كتبت: سلمي السقا
تتزايد المخاوف الدولية بشأن جماعة الإخوان المسلمين في السنوات الأخيرة. فالجماعة، التي تم تصنيفها كمجموعة إرهابية في العديد من الدول، باتت تُعتبر تهديداً مباشراً لاستقرار المجتمعات في مختلف بقاع العالم. يأتي ذلك في ظل تصاعد التحذيرات من موجات جديدة من التطرف قد تؤثر على الأمن القومي في عدة دول.
تكساس تحظر أنشطة الإخوان
في سياق جهود محاصرة أنشطة الجماعة، قامت ولاية تكساس الأمريكية بتصنيف جماعة الإخوان ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) كمنظمتين إرهابيتين وأعطت القانون صلاحيات للمدعي العام لرفع دعاوى لإغلاقهما. وبموجب هذا القرار، تم حظر امتلاكهما للأراضي في الولاية، مما يشير إلى جدية السلطات الأمريكية في مواجهة التهديدات التي تشكلها هذه الجماعة.
أوروبا تحت ضغط التنظيم
في فرنسا، تبنّى الرئيس إيمانويل ماكرون مواقف قوية ضد الجماعة. حيث اعتبر الجماعة مشروعًا انفصاليًا يهدد أسس الجمهورية والقيم العلمانية. بالإضافة إلى ذلك، تشير وزارة الداخلية الفرنسية إلى وجود شبكات إخوانية تتغلغل داخل الجمعيات والمساجد، مما دفع الحكومة إلى سن تشريعات صارمة لمواجهة هذه الأنشطة. من بين هذه التشريعات، قانون “مكافحة الانفصالية الإسلامية” الذي يهدف إلى تقييد نشاط الجماعات المتطرفة.
ألمانيا تراقب النشاط الإخواني
إلى جانب ذلك، تنظر ألمانيا إلى جماعة الإخوان كأحد أخطر التيارات الإسلامية المتطرفة. حيث تخضع أنشطتهم لمراقبة دقيقة، تشمل أكثر من ألف عضو ومؤسسة مرتبطة بالتنظيم. وقد اتخذت الحكومة الألمانية إجراءات صارمة ضد الجماعة، منها حل عدد من الجمعيات في برلين وشمال الراين، مما يعكس قلق السلطات بشأن تأثير الجماعة على النظام الدستوري.
استجابة نمساوية لمواجهة الإخوان
أما النمسا، فقد أصدرت قانونًا تحت مسمى “قانون الإسلام السياسي”، والذي يهدف إلى مواجهة جميع التنظيمات التي تستخدم الدين كسلاح سياسي. يعكس هذا القانون رؤية واضحة تفيد بأن جماعة الإخوان تمثل تهديدًا مباشرًا للنظام العلماني، إذ تعمل على خلق بيئة حاضنة للفكر المتطرف.
أهمية التحذيرات السويدية
من جهة أخرى، أصدرت الحكومة السويدية تحذيرات رسمية تفيد بأن الإخوان يمثلون تهديدًا واضحًا للمجتمع، حيث تعمل الجماعة على التغلغل داخل الجاليات الإسلامية. وقد حذر الأمن السويدي من خطر “الاختراق الإخواني” للجمعيات والبلديات، مشيرًا إلى أن الجماعة تستخدم خطاب الاعتدال كواجهة لإخفاء توجهاتها المتطرفة.
التحصن الروسي ضد الجماعة
على الجانب الآخر، تعتمد روسيا نهجًا صارمًا ضد جماعة الإخوان، حيث صنفتها المحكمة الدستورية على أنها منظمة إرهابية منذ عام 2003. جاء هذا الموقف بسبب الروابط العديدة التي تربط الجماعة بجماعات مسلحة، بالإضافة إلى المخاوف من دورها في دعم الحركات الانفصالية في مناطق مختلفة.
مواجهات في العالم الإسلامي
في كازاخستان وطاجيكستان، تم تصنيف جماعة الإخوان كمنظمات إرهابية، مع تطبيق قوانين صارمة تمنع أي نشاط يمثل تهديدًا للأمن القومي. تتمتع حكومات هاتين الدولتين بروح الوعي المتزايد بخطورة الأفكار المتطرفة، حيث يتم التحقيق مع الأفراد المرتبطين بالجماعة لمحاصرة نشاطاتها.
تحديات جديدة في كينيا
وفي كينيا، تم إدراج جماعة الإخوان وحزب التحرير ضمن التنظيمات الإرهابية، مما يعكس القلق الرسمي من استغلال التنظيمات المتشددة للبيئة الدينية والسياسية في المنطقة. يعكس هذا التصنيف الوعي المتزايد بالمخاطر المترتبة على أنشطة الجماعة وتطلعاتها.
تشير هذه الاتجاهات العالمية إلى أن هناك إدراكًا متزايدًا بأن جماعة الإخوان ليست مجرد حركة سياسية، بل هي تنظيم معقد يسعى لتوسيع نفوذه وتأثيره عبر الحدود. ومع تصاعد القلق من التطرف، يبدو أن المجتمع الدولي يسير نحو تشديد الإجراءات ضد الجماعة وتجفيف بيئتها الحاضنة.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































