بينما ذكر ابن عمر صلاة الضحى جماعة كبدعة حسنة.
نتائج التفريق بين البدع
تظهر الخلافات في آراء العلماء، حيث يُمكننا رؤية اتجاهين. الأول هو الرؤية الإجمالية التي يتبناها البعض، والتي تقول أن الأفعال التي يُثاب عليها المسلم لا تُعتبر بدعة شرعية. أما الرؤية التفصيلية، فهي متعلقة بتقسيم البدع إلى عدة مجموعات وفقًا لأحكامها.
تعد هذه الموضوعات من القضايا المهمة في الإسلام، حيث تؤثر على الفكر الإسلامي وتجعل النظر في المسائل الفقهية أكثر دقة ووعي.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































