كتب: إسلام السقا
شارك الدكتور محمد الخشت، عضو المجلس العلمي الأعلى لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية ورئيس جامعة القاهرة السابق، في مؤتمر دولي بعنوان “المعتقد والعلم والعقل”. عُقد المؤتمر في جامعة السوربون بباريس، تحت رعاية شخصيات أكاديمية متميزة، وذلك في حضور وزير التعليم العالي والبحث والفضاء الفرنسي.
محاضرة رئيسية تتناول العلاقة بين الدين والعلم
قدّم الدكتور محمد الخشت المحاضرة الرئيسية بعنوان “المعتقد الديني والعلم الوضعي: نحو مربع جديد”. استعرض خلالها رؤية فلسفية تاريخية ومنهجية تهدف إلى تجاوز الأنماط التقليدية التي حكمت العلاقة بين الدين والعلم، والتحول من صراع إلى نموذج الشراكة المعرفية.
تمييز المعتقد الديني عن العلم الوضعي
شدد الدكتور الخشت على أهمية التمييز بين المعتقد الديني، الذي يستند إلى الوحي والغيب، والعلم الوضعي الذي يعتمد على التجربة والملاحظة. واعتبر أن الخلط بين هذين المجالين هو السبب الجوهري للعديد من الإشكالات الفكرية والتوترات التاريخية.
دعوته لمربع جديد في العلاقة بين الدين والعلم
طرح الدكتور الخشت فكرة الانتقال إلى “مربع جديد” يقوم على التعاون بين الدين والعلم بدلاً من الصراع. قدم أربعة مبادئ أساسية لإعادة بناء هذه العلاقة، مشددًا على دور التعليم كأداة لتحفيز التفكير النقدي ومواجهة التطرف.
أهمية التعليم في تشكيل الوعي
أكد الخشت أن التعليم يجب أن يتجاوز مجرد نقل المعرفة، ليصبح عملية لبناء العقول وتشكيل الوعي. أشار إلى أن غياب التفكير النقدي قد يؤدي إلى تأويلات متطرفة، بينما يساهم التعليم القائم على العقل والمنهج العلمي في تحصين المجتمعات ضد التطرف.
رؤية تاريخية للعلاقة بين الدين والعلم
عرض الدكتور الخشت رؤية تاريخية شاملة للعلاقة بين الدين والعلم موضحًا أنها تذبذبت عبر أربعة أنماط: الاتفاق، الحوار، الصراع، والفصل. تتبّع هذه العلاقة من الحضارات القديمة إلى الفلسفة اليونانية، وصولًا إلى الحضارة الإسلامية التي دمجت بين العقل والوحي.
انتقاد توظيف العلوم في بناء خطابات أيديولوجية
انتقد الدكتور الخشت استخدام العلوم الطبيعية، وخاصة البيولوجيا التطورية، في إنشاء مواقف أيديولوجية معادية للدين، مؤكدًا أن ذلك يتعدى الحدود العلمية. أشار إلى أن قوانين الطبيعة تتناغم مع القوانين الإلهية، وأن العلم يسعى لفهم هذه السنن.
نقد الإمام الغزالي وتأثيره على العقل الإسلامي
وجّه الدكتور الخشت نقدًا قويًا للإمام الغزالي، معتبرًا أن أفكاره كانت نقطة تحول في تاريخ “استقالة العقل” في الثقافة الإسلامية. أشار إلى أن إنكاره لمبدأ السببية الطبيعية فتح المجال للتفكير الخرافي، ما ساهم سلبًا في تشكيل عقلية الإنسان المسلم.
تجديد الخطاب الديني والعقلانية البرهانية
أكد الدكتور الخشت أن تجديد الخطاب الديني لا يمكن أن يتحقق ما لم يُصاحب بتفكيك بنية “العقل المغلق” وتعزيز العقلانية البرهانية. دعا إلى ربط الإيمان بالمعنى والأخلاق، مع ضرورة الحفاظ على دور العقل وقوانين الطبيعة.
دعوة لشراكة جديدة بين الدين والعلم
تكتسب دعوة الدكتور الخشت لشراكة جديدة بين الدين والعلم دلالة مهمة، نظرًا لكونها جزءًا من مشروع فكري يسعى لإعادة بناء العلاقة بين الإيمان والعقل على أسس معرفية وإنسانية تستطيع مواجهة تحديات العصر.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































