كتبت: سلمي السقا
واصل فريق البعثة الإسبانية، التي تعمل في قبة الهوا غرب أسوان، جهوده في إجراء أعمال الحفائر. يتكون الفريق من متخصصين مدربين بشكل عالٍ، إلى جانب مفتشي الآثار وعمال نوبيين، الذين يلعبون دورًا حيويًا في دفع هذه الأعمال إلى الأمام.
تشكل أعمال الحفائر في قبة الهوا جزءًا من استراتيجية شاملة لفهم التاريخ المصري من زاوية جديدة. حيث نشر الفريق عبر منصته الرسمية صورة لقطعة من الفخار نادرة الاكتشاف، تم العثور عليها في المجمع الجنائزي لسارنبت الأول. يعتقد أنها ستلعب دورًا مهمًا في توسيع الفهم حول شبكات التبادل التجاري التي كانت موجودة بين مصر ودول شرق البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى العلاقات التجارية الداخلية في مصر.
تعتبر هذه الاكتشافات في المجمع محورية لفهم الحياة الاقتصادية والاجتماعية في تلك الفترة. ويركز الباحثون على تحليل هذه القطع بعناية، لما لها من أهمية في توضيح كيفية تنظيم المجتمعات وعلاقاتها التجارية.
في إطار هذا العمل الأثري، تتولى كريستينا ليشوجا، إحدى أعضاء البعثة، مهمة خاصة في متابعة أعمال الحفائر في المقبرة المعروفة باسم QH35p. إذ تهدف إلى إعادة جميع الأواني الفخارية الكبيرة التي تعود إلى الأسر الثانية عشر والثالثة عشر إلى وضعها الطبيعي، تمهيدًا لرسمها وتوثيقها بطريقة علمية دقيقة.
إن الجهود المبذولة في قبة الهوا تمثل جزءًا من المساعي العالمية للحفاظ على التراث الثقافي والآثار التاريخية. من خلال دراسة الفخار والأدوات الأخرى المكتشفة، يمكن للعلماء استنتاج تفاصيل مهمة عن الثقافة والعادات والتقاليد التي كانت سائدة في تلك الحقبة الزمنية.
تسعى هذه الحفائر إلى فتح آفاق جديدة لفهم الحضارة الفرعونية، حيث تقدم للباحثين مواد بحثية قيمة. ستساهم النتائج المستخلصة من هذه الاكتشافات في إعادة تشكيل الفهم التاريخي للمنطقة. كما من المأمول أن تعزز هذه الكشوف الأثرية من السياحة الثقافية، مما يلقي الضوء على أهمية قبة الهوا كموقع تاريخي أثري.
وبينما يتقدم العمل بأيدٍ محلية ودعم دولي، يثمن الكثيرون الدور الذي تلعبه بعثات المواهب المدربة في حفظ ونشر التاريخ الغني لمصر. تجاوز هذا المشروع الأبعاد التقليدية للحفريات ليصبح مركزًا لتبادل المعرفة وخبرات العمل الأثري.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.
