كتبت: بسنت الفرماوي
تحتفل محافظة الفيوم سنوياً بظاهرة طبيعية فريدة، وهي تعامد الشمس على قدس الأقداس في معبد قصر قارون. تُعد هذه الظاهرة واحدة من أهم الأحداث التي وضعت الفيوم على خريطة السياحة الأثرية العالمية. تُقام الاحتفالات في صباح يوم 21 ديسمبر من كل عام، حيث يلتف الزوار حول المعبد لمشاهدة هذه الظاهرة الفلكية الفريدة.
موقع معبد قصر قارون وتاريخه
يقع معبد قصر قارون على الجانب الجنوبي الغربي من بحيرة قارون، ويعود تاريخه إلى الحقبة اليونانية الرومانية. يتميز بمساحته الواسعة، حيث يمتد على طول 35 متر وعرض 19 متر، بارتفاع يصل إلى 13 متر. المعبد مبني من الحجر الجيري، ويتألف من ثلاث صالات رئيسية، يتقدمها قدس الأقداس.
خصائص المعبد الداخلي
يضم المعبد ما يقرب من مائة حجرة، استُخدمت في تخزين الحبوب والغلال، وكذلك لأغراض كهنة المعبد خلال تلك الفترة. كما يحتوي المعبد على العديد من المتاهات والسراديب، ما يبعث شعوراً بالغموض. يتميز سقف المعبد بنقوش جميلة، تمثل الإله سوبك، بينما تتزين مدخله برسومات الشمس ذات الأجنحة.
ربط المعبد بالأسطورة والدين
تم بناء معبد قصر قارون خصيصًا لعبادة الإلهين سوبك وديونيسيوس، إله الخمر والحب. يعتبر سوبك، المعروف بالتمساح، من الآلهة الرئيسية في الفيوم في العصور الفرعونية. قامت الهندسة المعمارية للمعبد بتصميمه بحيث لا تأتي أشعة الشمس على المقصورة اليسرى، والتي كانت مخصصة للإله سوبك، حيث كانت المعتقدات تشير إلى أن الشمس تغرب عن المعبودين، ولذلك كان من الضروري الاحتفاظ به بعيداً عن أشعة الشمس.
اكتشاف ظاهرة التعامد وتأثيرها السياحي
اكتشف فريق الباحثين الأثريين ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس في عام 21 سبتمبر، وتبين أنهم يُلاحظون تعامدها فقط في هذا اليوم دون غيره. بعد ذلك، تم تشكيل لجنة من علماء الآثار لدراسة هذه الظاهرة. ومنذ تأكدهم من صحتها، بدأت محافظة الفيوم بتنظيم احتفالات بصفة سنوية في يوم 21 ديسمبر للاحتفال بهذه الظاهرة.
تاريخ التسمية وآثاره
كان يُعرف معبد سوبك في العصور القديمة، ولكن مع مرور الزمن وظهور العصور الإسلامية، تغير الاسم إلى معبد قصر قارون. يُشير هذا الاسم إلى موقعه قرب بحيرة قارون، وليس له علاقة بالأحداث المذكورة في النصوص الدينية. هذا المعبد لا يزال يحتفظ بجماله ورونقه على الرغم من مرور ما يقرب من 7 آلاف عام منذ بنائه.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.
