كتب: إسلام السقا
أثارت واقعة حبس طالبة وعزلها داخل فصل في إحدى المدارس الدولية بالتجمع بسبب المصروفات الدراسية ردود فعل غاضبة من أولياء الأمور. اعتبرت هذه الواقعة انتهاكًا صريحًا يؤثر سلبًا على عقلية وهوية الطالب. يشير العديد من أولياء الأمور إلى أن هذه المدارس تعمل على تقديم معرفة ومهارات تعليمية تساعد طلابها في دراستهم الجامعية، لكن البعض يعتقد أن هذه المدارس تسهم في تعزيز الهوية الثقافية العالمية على حساب الهوية الوطنية.
مدارس دولية ومعايير مختلفة
تتميز المدارس الدولية بأنها تقدم فرص التعليم باستخدام مناهج تعتمد على اللغة الإنجليزية، حيث معظمها يجذب الطلاب بفضل نظام التقييم الأسهل مقارنة بالمدارس الوطنية. يُعَدّ التعليم الدولي بمثابة بوابة لخوض تجربة تعليمية فريدة، من خلال انفتاح الطلاب على ثقافات وتقاليد متنوعة. ومع ذلك، تتزايد المخاوف من أن تركيز هذه المدارس على الثقافة العالمية قد يؤدي إلى تآكل الهوية الوطنية، لذلك تسعى بعض المدارس لتعزيز هذه الهوية من خلال أنشطة وفعاليات محددة.
البحث عن التوازن
أولياء الأمور يطالبون بتحقيق توازن بين التعليم الدولي والحفاظ على الهوية المصرية. أهمية تعزيز القيم والتقاليد المصرية في المناهج الدراسية والأنشطة يكمن في ضرورة الحفاظ على التراث الثقافي. من المهم أن تكون هناك استراتيجيات واضحة لضمان عدم فقدان القيم الأصيلة التي تميز المجتمع المصري. يعبرون عن قلقهم من تزايد تأثير الثقافات الغربية خاصةً في ظل عدم وضوح الرؤية التربوية لبعض المدارس في هذا الشأن.
دور وزارة التربية والتعليم
تحتل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مكانة مهمة في تحديد جودة التعليم في مصر، حيث تشير الأرقام إلى استفادة نحو 3 مليون طالب من التعليم في المدارس الدولية. تسعى الوزارة حاليًا إلى تطوير هذا النوع من التعليم عبر تنفيذ مشاريع عديدة، منها إنشاء مدارس مصرية ألمانية وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص. تأتي هذه المبادرات استجابةً للإقبال الكبير على التعليم الدولي، حيث أن عدد المدارس الدولية التي تُديرها الوزارة يرتفع إلى 33 مدرسة.
شهادات التعليم الدولي
تختلف المدارس الدولية عن التعليم الحكومي في المنهج الدراسي واللغة المستخدمة، حيث تقدم الكثير منها التعليم باللغة الإنجليزية أو بلغات أخرى مثل الألمانية والفرنسية. الشهادات الأمريكية والبريطانية تحظى بشعبية كبيرة بين الطلاب، مما يزيد من فرص التحاقهم بالجامعات الدولية.
الصراع الثقافي وتأثيره على الهوية
يرى الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي، أن الانفتاح الثقافي عبر المدارس الدولية يمكّن الطلاب من اكتساب مهارات متعددة، ومع ذلك، يُثار القلق بشأن تأثير ذلك على الهوية المصرية والعربية. يشير إلى أن المحتويات التعليمية والممارسات التربوية قد تحمل قيمًا لا تتوافق دائمًا مع الثقافة المصرية، مما قد يؤدي إلى صراع في هوية الطلاب بين ما يتلقونه في المدارس وما يخص ثقافتهم الأصلية.
التدابير الحكومية لمواجهة هذه التحديات
أعلنت وزارة التربية والتعليم عن خطط لتعزيز تدريس مواد اللغة العربية والتربية الدينية والدراسات الاجتماعية في المدارس الدولية، مما يعكس جهودًا حثيثة لضمان إبقاء الهوية المصرية ضمن المجموع الكلي للطالب. يُتوقع أن يتم الاهتمام بشكل أكبر بمراجعة الكتب والمناهج بما يتلاءم مع القيم المصرية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































