كتبت: إسراء الشامي
قد تبدو مسيرة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غامضة لمن لم يتعمق فيها، لكنها تُظهر بشكل واضح قدرة الكنيسة على تجديد وتعزيز القيادات الروحية. ومن بين أبرز تلك القيادات، يأتي البابا تواضروس الثاني، الذي بدأت مسيرته في 4 نوفمبر 2012، ليقدم نموذجاً متميزاً في الإدارة الروحية والاجتماعية.
لحظة تاريخية في الكاتدرائية
قبل 13 عامًا في صباح هادئ من أيام الكاتدرائية المرقسية، تواجدت الأنظار حينما تم تجليس البابا تواضروس الثاني. كانت تلك لحظة فارقة ليست في تاريخ الكنيسة فقط، بل في تاريخ المجتمع المصري برمته. البطريرك الجديد جاء بملامح مختلفة؛ عقل علمي ورؤية إصلاحية وقلب رهباني.
التفاعل مع المجتمع
تجلى تأثير البابا تواضروس الثاني في قدرته على إعادة تنظيم العمل داخل الكنيسة وتوسيع دائرة النشاط الرعوي. فقد تم تدشين مئات الكنائس وإنشاء إيبارشيات جديدة، حيث وُجدت الكنيسة مجددًا كمؤسسة حاضنة لمختلف الفئات في المجتمع. استعاد البابا دور الكنيسة كمؤسسة تقدم المساعدة والمعونة للجميع، ليس فقط ككيان ديني.
مبادرات إنسانية مبتكرة
أطلق البابا عدة مبادرات لخدمة المجتمع، منها “أخوة الرب” التي أعادت صياغة طريقة تقديم المساعدات، لتضمن كرامة المستفيدين. كما كانت خدمة “بنت الملك” سباقة في تقديم الدعم للفتيات، بمعونة نفسية وروحية، إضافة إلى تقديم خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة، مما يجسد رؤية أن الكنيسة مكان لاحتواء الجميع.
خلفية علمية وروحانية
نشأ البابا تواضروس في أسرة تعزز قيمة العلم. حصل على بكالوريوس في الصيدلة، ثم دبلومة في الصيدلة الصناعية، وتابع دراسته لللاهوت والإدارة. هذه الخلفية العلمية والروحانية ألهمته في كيفية إدارة الكنيسة بشكل مبتكر ومتجدد للشباب.
تطوير الكنيسة في العصر الحديث
أطلق الطقوس الحديثة وعزز استخدام التكنولوجيا داخل الكنيسة، حيث تم تدشين قنوات رقمية ومكتبات مركزية، مما جعلها أكثر تفاعلاً مع العصر. كما تم إصدار قوانين مهمة مثل قانون بناء الكنائس الذي ساهم في تحسين أوضاع الكثير من الكنائس.
الرؤية المستقبلية
يؤكد البابا في تصريحاته على أهمية القيادة التي ترتكز على الاستماع والمحبة. يرى أن القيادة الحقيقية ليست في السلطة بقدر ما هي قلب يخدم ويراعي احتياجات الجميع. وعلى مر السنوات، استطاع البابا تواضروس الثاني أن يكون قدوة في الصبر والحكمة، متركزًا على كيفية تعزيز الترابط بين الكنيسة والدولة والمجتمع.
خلال 13 عامًا، تبادل البابا تواضروس الثاني مع الشعب معاني الشكر والتقدير، بكونه نموذجًا فريدًا للقيادة الروحية. لقد سرى في عمله نهر من الإيمان والصدق، متجاوزًا العقبات بسلام وتركيز. ومع مرور الوقت يُتوقع أن تستمر تلك المسيرة حفراً عميقة في قلوب أبناء الكنيسة والمجتمع.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































