كتبت: سلمي السقا
أصدرت وزارة الأوقاف بيانًا للرد على الشكوك التي تثار حول معجزة الإسراء والمعراج، حيث اعتبر بعض المشككين أن هذه المعجزة تتعارض مع القوانين الطبيعية. ويدّعي هؤلاء أن انتقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس ثم إلى السموات والعودة في ليلة واحدة هو أمر مستحيل وفق المفاهيم العلمية المادية المعروفة.
فهم خاطئ لطبيعة المعجزة
أشارت الوزارة عبر منصتها الإلكترونية إلى أن هذه الشبهة تعكس فهمًا قاصرًا لطبيعة المعجزات، حيث يقصر المشككون الحدث على قوانين البشر والزمان والمكان. وأوضحت أن المعجزات هي في جوهرها خوارق للعادة، ودلائل على القدرة الإلهية المطلقة التي لا تتقيد بما يعرفه العقل البشري.
الإسراء والمعراج: معجزة إلهية
بينت وزارة الأوقاف أن الرد المختصر على هذه الشبهة هو أن الإسراء والمعراج هي معجزة إلهية خالصة. فإذا كانت هذه المعجزة خضعت للمنطق المادي، لما كانت معجزة، وقد أيد الله سبحانه وتعالى نبيه بها، وهو ما أظهر في القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة. وبالتالي، فإن الإيمان بها واجب على كل مسلم.
الفرق بين الخارق والغير الممكن
في ردها التفصيلي، أوضحت الوزارة أن الاعتراض على الأحداث الكثيرة التي وقعت في زمن قصير يعود إلى الخلط بين الأمور الخارقة للعادة وما هو مستحيل عقلاً. فالمعجزة لا تناقض العقل، بل تخالف العادة، وتظهر سلطان الله المطلق على الزمان والمكان. ما يُعتبر مستحيلاً في إطار قدرة الإنسان المحدودة، ليس كذلك في نطاق القدرة الإلهية.
نماذج من القرآن تؤكد القدرة الإلهية
لفتت وزارة الأوقاف الانتباه إلى أن القرآن قدم أمثلة واضحة تؤكد تحكم الله في الزمن. ومن ذلك قصة العزير عليه السلام، الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه، حيث بقي طعامه وشرابه دون تغيير بينما تحلل حماره، وهذا يدل على عظمة الله وقدرته على إيقاف الزمن.
الدلالة على مفهوم الزمن الإلهي
استشهدت الوزارة أيضًا بقصة أصحاب الكهف، الذين لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعًا، بينما ظنوا أنهم لبثوا يومًا أو بعض يوم. هذه الأمثلة تبين أن الزمن بيد الله وحده، مما يرفع الاستغراب عن معجزة الإسراء والمعراج ويسلط الضوء على وقوعها خارج حدود الزمان والمكان المألوفة.
الحكمة من زمن الرحلة
أكدت وزارة الأوقاف أن الحكمة من وقوع الرحلة في جزء من ليلة لا تعود إلى قطع المسافات، وإنما تتمثل في المشاهد العظيمة والرؤى الكبرى التي تمثل تلك الرحلة، مثل اللقاءات مع الأنبياء واطلاع النبي على آيات الله في ملكوت السموات. هذه المشاهد هي ما استغرق زمن الرحلة.
ماهية الإنكار ومبادئ الإيمان
شددت الوزارة على أن إنكار الإسراء والمعراج لا يعد اعتراضًا على شخص النبي، بل هو اعتراض ضمني على قدرة الله سبحانه وتعالى. لقد قال الله في كتابه الكريم: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا﴾، مما يؤكد أن قدرة الله لا يحدها زمن ولا مكان.
معجزة مستمرة ودلالة على العظمة الإلهية
اختتمت وزارة الأوقاف بيانها بالتأكيد على أن معجزة الإسراء والمعراج تظل آية باقية تدل على عظمة الله وتكريمه لنبيه، وهي دليل قاطع على أن المعجزات خارقة للعادة. الإيمان بهذه المعجزة يعني الإقرار بقدرة الله المطلقة التي لا يعجزها شيء لا في الأرض ولا في السماء.
يمكنك قراءة المزيد في المصدر.
لمزيد من التفاصيل اضغط هنا.














































































































