كتب: كريم همام
سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا، وذلك نتيجة لتشديد الولايات المتحدة لإجراءاتها ضد صادرات النفط الفنزويلية. هذا الأمر أدى إلى تصعيد التوترات الجيوسياسية في أسواق الطاقة العالمية. فقد ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.4% خلال تعاملات يوم الاثنين، ليصل إلى أكثر من 58 دولارًا للبرميل. يعكس هذا الصعود بداية جديدة بعد فترة من التراجع استمرت أسبوعين.
استهداف الناقلات النفطية
تأتي الزيادة في الأسعار في أعقاب قيام خفر السواحل الأمريكي بالصعود على ناقلة النفط “سنتشريز” في البحر الكاريبي. كانت هذه الناقلة تحمل ما يصل إلى مليوني برميل من النفط الفنزويلي. وتُعتبر هذه الواقعة الأولى من نوعها التي يتم فيها استهداف ناقلة غير خاضعة للعقوبات الأمريكية.
الحكومة الأمريكية تسعى لاستهداف ناقلات أخرى مثل “بيلا وان”، التي كانت متجهة إلى فنزويلا. يشير هذا السلوك إلى تصميم واشنطن على تشديد الضغط على الحكومة الفنزويلية بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو.
مساعي واشنطن للضغط على فنزويلا
تحاول الولايات المتحدة التركيز على تضييق الخناق على مصدر الإيرادات الرئيسي لفنزويلا، وهو صادرات النفط. وعلى الرغم من أن فنزويلا تمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم، إلا أن صادراتها النفطية التي تذهب في أغلبها إلى الصين تمثل أقل من 1% من الطلب العالمي.
الحصار النفطي الذي تفرضه الولايات المتحدة يهدف إلى التأثير على الاقتصاد الفنزويلي، الذي يعاني من العديد من الأزمات، بما في ذلك العقوبات الدولية والانهيار الاقتصادي.
تأثيرات على الإمدادات النفطية
بينما تواصل أحداث النزاع تأجيج أزمة النفط، تصاعدت المخاطر على الإمدادات النفطية من دولة أخرى في تحالف “أوبك+”. فقد استهدفت أوكرانيا ناقلة نفط من أسطول الظل الروسي في البحر المتوسط، وذلك في أعقاب هجمات على منشآت لشركة لوك أويل في بحر قزوين.
هذه التطورات أسهمت في وضع حد أدنى لأسعار النفط، التي تراجعت بنحو 20% منذ بداية العام. الأمر يعود إلى فائض المعروض الناتج عن زيادة الإنتاج من قبل “أوبك+” ومنافسيها، بالإضافة إلى تباطؤ نمو الطلب العالمي.
توقعات أسعار النفط
اعتبر بوب ماكنالي، رئيس مجموعة Rapidan Energy، أن النشاط العسكري بالقرب من فنزويلا من غير المرجح أن يُحدث تغييرًا جوهريًا في التوقعات حول فائض المعروض أو الاتجاه الهبوطي طويل الأمد للأسعار. وأشار إلى أن الارتفاعات الحالية قد تكون مؤقتة، ومُدعومة بالأحداث الجيوسياسية، لكنها لن تؤثر بشكل حقيقي على مستويات الإنتاج أو التدفقات النفطية.
وتبقى الأسواق النفطية تحت المراقبة انتظارًا للمزيد من التطورات، حيث يمثل كل حدث جديد فرصة لتغيير الصورة الحالية.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.















































































































