كتبت: بسنت الفرماوي
تطرح العديد من العائلات سؤالًا حول مدى كون عدم طاعة الوالدين في مسألة الزواج من العقوق. تتزايد مشكلات التحكّم الأُسري في اختيار الشريك المناسب، مما يدفع الأبناء إلى رفض خيارات الآباء. يتساءل البعض عما إذا كان ذلك يعتبر عقوقًا.
رؤية الدين في مسألة الزواج
في رده على هذا السؤال، ألقى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الضوء على موقف الشريعة من هذا السلوك. وقد أوضح أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – جعل أمر الفتاة البالغة بيدها، ونهى عن إكراهها على الزواج من شخص لا ترغب فيه.
التحكم الأُسري وتأثيره على الفرد
جاءت إحدى الفتيات إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تشكو من رغبة والدها في أن تتزوج ممن لا تحب. وقد أكد النبي أن الأمر يعود إليها، مما يعكس أهمية حرية الاختيار في الزواج. وأضاف، أنه لا يعدّ عدم طاعة الوالدين في هذا السياق عقوقًا، نظرًا لما ورد في قوله تعالى: «وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا»، حيث يؤكد الله على ضرورة عدم الطاعة في الأمور التي تمس العقيدة.
أهمية البر بالوالدين
وشدّد علي جمعة على أهمية بر الوالدين، موضحًا أنه من الأمور المُؤكدة في الدين. ومع ذلك، لا يُفترض أن يتمثل البر في كل طاعة، فليس كل ما يأمر به الوالدان يكون صوابًا. في بعض الحالات، قد تكون رؤية الوالدين غير صحيحة، مما يستوجب من الأبناء مراجعة المخاوف المترتبة على اختياراتهم.
علاقة العقوق بالاختيار الشخصي
قد تتطرق دار الإفتاء المصرية إلى أن عدم طاعة الوالدين في أمور الزواج يمكن فهمه من باب التوازن بين البر والقدرة على الاختيار. وبشكل عام، يُعتبر الأصل أن طاعة الوالدين واجبة، ما لم يتعارض ذلك مع مبادئ الدين. وفي حال كان هناك تعنّت من جانب الأهل، فلا تُعدّ المخالفة لهم معصية يُعاقب بها الأبن.
التعاون بين الأهل والأبناء
كما أشار الفقهاء إلى ضرورة قيام الوالدين بدورهما بحذر، مع مراعاة مصلحة الأبناء. إذ يجب التواصل المستمر بين الأهل وأبنائهم للتوصل إلى توافقات بشأن خيارات الزواج.
تحذيرات من التعنّت في الزواج
في حال كان الأهل يرفضون الزواج بصورة تعسفية، يُسمح للأبناء بالزوج دون موافقتهم، خاصةً في الحالات التي تتطلب فيها الظروف ذلك. ومع ذلك، يبقى احترامهم ضمن حدود المعقول.
قواعد الاختيار في الزواج
يتوجب على الأبناء أن ينظروا بعناية في اختيارات الوالدين، وفي الوقت نفسه، يجب عليهم عدم التسرع في اتخاذ الخيارات. إذ أن كل حالة تحتاج إلى تحليلٍ دقيقٍ بعيدًا عن التسرع أو العواطف.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































