كتبت: إسراء الشامي
في موقف إنساني عميق، شهدت محافظة سوهاج حكاية تعكس معاني العدالة والرحمة في بيئة العمل. بدأت القصة داخل أحد المحال التجارية المتخصصة في بيع الملابس الجاهزة، حيث استلهم صاحب المحل درسًا إنسانيًا من موقف غير مخطط له.
لقاء غير متوقع
خلال وجوده في المحل، رصد صاحب المحل إحدى العاملات تجلس في ركن قريب من دورة المياه. كانت تستعد لتناول طعامها بأسلوب بسيط. بدافع من عفويته، سألها بصوت مرح: “بتاكلي إيه؟ أكليني معاكي”. لم يتوقع أن تخرج الفتاة كيس كشري من حقيبتها، كانت قد أحضرته لتغطي جوع يوم عمل طويل.
تأملات إنسانية
هذا المشهد لم يمر مرور الكرام على صاحب المحل، بل جعله يتوقف لحظات طويلة ويتفكر فيما تعانيه تلك الفتاة. عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، شارك أفكاره حول الوضع المالي للعاملات. أوضح أن راتب 3000 جنيه شهريًا قد يبدو عاديًا للعديد من الناس، إلا أنه في الحقيقة يترجم إلى نحو 100 جنيه يوميًا. ورغم ضآلة هذا المبلغ، فإنه بالكاد يغطي نفقات المواصلات والطعام، مما يطرح تساؤلات عديدة حول كيفية قدرة العاملات على تأمين بقائهن في ظل هذه الظروف.
قرار رفع الأجور
بعد تأملات عميقة في واقع حياة العاملات، قرر صاحب المحل اتخاذ خطوة جريئة. أعلن عن زيادة مرتبات جميع العاملات في الفروع المختلفة إلى 5000 جنيه شهريًا. أشار إلى أن هذا المبلغ، على الرغم من زيادته، قد لا يفي باحتياجاتهم في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة.
رسالة شاملة
بتصرفه، حاول صاحب المحل أن يوضح أن كيس الكشري لم يكن مجرد وجبة عابرة، بل كان بمثابة رسالة صامتة تحمل في طياتها معانٍ عميقة عن حياة فتيات كثيرات يعملن بجد ولكن مقابل دخلاً محدوداً. وأكد رئيس المحل أن الركيزة الأساسية هي تعزيز مكانة العمال ورفع مستوى معيشتهم.
تمثل هذه القصة درسًا واقعيًا يحمل في طياته أهمية الرحمة في العمل وعدم إغفال احتياجات العاملين. تبرز القصة كيف يمكن لموقف بسيط أن يؤدي إلى تغيير جذري في الحياة، وكيف أن الرزق والكرامة يجب أن يسيرا جنبًا إلى جنب لإعادة التوازن إلى عالم العمل.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































