كتبت: إسراء الشامي
تعد مأساة معصرة صاوي واحدة من أقسى الفواجع الإنسانية التي تكشف النقاب عن الوجه المؤلم لواقع الحياة اليومية في البحث عن لقمة العيش. حيث استيقظت قرية معصرة صاوي بمركز طامية في محافظة الفيوم على صدمة هزت القلوب والأرواح، بعد أن تحولت رحلة عمل يومية إلى مأتم جماعي.
حادث سير مأساوي
فقد فقدت القرية سبعة من أبنائها، أغلبهم من الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم 15 عامًا، في حادث سير مروع وقع على الطريق الإقليمي. هذا الحادث وقع أثناء عودتهم من يوم عمل شاق قطعوا خلاله أكثر من 130 كيلومترًا. يسرد هذا الحادث حجم الظلم المفروض على أطفال لم يعرفوا من طفولتهم سوى المشقة والمعاناة.
مخالفات السلامة المرورية
شهد الحادث انقطاع حياة هؤلاء الأطفال نتيجة انقلاب سيارة سوزوكي، التي كانت محملة بأكثر من ضعف طاقتها. تتجلى أبرز المخالفات في غياب الرقابة والمحاسبة، مما جعل الإهمال يحصد أرواحًا بريئة، دفعت ثمن الفقر قبل أن تدفع ثمن الطريق.
صرخات الأهالي ومطالبهم
بينما تعالت صرخات الأمهات وذهول الآباء، برزت مطالب الأهالي بكشف ملابسات الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه. يواجه السكان معاناة كبيرة بعد فقدانهم الأمل في مستقبل أفضل لأبنائهم، وطالبوا كذلك بتعويضات لأسر الضحايا، الذين فقدوا عائلهم الوحيد أو مصدر دخلهم.
قصة الضحايا
كان الضحايا يعملون في أحد مواقع العمل الزراعي على طريق الضبعة، حيث كانوا يغادرون قريتهم في الثانية فجرًا، ويعودون مع غروب الشمس. الأجر اليومي لم يتجاوز 100 إلى 120 جنيهًا، وهو أجر لا يكفي لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
تفاصيل الحادث المأساوي
حسب رواية أحد الأهالي، كانت السيارة المخصصة لنقل ستة أو سبعة أفراد فقط، تقل 13 إلى 14 شخصًا، مما يعد مخالفة واضحة لقواعد السلامة. أدى انقلابه إلى اشتعال النيران فورًا، ما تسبب في تفحم بعض الضحايا وتشويه جثامينهم بشكل بالغ. وقد تم نقل الجثامين إلى المشرحة لإجراء تحاليل DNA، بسبب شدة التشوه.
ضرورة فتح التحقيقات
يطالب الأهالي بفتح تحقيق عاجل وشامل للوقوف على ملابسات الحادث المحزن. ومن الضروري تحديد الأسباب الحقيقية، خاصةً في ظل وجود أطفال بين الضحايا كانوا يعولون أسرهم. الكل يتساءل: كيف يمكن تشغيل أطفال لم يبلغوا سن الرشد في ظروف قاسية كهذه؟
مناقشة الوضع الاجتماعي
بدلا من أن يكون هذا الحادث واقعة فردية، يعتبر نموذجاً يتكرر يوميًا، مما يستدعي ضرورة اتخاذ خطوات جادة لمنع تكرار هذه المآسي. يجب تشديد الرقابة على تشغيل الأطفال ووسائل نقل العمالة غير الآمنة.
تظل هذه المأساة شاهدًا على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية القاسية التي يعاني منها الكثير من الأسر في البلد، مما يستدعي تحركًا فوريًا من الجهات المعنية لمحاسبة المتسببين وضمان حقوق الضحايا وأسرهم.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































