كتبت: فاطمة يونس
يعتبر صيام يوم السبت في فصل الشتاء موضوعًا يتطلب الوقوف عنده نظرًا للاختلافات الفقهية التي تحيط به. ولعل السبب وراء هذا الاهتمام هو تزامن بداية فصل الشتاء مع قصر النهار، مما يجعل من الصيام فرصة قيمة لا يجب تجاهلها.
اجتهادات العلماء حول صيام يوم السبت
أوضحت دار الإفتاء أنه يجوز إفراد صيام يوم السبت بشرط وجود سبب مقبول، مثل أن يوافق عادة معينة للصائم أو يكون هدفه قضاء أيام من رمضان. وعلى الرغم من عموم إباحة الصوم في هذا اليوم، فقد ذهب بعض العلماء إلى كراهة إفراده. وقد استندوا إلى الحديث النبوي الشريف الذي نهى عن صيام يوم السبت بشكل مستقل، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم.”
الآراء المتباينة بين المذاهب الفقهية
تباينت الآراء الفقهية حول حكم صيام يوم السبت بين المذاهب الأربعة: الحنفية، المالكية، الشافعية، والحنابلة. حيث اعتبره البعض مكروهًا، بينما رأى آخرون أنه لا بأس به. يُنسب إلى الإمام مالك قول بجواز صيام يوم السبت دون كراهة. وعليه، فإن من أراد أن يتجنب الجدل بين الآراء الفقهية يمكنه صيام يوم قبله أو بعده.
الأحكام الشرعية وأدلتها
استند العلماء إلى عدة أحاديث نبوية في تناول حكم صيام يوم السبت. من بين هذه الأحاديث، ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، والذي يفيد بأن النبي قال: “لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا يومًا قبله أو بعده”، مما يُفهم منه جواز صيام يوم السبت في بعض الحالات. وكذلك حديث جويرية بنت الحارث الذي أظهر تساهلاً في صيام هذا اليوم، حيث سألها النبي عن نيتها في صيام السبت وأذن لها بالأفطار.
تحليل الآراء الفقهية المعاصرة
أشار الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إلى أن الرأي القائل بكراهة صيام يوم السبت لا يزال محل نقاش بين العلماء. وقد أكد أن صيام السبت جائز إذا كان هناك سبب مشروع، كونه يوم عرفة أو عاشوراء. وينبغي للمسلم أن يتحلى بالمرونة سواء بالصيام أو بالإفطار يوم السبت، بحسب طبيعة نيته وظروفه.
الاستنتاجات العامة حول صيام السبت
رغم تعارض الآراء حول حكم صيام يوم السبت، يبدو أن الإجماع بين غالبية الفقهاء يتجه نحو جواز الصيام، خاصةً إذا كان جزءًا من عادة السائل أو أن يتزامن مع يوم ذي فضل. يتضح أن كراهية إفراد صيام السبت لا تقتصر على التحريم المطلق، بل توجهات الفقهاء تتراوح بين الكراهة المطلقة، والجواز بشروط، مما يعكس تنوع الفهم الديناميكي للمواضيع الفقهية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































